د. بهاء قرنة: الليزر فشل في جراحات العظام!

نشر في 13-01-2008 | 00:00
آخر تحديث 13-01-2008 | 00:00
No Image Caption

العظام هي المكوّن الرئيس لجسم الإنسان، لذا فإنّ أية إصابة فيها يمكن أن تؤدي إلى خلل وصعوبة في الحركة. ويواكب طب جراحة العظام كلّ ما هو جديد في هذا الشأن للمساعدة على تحقيق أفضل النتائج في معالجة إصابات العظام والمفاصل وتأهيل المصاب لممارسة حياته بشكل طبيعي.

عن الجديد في طبّ جراحة العظام والأمراض التي تصيب العظام وكيفية علاجها كان لـ «الجريدة» هذا الحوار مع د. بهاء قرنة، أستاذ جراحة العظام والمفاصل في كلية الطب في جامعة الأزهر.

ما الجديد في طب جراحة العظام؟

تشعّب التخصص في جراحة العظام الى ان شمل: جراحة المناظير وإصابات الملاعب وجراحة تشوهات العمود الفقري. بالإضافة الى تطور جراحات المفاصل كثيرًا، فبعد ان كنا نستخدم مفاصل مصنوعة من المعدن المضاف إلى بعض أجزائه مادة البلاستيك صرنا نعتمد مفاصل معدنية فحسب.

في الحالة الأولى كان المفصل يتعرض إلى التآكل السريع، اليوم وبعد تطويره يصل عمره الافتراضي إلى 25 عامًا تقريباً وهذا يعد تقدمًا هائلاً. كذلك، أصبحت الشرائح والمسامير المستخدمة في العمليات الجراحية ذاتية الامتصاص، يتم تركيبها لأداء وظيفة معينة وبعد ذلك تمتص ذاتيًا.

في الإطار نفسه أصبحت عمليات خلع الكتف أو الأربطة المقطوعة تتم من خلال إدخال المنظار في فتحة صغيرة نستطيع من خلالها وصل الأوتار أو الأربطة المقطوعة، فانتفت الحاجة إلى اجراء عمليات جراحية كبيرة.

ما الأصعب في جراحات العظام؟

تعود الصعوبة في أية جراحة إلى الحالة نفسها، مثلاً جراحات تشوه أو تهتك العمود الفقري تعتبر من الجراحات الصعبة وكذلك جراحات تغيير المفاصل وتركيبها وجراحات أورام العظام، إذ إننا نضطر فيها إلى استبدال العظمة المصابة بالورم بأخرى سليمة.

كيف يتم التعامل مع أورام العظام؟

في بعض الحالات بعد استئصال الورم يظهر لنا من خلال التشخيص الأولي أن المريض في حالة صحية سليمة، لكن إذا كان الإصابة متقدمة لا تاتي العلاجات بنتائج جيدة بسبب انتشار المرض. تطوّر هذا المجال أيضاً واليوم نستبدل العظمة المصابة بأخرى سليمة في حين كنا سابقًا نضطر إلى إجراء عملية بتر للجزء المصاب.

ماذا عن استخدام الليزر فى جراحة العظام؟

لجأنا إلى استخدام الليزر لفترة في علاج الغضاريف، لكن اليوم قل ّاستخدامه، إذ لم يثبت كفاءة في مجال جراحات العظام. وقد سمح لنا التطور في هذا المجال إلى استخدام أجهزة بسيطة ليست لها آثار جانبية.

هل من تطوّر في الأجهزة التعويضية؟

الأجهزة التعويضية مصنوعة من مواد تشبه في شكلها ولونها الخارجي جلد الإنسان وتتكون من الداخل من مجموعة من المعادن الخفيفة يصل عمرها الافتراضي إلى حوالى 10 أعوام ويمكن تغيير أي جزء يتعرض إلى التلف. كانت الأجهزة التعويضية سابقًا استاتيكية تعوّض من خلالها اليد المفقودة مثلاً بأخرى تشبهها لكنها جامدة والجزء المبتور بخشبة ومفصل. أما اليوم فقد أصبح بمقدورنا صناعة قدم أو يد تتمتع بالديناميكية عن طريق توصيل أسلاك كهربائية رفيعة بعضلات تحريك اليد والأصابع، فعندما يعطي المخ إشاراته إلى العضلة تحدث الانقباضات نفسها في الجهاز, فتتحرك بالتالي اليد وتعطي حركة شبه طبيعية تعوض عن الجزء المفقود.

ماذا عن جراحة عظام الأطفال؟

تختلف جراحة عظام الأطفال عن الراشدين لأن جسم الصغار يكون مازال في طور النمو. هنا تكمن صعوبة جراحة عظام الأطفال حيث تحتاج إلى تقييم للحالة والاطلاع على كل ما هو جديد في هذا المجال. كما يختلف كل طفل عن الآخر ناهيك عن ان بعض الأطفال يعاني عيوبًا خلقية إذا لم يتم علاجها بشكل سريع يمكن أن تتحول إلى تشوهات مزمنة.

هل تحبّذين العلاج السايكولوجي إلى جانب الطبيّ في حالات الكسور المضاعفة؟

الجانب النفسي مهم جدًا قبل الخضوع لأية جراحة، لكن فائدة هذا العلاج تنعدم بعد انتهاء العلاج الطبي، إلا إذا كانت حالة المريض تستدعي تأهيله على تخطي أزمة نفسية يعاني منها. ويكون العلاج الجسدي والنفسي أساسياً لضمان نجاح الجراحة بالإضافة إلى مساندة العائلة والاصدقاء.

هل مازالت حوادث السيارات المسبّب الأول للإصابة بكسور العظام؟

صحيح، إلى جانب أسباب أخرى منها ممارسة الرياضة بشكل خاطئ أو حمل أشياء ثقيلة وغيرها.

ماهو مرض ترقق العظام؟ وما الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة به؟

ترقق العظام هو نقص غير طبيعي واضح في كثافة العظام وتغير نوعيتها مع تقدم العمر وعلى مدى اعوام بحيث تصبح العظام أكثر رقة ولا تظهر إلا بعد فقدان حوالي 30% من كثافتها.

من اسباب هذا المرض التغيّر الذي يحدث في الهرمونات لدى الرجال ابتداءً من عمر الستين والنساء ابتداءً من عمر الخامسة والأربعين أي بعد انقطاع الدورة الشهرية.

من اسبابه ايضًا بعض الأدوية التي يتناولها الشخص لعلاج مرض معين يصيبه مثل عقاقير علاج الصرع والعلاجات الكيماوية التي تؤدي إلى نقص في هرمونات معينة.

هل صحيح أن ثمة علاقة بين مادة الكولا الموجودة في المياه الغازية والإصابة بهذا المرض؟

نعم، ثمة علاقة قوية، فمادة الكولا هي من المواد التي تحدّ من امتصاص الكالسيوم ما يؤدي إلى الإصابة بترقق العظام على المدى البعيد.

back to top