نساء الكويت: مناسبة التحرير فرصة لتذكُّر تلاحم أهل الكويت ونبذ الخلافات زُرنَ قبر المغفور له الشيخ جابر الأحمد وقبور الشهداء
زيارة متواضعة ملؤها الحب والوفاء لقبر المغفور له الشيخ جابر الأحمد وقبور الشهداء، قامت بها مجموعة من نساء الكويت صباح أمس بمناسبة ذكرى تحرير الكويت من الغزو الصدَّامي عام 1990.
جاءت زيارة مجموعة من النساء الكويتيات لقبر الأمير الراحل المغفور له الشيخ جابر الأحمد وقبور الشهداء صباح أمس، رسالة حب ووفاء للأمير الراحل ولشهداء الكويت وأهلهم، عرفانا وتقديرا لما قدموه من تضحيات جليلة للدفاع عن الوطن إبان الغزو الصدامي، إذ أكدن أن الزيارة تلك لم تأت بناء على دعوة عامة، ولا حتى جماهيرية، بل جاءت استذكارا لبطولات قدمها هؤلاء الأبطال، وتقديرا وحبا لهم وللوطن، داعيات إلى ضرورة تلاحم الجميع في وجه الفتن، والعمل على نبذ أي خلاف أو صراع من شأنه التأثير في وحدة الصف الكويتي. واستهلت المحامية والناشطة السياسية كوثر الجوعان حديثها بالمناسبة قائلة «تأتي زيارتنا اليوم لنترحم على أرواح شهدائنا، وشهداء المسلمين، ولنوجه إليهم رسالة ولاء بأننا نقدر كل عمل قاموا به، فهم هامات على رؤوسنا، وفي زيارتنا للمغفور له الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الذي وقف له العالم بأجمعه في شهر نوفمبر في الأمم المتحدة تحية وإجلالاً». اختلاف أو خلافوأضافت «هذا اليوم يعني كثيراً بالنسبة إلى الكويتيين، والجميع يتذكر يوم تحرير البلاد من الغزو الصدامي الغادر وشاهدنا تلاحم الكويتيين آنذاك، شيوخا وشبانا ونساء ورجالا، كباراً وصغاراً، لم يكن هنالك اختلاف أو خلاف بين طائفة أو أخرى أو بين مذهب وآخر، هذا اليوم يعني لنا أن نعمل على احترام الرأي والرأي الآخر، وبذل الجهود الوطنية في سبيل الارتقاء بالوطن كما يرتقي هو بنا، البلد الخير المعطاء، وعلينا في هذا اليوم وفي كل يوم أن نعمل على نبذ الخلافات والصراعات فيما بيننا ونقيم ما قدمناه بالسابق، وندرس السلبيات ونعالجها، وهذا اليوم لا يقتصر الاحتفال به على الاحتفال بالسيارات والمظاهر والمهرجانات الشكلية بل هو عظة وعبرة».ونوهت الجوعان بضرورة احترام الرأي الآخر والابتعاد عن الفتن، وقالت «علينا احترام الرأي والرأي الآخر، لا يجب علينا تكفير الآخرين، ولا التهويل كذلك، بل كلنا وطنيون، كلنا نحب الكويت على اختلاف مذاهبنا، حب الكويت حب واحد مهما اختلفنا بشأن قضايانا، وإن اختلفت طريقة التعبير عن هذا الحب، نريد من عام 2008 ومن هاتين المناسبتين أن تكونا مبعثاً للفرحة والبسمة، وكفانا حزن وأسى ومشاكل وكفانا دخول الكويت في صراعات هامشية هي في غنى عنها، فما وراءها شيء غير الفتن، أين الكويت التي كان يتغنى بها وبأهلها، علينا أن نتحاور، أن نتفاهم من أجل هذه الأرض الطيبة، إن هذا اليوم هو يوم التحرير، يوم العبر