استنكارات القوى الطلابية مستمرة: هل يستطيع الطبطبائي تعميم فتواه على مرافق الكويت؟! تاريخ التعليم المشترك خالٍ من المفاسد... وهو نفسه أحد مخرجاته
عبرت مجموعة أخرى من القيادات الطلابية عن الغضب السائد بسبب فتوى الطبطبائي، وطالبته بكشف محاسن التعليم المشترك الذي درس فيه هو شخصيا، وتساءلت عن قدرة الطبطبائي على تعميم فتواه في جميع مرافق الكويت المختلطة.
ما زال غضب الجموع الطلابية مستمرا وفي قمة أوجه منصبا على فتوى د. محمد الطبطبائي، ليأكدوا الرفض الطلابي التام الذي لا يختلف عليه اثنان وأن سمعة الطلبة خط أحمر لا يمكن تجاوزه، موجهين عدة رسائل إلى الطبطبائي وغيره من المعارضين لإسقاط القانون، وطالبوه بذكر محاسن التعليم المشترك الذي درس فيه شخصيا، وعايشه وعرف حقيقته، ومتسائلين عما إذا كان الطبطبائي قادرا على تعميم فتواه في جميع المجمعات والمرافق العمومية في الكويت، وإليكم التفاصيل:لا للتشكيكهاجم رئيس التجمع الطلابي الوطني هاشم الشخص تصريح عميد كلية الشريعة السابق واستاذ الشريعة د. محمد الطبطبائي عندما اشار في تصريحه الى ان الاختلاط تترتب عليه المفاسد، مستنكرا أمرين في غاية الأهمية اولهما ان التجمع يرفض التشكيك والمساس باخلاقيات طلاب وطالبات الجامعات، مؤكدا أن الطبطبائي تخرج من جامعة الكويت وكان آنذاك النظام المعمول به يوجد فيه التعليم المشترك وتساءل «هل يعتبر الطبطبائي نفسه فاسدا او درس في بيئة فاسدة؟! فاذا كان الجواب نعم فهي مصيبة واذا كان لا فالمصيبة أعظم» وأوضح أنه هنا لا يتعرض لشخص الطبطبائي انما لتصريحه المرفوض جملة و تفصيلا.وتابع «ان الامر الآخر الذي يرفضه التجمع هو مسمى الاختلاط»، مشيرا الى ان الاختلاط كمصطلح مرفوض من قبل المجتمع الطلابي والمقبول هو التعليم المشترك» مشددا على ان «العلاقة بين الطالب والطالبة ليست علاقة جنسية انما هي علاقة زمالة من الدرجة الاولى وهذه العلاقة تكون تحت مظلة الفصل الدراسي وبحضور استاذ المقرر».وأضاف انه اذا كان التعليم المشترك فاسد فهل يملك الطبطبائي الجرأة على ان يقول ان الوزارات والمجمعات التي يشترك فيها الجنسان في العمل والمراجعات هي مجتمع فاسد؟!».ودعا الشخص جميع طلبة الجامعات إلى الوقوف خلف هذا المقترح الذي تقدم به النائب علي الراشد والذي يهيئ للطالب الجو الصحي والمناسب لكي يتأقلم مع الجنس الآخر في التعامل وكذلك يساعد في حل الكثير من الأزمات الطلابية كاحتكار المواد والشعب المغلقة وتأخر عملية التخرج.ولفت إلى أن قانون منع الاختلاط هو قانون غير دستوري، فعلى مستوى جامعة الكويت يتعارض مع المادة الدستورية التي تنص على تكافؤ الفرص وعلى مستوى الجامعات الخاصة، فهذه الجامعات هي ملك للقطاع الخاص وهو حر في اختياره طريقة التعليم سواء كانت مفصولة أم مشتركة.