الممارسة الديموقراطية بين الشرق والغرب

نشر في 01-07-2007
آخر تحديث 01-07-2007 | 00:00
 د. موضي عبدالعزيز الحمود منذ زمن ليس بالقصير تتقاذفنا أخبار المشرق العربي الباحث عن الديموقراطية الساعي إلى تطبيقها والمرتبك في ممارستها، لتسفر هذه الممارسة عن أفعال وخطايا في حق نفسه ومواطنيه في سبيل التمهيد للممارسة الديموقراطية الكاملة في هذا المشرق، تؤلمنا أخبار الصراع الفلسطيني بين منظمة «فتح» وحركة «حماس» كل يدعي قربة من الممارسة الديموقراطية، وكلاهما يحمل شعار حماية الوطن، الذي انقسم بعد أربعين سنة من النضال العربي الإسرائيلي، إلى دولتين فلسطينيتين وليس إلى دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية. وفي الوقت نفسه يغرق لبنان في بحور الصراع الدامي التي حولت مخيم «نهر البارد» الى منطقة ملتهبة تحرق أجساد اللبنانيين وتحاصر حلمهم في وطن مسالم هادىء، ولسنا بحاجة إلى التفصيل في الشأن العراقي حيث استباح الإرهاب الدولي والمحلي مساحاته ومناطق تجمع فقرائه، فلا يكاد يمر يوم دون مأساة وقتل وتدمير، فلم يعد للمواطن مأوى ولا عيش كريم ولا أمن، وضاعت في هذه المعمعة الديموقراطية التي تم تدشينها في «العراق الحر».

أما على الصعيد المحلي، فقد اشتدت حدة التجاذب بين الحكومة والمجلس استعداداً لاستجواب وزير النفط وزادت التحليلات والتكهنات قبل الاستجواب وفي أثنائه وبعده، وانشغلت القوى جميعها للحشد له والتعامل مع نتائجه، وانشغلت الساحة المحلية بهذا الشأن عن سائر شؤون الدولة، وبصرف النظر عن الاستجواب كأداه ديموقراطية ودستورية، إلا أنه مع كل استجواب تتعطل مصالح الدولة وتتأخر الاستحقاقات التنموية الأخرى. مما يضفي على الاستجواب رهبة تبعده في كثير من الأحيان عن إطاره العادي كممارسة ديموقراطية تشكل جزءاً من السلطة الرقابية للمجلس على أداء الحكومة.

مع كل هذه الأحداث التي مرت في ساحتنا العربية وعلى سبيل التحديد في المشرق العربي، مر علينا حدث عالمي، وهو استقالة رئيس وزراء بريطانيا المنتخب توني بلير كجزء من تحمله مسؤولية إخفاق بريطانيا في جهودها في العراق وخسارتها لأرواح كثير من شبابها.

وفي الوقت نفسه تم اختيار بديله غوردن بروان وشُكلت الحكومة الجديدة في أقل من «24» ساعة، وبدأت عجلة العمل للحكومة الجديدة تحت شعار «التغيير»، الذي رفعه رئيس مجلس الوزراء الجديد وباشر في تطبيقه منذ اللحظات الأولى لتسلم مهامه، وفي الأثناء نفسها جرت تسمية الرئيس الجديد لحزب العمال، وهو الحزب الحاكم كل ذلك تم دون ضجة ودون استقطاب ودون تعطل مصالح «الخلق»، وبشكل سلمي وحضاري وديموقراطي. هذه هي ديموقراطية الغرب. فأين نحن من كل هذا؟ وهل نرجو تطوراً في ديموقراطيتنا، وفي أوطاننا العربية لتأخذ المنحى السلمي نفسه والرقي الحضاري نفسه دون صراع، أو تخوين، أو دم، أو إقصاء، أو تشنج؟!

نرجو ذلك، والله الموفق

back to top