الألبومات الغنائيّة... بين الـ سينغل والعدد 10

يبدو أن عدد الأغنيات في الألبومات الغنائية سيظل لغزاً لا يمكن فك طلاسمه، أو على أقل تقدير تفهم الأسباب التي تدفع البعض من نجوم الغناء إلى طرح ألبوماته بعدد ضخم من الأغنيات، فيما تظهر ألبومات أخرى لا تتضمن غير أغنية واحدة بتوزيعات متعددة؟

هل تعتبر جهات الإنتاج صاحبة الكلمة الفصل في حالة التشتت التي يشهدها سوق الغناء خصوصا أن الألبومات الـ{سينغل» تصيب جمهور المغني أو المغنية بخيبة الأمل؟

ما سر الرقم 10 الذي يتمسك به البعض في عدد أغنيات الألبوم في مقدمهم الفنان عمرو دياب، لماذا يضرب أحد المغنين رقما قياسيا في ألبوم ليتراجع بعده الى نقطة الصفر أو الـ{سينغل» كما يسميها البعض...؟

في هذا السياق لا بد من الاشارة الى المغني محمد عدوية أحدث من انضم الى «كتيبة» نجوم الـ{سينغل» عندما طرح إحدى أغنياته «بحبك» في ألبوم غنائي لم يتضمن غيرها مع توزيعات متنوعة، وهو ما فعله سابقا محمد حماقي مع أغنيته «بحبك كل يوم أكتر» التي طرحها مع توزيعات متنوعة ربما لتعويض فترة غيابه عن الساحة وفقا لما أكده الناقد أشرف عبد المنعم، أو لرغبته في طرح تجربة خاصة بشكل مستقل فقدمها بتوزيعات مختلفة، خصوصا أن هذه الظاهرة مطروحة عالميا وتلقى قبولا كبيرا.

منافسة

«يحدد المغني عدد أغنيات الألبوم غالبا وبالاتفاق مع جهة الأنتاج»، يؤكد الفنان علي الحجار ويشير الى أن كل ألبوم هو تجربة منفصلة عن الأخرى وبمثابة مرحلة في مشوار الفنان، ما يفسر لماذا يختلف عدد الأغنيات من ألبوم الى آخر.

ويوضح الحجار أن «ثمة متوسطاً لعدد الاغنيات يتراوح بين الثماني والعشر، إذ ليس من المنطقي لأي مغنٍ يحرص على مكانته أن يجد بسهولة أكثر من عشر أغنيات تصلح لطرحها في ألبوم، في أحيان كثيرة لا يمكننا الوصول إلى هذا الرقم على الرغم من أن إنجاز الألبوم قد يتجاوز العام».

يوافق الفنان محمد ثروت الحجار مؤكدا أن «الألبوم تجربة خاصة للمغني وهو الوحيد الذي يحق له التحكم بعدد الأغنيات، لكن في أحيان كثيرة يكون لجهة الإنتاج رأي آخر، كذلك تؤدي حاجة سوق الكاسيت دورا في كل ما يتعلق بالألبوم سواء في توقيت طرحه أو في شكل الدعاية وحتى عدد الأغنيات.

يربط بائع كاسيت بين تردي الأوضاع في سوق الكاسيت والحالة الاقتصادية التي لم تعد خافية على أحد والتي تؤثر على عدد الأغنيات نظرا الى تكلفتها الإنتاجية، ما يدفع بعض نجوم الغناء الى طرح أغنيات منفردة لعدم قدرته على اطلاق ألبوم يتضمن عددا منها، أو أخرى مشتركة بين عدد من النجوم وغيرها من الظواهر التي تشهدها الساحة بين الحين والآخر.

بدوره يعتبر الفنان هشام عباس من أكثر أبناء جيله حرصا على طرح عدد كبير من الأغنيات في ألبوماته، ففي ألبومه «سيبها تحبك» بلغ عدد الأغنيات 17 وهو رقم لم يصل اليه فنان آخر، أما ألبومه الأخير «ياحبيبي» فتناقص العدد ووصل الى 13 فحسب.

يلي عباس الفنان عمرو دياب الحريص دوما على الحفاظ على عدد ثابت وهو عشر أغنيات، ما يفسر سر الرقم 10 لدى البعض الآخر، فإذا كان دياب قدوة من وجهة نظر البعض، إلا أن تمسكه بهذا الرقم دفع البعض الى تقليده بعيدا عن تفهم وجهة نظره في طرح هذا العدد.