تجاوز على الكويت من جهتها، أوضحت رابطة طلبة جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا أنها لا تختلف مع قانون منع الاختلاط من حيث المبدأ، رغم أن تطبيقه في الوقت الراهن يعد أمرا مستحيلا نظرا إلى عدم توافر الإمكانات المتطلبة لتنفيذ هذا القانون، «وعندما نشخص القانون من عدة زوايا نرى من المنظور الديني أن فوضوية الإفتاء تعرقل حسم القضية شرعيا، ومن منظور آخر اكتشفنا بعد بدء تطبيق القانون أنه لا يراعي العدل والمساواة وتكافؤ الفرص، حيث أزمة الشعب الدراسية المغلقة تتضخم بشكل مستمر مما ينتج ضررا أكاديميا يطغى على كل ايجابية للقانون، وهذا ما يؤكد تعارض القانون مع ما يقضي به دستور دولة الكويت». كما أكدت الرابطة أنها لا تعتبر بأن التعليم المشترك مضر إن إلتزم الجنسين بالأخلاق والاحتشام، فالمشكلة الأخلاقية تكمن في نفوس محدودة وليس في عامة الشباب و الطلبة، وأنه من الناحية الأكاديمية لا توجد أي مصلحة للطلبة لأنهم لن يتمكنوا من تسجيل جدولهم الدراسي بشكل متكامل إلا وتشوبه شائبة.وأضافت الرابطة «أنه من الناحية الأخلاقية نرى أنه لا يمكن تحجيم المفاسد الأخلاقية من خلال قانون فصل التعليم المشترك وحده، ففي النهاية وجود الجنسين في كل مرافق الدولة كفيل بإسقاط ما يقضي به القانون المذكور، وبشأن القانون الذي قـُدم بخصوص إلغاء فصل التعليم المشترك نؤكد أننا نؤيده لكونه سببا لحل العديد من المشكلات الأكاديمية».وقالت الرابطة «إن القانون لا يتيح فرصا متكافئة للطلبة ولا يعدل بينهم، حيث نجد دائماً عائقا أمام الطلبة أثناء عمليات التسجيل كفيلة بتجاهل العدل والمساواة وتكافؤ الفرص وهذا عين التجاوز على ما جاء به الدستور».كما استنكرت الرابطة ما يصدر عن معارضي التعليم المشترك من اتهامات ترمي الجموع الطلابية بالفساد والانحلال الاخلاقي، رافضة التشكيك بأخلاقيات الطلبة جملة وتفصيلاً وأكبر دليل على مجانبتهم للصواب هو أن التعليم المشترك الذي كان يطبق ولمدة عقود في جامعة الكويت لم ينتج المفاسد الأخلاقية أو الفواحش التي تحدثوا عنها.تجريح لمشاعر الطلبةبدوره، صرح منسق عام قائمة الوسط الديموقراطي في جامعة الخليج براك البدر بأن التعليم المشترك يطبق في أغلب الجامعات المتحضرة ما عدا الكويت، مستنكرا في الوقت نفسه التصريحات التي صدرت من الطبطبائي، مشيرا الى ان كلمة «مفاسد» في الاختلاط هي اكبر تجريح للطلبة متسائلا كيف يمكن للدكتور الفاضل ان يغض النظر عن كل الاماكن التي هي مشتركة للجنسين ويركز فقط على الجامعة.وأضاف البدر أن الاسواق والمجمعات والشوارع والدوائر الحكومية «كلها مختلطة وللأسف لم يذكر الطبطبائي اقل فوائد التعليم المشترك والتي أقلها تحقيق الوفر في ميزانية الدولة والمساعدة في انهاء المشكلات الجامعية اضافة الى انه يعزز النضج الاجتماعي فيما يخص تعامل الرجل والمرأة».وشدد البدر على أن الطالب والطالبة في جميع الجامعات على قدر عال من الاخلاق والوعي كاشفا عدم رضا الرابطة عن التشكيك في أخلاقيات أبناء الكويت ومستقبلها.