عبدالله الطويل يقلب الطاولة ويخرج الصحة من نفق المصالح الانتخابية قراراته ألّبت عليه كثيرين لكنه واصل المشوار ورجح الوقاية على العلاج
الأصوات في وزارة الصحة ترتفع... وزير الصحة عبدالله الطويل يقلب الطاولة ويحيد وزارة الصحة بصورة واضحة عن المصالح الانتخابية، هكذا حللت مصادر صحية مسؤولة الخطوات والقرارات الأخيرة لوزير الصحة عبدالله الطويل الذي نسف في يوم واحد 4 لجان تعد من اهم واخطر اللجان الصحية العاملة في وزارة الصحة، وهي اللجنة العليا للعلاج بالخارج ولجنة شراء الأجهزة الطبية ولجنة المهمات الرسمية ولجنة الأدوية.وقالت المصادر إن الوزير عبدالله الطويل اخذ القرار بمعزل عن أسماء أعضاء اللجنة، وكان التركيز في هذه الفترة على اعادة تشكيل تلك اللجان بأسماء جديدة، بهدف قطع الطريق على من يرغب في جعل تلك اللجان وسيلة أو سلاحا يستخدمها في العملية الانتخابية التي تشهدها البلاد في الفترة الحالية.
المصادر أكدت أن الطويل لم يبدأ من جديد، بل بدأ من حيث انتهى الآخرون من الوزراء الذين سبقوه، خصوصا انه طبق الحكمة الشهيرة «الوقاية خير من العلاج»، واصدر عددا من القرارات الاصلاحية والاجراءات العاجلة بهذا الصدد. وأشارت المصادر الى ان الوزير ورغم معرفته بأن مثل تلك القرارات ستؤلّب عليه عددا كبيرا من الأشخاص، فإنه اصر على مواصلة المشوار حتى لا تتكرر الاخطاء التي وقعت في وزارة الصحة إبان الانتخابات الماضية، ومنها ما أصاب ادارة العلاج بالخارج، حيث اصبحت وسيلة لكسب اصوات الناخبين من خلال توقيع معاملات غير قانونية لاشخاص لا يعانون أي مرض يذكر، بل وكان بعضهم يحصل على الخدمة من اجل السياحة، الامر الذي اكدته تقارير مجلسي الوزراء والأمة.وتابعت المصادر أن الطويل ورغم هذا التشدد الحذر فإنه لم ينس بعض القضايا الحساسة التي تهم الوزارة، فحين قام بالتعميم على قطاعات الوزارة بالالتزام بوقف النقل والندب، وما الى ذلك من اجراءات يمكن ان تكون مدخلا لمصالح انتخابية لم ينس ان الوزارة تعاني نقصا في الكفاءات من الاطباء والفنيين، ولذلك حمل نفسه الى مجلس الوزراء وانتزع استثناء لهذه الفئات التي تحتاج اليها الوزارة وتعاني نقصها.وأضافت المصادر «اخيرا وليس آخرا كان الطويل حاضرا بقوة حين توقع العديد ان يتم وقف كشوف اسماء رؤساء الاقسام الطبية، والتي انتهت لجنة اختيارهم من رفعها الى وكيل وزارة الصحة، لكن ما حدث ان الوزير أكد ان الاسماء لن تتوقف بل واقرها ومضت في طريقها الى القنوات الرسمية، وهنا يتضح حرص الوزير على ألا يتم التلاعب بتلك الاسماء واستغلالها كورقة انتخابية.المصادر خلصت الى أن الوزير الطويل سيحمل في جعبته بعد عودته من الجولة الصحية في الجمهورية التركية ومالطا العديد من القرارات الجديدة، التي ستعزز من حصانة الوزارة ضد التدخلات، ومحاولة ادخالها الى معترك الانتخابات واستخدامها كورقة رهان للفوز بمقعد برلماني في مجلس 2008.