والعظات ويوم التلاحم والوحدة الوطنية، وهو ليس شعارات ولا مهرجانات، فعلى كل منا في موقعه أن نتفهم الآخر، وأن نتسامح معه، والكويت فوق الجميع وعلينا العمل من أجلها، وعلى الصغير التنازل للكبير، وعلى الكبير احترام الصغير، من أجل أن تسير سفينة الكويت إلى بر الأمن والأمان دائما وأبدا». تأكيد الأدوار البطوليةوشددت الجوعان على أن زيارتهن لقبور الشهداء اليوم «ليست جماهيرية، وليست دعوة للجموع بأن تحضر وتشارك، بل هي تأكيد للأدوار البطولية التي قام بها هؤلاء الشبان والشابات من شهداء الكويت، ويكفي أن نأتي ونغرس نبتة أو زهرة على قبورهم لتخليد أدوارهم، ونقول لأهاليهم بوركتم أيها الآباء وأيتها الأمهات والأخوات والزوجات بشهدائكم ونحن معكم في هذا اليوم» . من جانبها باركت المرشحة السابقة لمجلس الأمة الناشطة السياسية د. خالدة الخضر لسمو الأمير ولولي عهده وسمو رئيس الوزراء وللشعب الكويتي عيدي الاستقلال وعيد التحرير، معزية أسر الشهداء بالقول «أقبل رأسهم وأحني الرأس أمام عظمة أم كل شهيد وأقول لها فضلك على رأسي وعلى رأس كل كويتي، فلولا دماء أبنائكن شهداء الكويت ومقاومتهم لما رجعت لنا الكويت، ولن ننسى تضحياتكن».وعن مناسبة زيارة قبور الشهداء قالت «إنها تذكرة ورسالة إلى أهل وطني الحبيب بتقدير جميع شهدائنا، إذ إن العدو لم يفرق بين أطياف المجتمع الكويتي، وأسر وقتل من قتل، ولكن كلنا كويتيون ولم يستطع النظام الصدامي محو هويتنا وحبنا لهذه الأرض، ولم يكن يعلم أن النسيج الكويتي غير قابل للتمزق والحب، فما بيننا هو أسمى وأصدق تعبير، وأزماتنا أظهرت دوما أصالة المعدن الكويتي واللحمة الوطنية».الوحدة الوطنيةأما د. فاطمة العبدلي فشددت على أن «الوحدة الوطنية هي فوق كل اعتبار، وزيارة نساء الكويت اليوم لقبر المغفور له الشيخ جابر، وقبور الشهداء جاءت لتذكر الأوقات العصيبة أثناء احتلال الكويت عام 1990، ولنتذكر وحدة الصف الوطني التي أثبتت للجميع حب أهل الكويت للكويت واحترامهم لسيادة آل صباح».وزادت بالقول إن «شهداء الكويت وأسراها ضحوا بالغالي والنفيس مقابل حرية تراب هذا الوطن، ووجودنا هنا اليوم لنتذكر كل الكويتيين الذين اتحدوا على حب الكويت على مدى السنين بأنهم في أمس الحاجة إلى هذا الحب، لاسيما في مثل هذه الأوقات».وأعربت عن أمنياتها بأن يزور جميع الكويتيين مقابر الشهداء أو يخصصوا يوما وطنيا للشهيد أو الأسير المجهول، كما في بقية دول العالم التي تخصص يوما للجندي المجهول، يزور قبره فيه أكبر شخصيات البلد. لافتة إلى دور المرأة الكويتية ونضالها وقت الغزو قائلة «سقطت شهيدةً وسجنت أسيرةً وفقدت مع المفقودين، فهل يا ترى ستنال كل حقوقها الإنسانية والوطنية مثل الرجل تماما؟!»ووجهت العبدلي دعوة إلى الكويتيين بأن يتحدوا وقالت «عليكم بالاتحاد؛ فالاتحاد قوة، وفي القوة البقاء والنماء للكويت».