من يفوز بالقرار في المنزل؟

نشر في 04-02-2008 | 00:00
آخر تحديث 04-02-2008 | 00:00

الرجل المتسلط هو صاحب القرار والآمر الناهي فيما ليس لزوجته من حول الا في إطاعة أوامره. هل ما زالت تلك الصورة النمطية التي ظهرت في روايات نجيب محفوظ، تتكرّر في الأسر العربية حتى أيامنا؟ وهل الرجل هو حقاً صاحب القرارات في المنزل؟ أم أنّ الواقع اختلف بسبب تثقيف المرأة ودخولها ميدان العمل؟

تؤكد سعيدة علي (ربة منزل) أن القرار لا بد أن يكون للزوج، فالرجل دائماً هو صاحب الرأي الصائب، وهو الذي يتولى الأمور المتعلقة بالمعيشة والحياة، فيما يقتصر دورها على تربية الأولاد ورعاية شؤون الأسرة.

تعارضها إيناس محمود (موظفة) الرأي وتعلّق: «لا بد من أن تكون للمرأة شخصيتها لأن ظاهرة «سي السيد» اختفت، فأنا مثلاً أشارك زوجي في قراراته كلها، لأنني لست أقلّ منه شأناً، فأنا امرأة عاملة مثله، بالإضافة إلى أنني أكثر دراية بشؤون الحياة والأبناء».

من جهته يوضح إبراهيم محمود (مهندس) «المرأة باتت تقف نداً للرجل وتصرّ على رأيها، انتهى عصر المرأة الشبيهة بأمهاتنا من حيث الطاعة والاستكانة».

أبناء

في السياق نفسه يؤكد فريد إسماعيل (عامل) أنّ الرجل يجب أن يكون هو صاحب القرار في المنزل ولا يجد في الامر أية غرابة: «طبعاً الرأي للرجل»، يقول محتجاً، ويتابع: «القرآن الكريم يوضح هذا الأمر في قوله سبحانه وتعالى: الرجال قوّامون على النساء».

يتفق معه في الرأي خالد إبراهيم (محامٍ) إذ يرى أن المرأة عاطفية بطبعها ولا تصلح أن تكون صاحبة القرار في المنزل.

الطريف أنّ ثمة وجهة نظر أخرى تعطي الابناء صلاحية اتخاذ القرارات. وفي هذا المجال يقول سعيد علي (طبيب): «بعد أن كبر أولادي أصبحت أنا وزوجتي نستشيرهم عند اتخاذ القرارات الصعبة، وكثيراً ما تكون وجهة نظرهم صائبة».

علم النفس

يؤكد د. فيصل يونس أستاذ علم النفس الإكلينيكي في جامعة القاهرة أن موضوع اتخاذ القرار يختلف من أسرة إلى أخرى، وفقاً لمستوى الثقافة والتعليم بالنسبة الى الزوج أو الزوجة، موضحاً: «صراع الأدوار بين الزوجين قد ينشأ لأسباب عدة منها أن يكون الزوج متسلطاً والزوجة متسلطة، أو يكون كل منهما من بيئة اجتماعية متباينة وتربية مختلفة تؤثر على تفكيرهما، ناهيك عن انعدام الانسجام الفكري والتفاهم العاطفي والعقلي».

ويؤكد د. يونس أن من أهم أسباب هذا الصراع حول القرار في المنزل النقص المعرفي في الحقوق والواجبات الشرعية بين الزوجين.

امرأة ذكية

من ناحيته د. إسماعيل يوسف أستاذ الطب النفسي في جامعة قناة السويس يرفض مبدأ المشاركة موضحاً أنّ الزوجة تملك في يدها كل الخيوط، وهي التي تمسك بمقاليد الحكم الحقيقية في البيت، وأن الزوج ينشغل بالقضايا العامة والخلافات السياسية والمشكلات التي ليست لها أي علاقة من قريب أو بعيد بشؤون البيت والأسرة، وهذا وضع طبيعي للغاية، فالأسرة قائمة على المرأة بالدرجة الأولى والرجل يعرف جيداً هذه الحقيقة، وإن كان يحاول الحفاظ على الشكل العام الخارجي والمظهر الاجتماعي التقليدي الذي يناسب مكانته وصورته وسلطته مدركاً تماماً أن زوجته هي التي تقود الأسرة.

يؤكد د. إسماعيل أنّ المرأة الذكية هي التي تتمكن دائماً من الحفاظ على الشكل الاجتماعي الناجح الذي لا يجرح شعور زوجها، ولا يحطّ من شأنه في الوقت نفسه فيما تدير هي دفة الأمور.

علم الإجتماع

أمّا د. سامية الساعاتي رئيسة قسم الاجتماع في جامعة عين شمس فتبين أنّ الذي يحدّد الدور الاجتماعي وتبادل الأدوار داخل الأسرة هو التنشئة الاجتماعية بحجة أنها الطريقة التي يتعلم فيها الإنسان دوره النوعي كرجل وامرأة بالتوحد مع دور الأم أو الأب».

تضيف الساعاتي: «أثبتت دراسات اجتماعية وأنثربولوجية حديثة أنّ مسألة توزيع الأدوار كما نراها نحن أي أنّ الرجل يكسب رزق العائلة فيما تربي المرأة الأولاد هي تقسيمة مجتمعية، غير موجودة في مجتمعات أخرى.

والمرأة، بحسب الساعاتي، لا تولد ضعيفة والدليل أنه عندما تحدث أي كارثة في الأسرة فإنّ المرأة قد تتحمل المسؤولية كاملة. وتصرّ الساعاتي على أنّه لا بد للمرأة من أن تشارك زوجها في اتخاذ القرارات لأنها شريكته الحقيقية في الحياة بكل ما لهذه الكلمة من معنى.

back to top