قطار الأحداث المحلية

نشر في 22-10-2007
آخر تحديث 22-10-2007 | 00:00
 د. موضي عبدالعزيز الحمود

حزنت لإهدار وقت المشاهد في قضايا الصراع حول المناصب في جامعة الكويت من قِبَل من يشكلون القدوة للمجتمع.

المحطة الأولى: حوار ولكن...

تابعت مدة زادت على خمس وأربعين دقيقة نقاشاً تلفزيونياً بشأن جامعة الكويت، استضافته الزميلة العزيزة الدكتورة كافية رمضان وشاركها فيه نخبة من أساتذة الجامعة من الهيئة التدريسية ومن أركان إدارة الجامعة الحالية، كما شارك فيه النائب الفاضل د. حسن جوهر من اللجنة التعليمية في مجلس الأمة. وتوقعت في مثل هذا اللقاء أن يصبح حواراً ثرياً بشأن إسهامات الجامعة الحكومية الوحيدة والأولى في الكويت في مجال خدمة المجتمع وحول دورها كمؤسسة تمثل رأس الحربة في الدفع بعملية التطوير والنماء لهذا المجتمع، وحول رؤية القائمين عليها في حل مشاكل المجتمع وقضاياه الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ولكن ما صدمني وصدم من تابع البرنامج من حولي أن النقاش في معظمه انصبّ حول التعيين في المناصب القيادية في الجامعة ومردودها المادي وأحقية من تسلمها... وكم حزنت لإهدار وقت المشاهد في قضايا الصراع حول المناصب من قِبَل من يشكلون القدوة للمجتمع، ذلك الصراع الذي أبت بعض الأطراف الجامعية إلا أن تنقله إلى خارج المؤسسة، إلى المواطن الذي وجد نفسه مجبراً على متابعة نقاش كان يجدر أن يكون بين المعنيين به وعلى الطرف الذي يشعر بالظلم أو الغبن أن يسعى إلى التظلم منه بالطرق المعروفة، وله حق اللجوء إلى التقاضي بالطرق المشروعة من دون أن يحتل هذا الأمر كل هذه المساحة من وقت البث التلفزيوني.

إنني أدعو إلى الاستفادة من هذه العقول المشاركة في الحوار بأن تتناول قضايا المجتمع وهمومه الكثيرة والاستفادة من وجود النائب الفاضل عضو مجلس الأمة للتعرف على دور السلطة التشريعية في دعم الجامعة وتسليط الضوء على ما تحتاجه من تشريعات تتواكب والتطور في العلم والتقدم وحفز المتميزين من خريجيها من ذوي التخصصات النادرة من أبناء الوطن... نرجو مخلصين أن نجد في الجزء الثاني من الحوار ما افتقده المشاهد في الجزء الأول منه.

المحطة الثانية: تسامح ولكن...

بكل ثقة وقف ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز في حلقة الحوار الإسلامي المقامة في المركز الثقافي الإسلامي في لندن ليدشن بإيجابية حوار الثقافات ويشارك بفاعلية في افتتاح المراكز الإسلامية في قلب العاصمة البريطانية، ليضرب مثلاً حياً للتسامح الذي يمارسه رجال الحكم والسياسة وليمارس هو نفسه التعايش الثقافي بين الأمم والأديان... هذه المواقف من ولي العهد البريطاني أثنى عليها كثير من الساسة ورجال الدين المسلمين ومنهم من يعيش بيننا في الكويت وأكبروا موقف الأمير حين رفض أن يسمّ المسلمين بالإرهاب بعد حوادث التفجير التي تعرضت إليها بريطانيا بشدة في السنوات القليلة الماضية... فكرت في ذلك وأنا أتابع تصريحات بعض سياسينا ممن جمعوا بين الرأي السياسي والفتوى الدينية في مهاجمتهم للحكومة عندما وعدت بتخصيص قطعة أرض لطائفة البهرة لإقامة مسجدهم، وعجبت كيف تفضح الأفعال قناعات بعضعم وممارساتهم الحقيقية التي تتنافى ومبادئ السماحة والتعايش مع الآخر... و«اللي يعيش ياما يشوف»!

المحطة الأخيرة: ولا عزاء للكويت...

مع انتهاء موسم الإجازات ومع قرب انعقاد الدور التشريعي القادم لمجلس الأمة ارتفعت المضاربات السياسية، وبدأت جماعات الضغط في رفع وتيرة التسخين السياسي وفي رمي خيوطها لعلها تفوز بغنيمة مع طرح استكمال التشكيلة الحكومية الناقصة.

ولعل الغنيمة تكون أجدى مع تهديد الوزراء الحاليين، فالسلف يهددون وزير الأوقاف، ومجموعة أخرى ترمي بسهامها تجاه وزيرة التربية، ومجموعة ثالثة تجاه وزير التجارة... وهكذا ضاعت «الطاسة» في ساحتنا السياسية التي أصبحت تعج بالتشنج والتهديد، ولا أدري من سيكون قادراً في مثل هذا الجو المشحون على الأداء والإنتاج... الله يكون في عون الجميع... ولا عزاء للكويت.

back to top