نقولا سعادة نخلة: أقدم مهنة في التاريخ تسوِّق فناني اليوم!

نشر في 07-11-2007 | 00:00
آخر تحديث 07-11-2007 | 00:00
No Image Caption

لمع اسم نقولا سعادة نخلة في عالم الغناء كما في التلحين. بدأ حياته الفنية عازفاً، ثم انتقل إلى التلحين والإنتاج وإدارة الأعمال والغناء. من ألحانه «ما بدي قلك شو بني» لابراهيم الحكمي و «لا تروحي» لجوزف عطية و «قلبك طيب» لمعين شريف وغيرها. نقولا سعادة الذي أطلق أغنية «تقبريني» حديثا، يأسف لأن الملحنين والشعراء في العالم العربي يعانون من الغبن إذ إن المغني وحده في الواجهة. معه هذا الحوار.

عهدناك ملحناً. ما سبب اتجاهك ناحية الغناء راهناً؟

أغنية «الله معا» كانت السبب في اتجاهي إلى الغناء. غناها سابقاً الفنان الجميل عباس ابراهيم لكنه كان مهتماً بهويته السعودية أكثر ولم يضىء على الأغنية. في رأيي هي من أجمل المواضيع والأفكار التي كتبها الفنان مروان خوري. نعاني دائماً ، في مجتمعنا الشرقي من العتب والحزن ومن المشاكل نتيجة الفراق. في هذه الأغنية تختلف الأمور بدعاء «الله معا». صحيح أنني أنتج القليل من الأعمال لكن ما يهمني هو أن يأخذ عملي حقه.

هل اتجاهك إلى الغناء هو بسبب حقك المهدور كملحّن، لأن الضوء يسلط عادة على المغني؟

تصبّ الأمور في هذا المجال. فقد أصبح تاريخي الفني مهماً وأملك كمّاً لا بأس به من الأعمال الناجحة. أدركت بعد تجربتي الغنائية أهمية محبة الناس واستمتعت بها. المغني هو صلة التواصل المباشرة بين العمل الفني وبين الجمهور.

هل يتقصّد الفنّان تهميش الشاعر والملحن؟

يتعمد بعض الفنانين إهمال الملحن والشاعر أمّا البعض الآخر فيفعل ذلك عن غير قصد. أحياناً ترهب الكاميرا الفنان فيضيع تركيزه. إن حقنا المعنوي والمادي مفقود في العالم العربي إذ لا نملك أي حقوق لحمايتنا. ينبغي على الملحن أن يعيش عاماً كاملا من جراء تلحين لحن واحد. اللافت في هذا المجال أن الفنانين المشهورين وأصحاب المال يصبحون بخلاء مع الوقت بينما ينفق الفنان الصاعد والمبتدئ مبالغ كبيرة على عمله ليبرز. ثمة أشخاص يعيشون حالة «سلطنة» بينهم وبين أنفسهم اذ يعتقدون أنهم يخدمون الشاعر او الملحن إذا غنوا له وهم يغفلون ربما أنه من دون لحن وكلامٍ جميلين لا يستطيعون بلوغ أيّ مكان. وحده العمل الجيّد هو سيّد الموقف خاصةً في وقتنا الراهن. خلال خمس دقائق يشتهر الفنان، لكن يبقى السؤال بم يشتهر؟

ما هو اللقب الأحبّ إليك: ملحن؟ مغنّ؟ أم صانع النجوم؟

لا أحب الألقاب. أنا إنسان هاوٍ للموسيقى. مررت بأربع مراحل في حياتي: عازف وملحن ومنتج وأخيراً مدير أعمال. كنت ألحن لصاحب الصوت الجميل فحسب لأن الصوت في اعتقادي هو أساس الغناء وحين أسست شركة الإنتاج اخترت أشخاصاً جيدين يستحقون الغناء. أما بالنسبة الى ادارة الأعمال فقد فقد اخترت كارول سماحة لأنها فنانة مميزة وآدم لأنني شعرت بأنه يملك موهبة فنية كبيرة. حاولت دوماً اصلاح الصورة من موقعي المتواضع وكان رهاني على الأشخاصٍ الجيدين فأنا أعيش في قلب الموسيقى.

تشترط على الفنان تصوير الأغنية لتعطيه لحناً. هل أصبح الفيديو كليب العامل الأهم لإنجاحها في رأيك؟

لا شك في أنّ الأهمية الكبرى في زمننا هذا هي للصوت والصورة ما عدا استثناءات قليلة. اشترط على الفنان تصوير الأغنية كي أعطيه لحناً لإنها ضرورة راهناَ. الدليل على ذلك أغنية «الله معا» التي طرحت منذ ثلاث سنوات في الأسواق، لم تأخذ حقها حتى صوّرتها.

ما سر نجاحك ملحّناَ ومغنياَ؟

في رأيي، هو الحرص على اختيار الكلمة الصحيحة وعلى الصدق مع النفس. لست تاجراً، علماَ أنني أتقاضى أكثر من سواي بثلاث مرات، فأنا أختار الكلمة واللحن والتوزيع بدقة ويعلم الفنانون الذين يتعاملون معي أنني دقيق الى درجة الإزعاج وأتدخل في الفيديو كليب إن سمح لي الفنان بذلك.

هل تدخلت في كليباتك؟

طبعاً وبأدق التفاصيل لأنها صورتي وأريدها على أكمل وجه.

إلى أين تريد الوصول من خلال الغناء؟

لا أريد الوصول الى أيّ مكان. لن أغنّي في حال لم تعجبني أغنية ولو طال الأمر سنتين.

هل أضاف الغناء جديداَ إلى مسيرتك الفنية؟

بالتأكيد ، أضاف إليَّ محبة الناس وهي أغلى شيء في الحياة، إنها كنز ونعمة. بعد تصوير «الله معا» شعرت بتعويض معنوي عن كل الأيام التي كنت فيها الجندي المجهول في أعمال كثيرة، فإن لم يشعر المرء بتقدير الناس ومحبّتهم فلن يكفيه التقدير المادّي حرصت دائماً على إنجاح الأغنية حتى ولو لم تكن ملكي لأنني حين اسمع أغنية جميلة اشعر بفرحةٍ عامرة. أنا اعتبر أن الموسيقى جزء مني ومن أيّ إنسان.

ما رأيك في موجة الملحنين الذين يغنون راهناَ؟

قد يكون الحق المهدور للملحن، معنويّاً وماديّاً، هو السبب الذي دفع بعض الملحنين إلى الغناء. طالما كنت في الصف الأول من ناحية التلحين وبعد تجربتي الغنائية أقول بتواضع: تصدرت الصف الأول في المقابل حاول كثيرون الغناء ولما لم ينجحوا اتجهوا إلى التلحين وحاول آخرون التلحين ولما لم يفلحوا اتجهوا الى الغناء. إذا لاقى الفنان القبول من الناس عندها فقط يكون في موقعه الصحيح. إن إحساس مروان خوري وصدقه والكم الفني الذي توفّر له كلها عناصر غير موجودة لدى شخص آخر، لذلك لا يشبه أحداَ.

هل أعجبك «الدويتو» الذي جمع مروان وكارول سماحة؟

جميل جداً. كنت خائفاً على كارول بعد انفصالنا عملياً خصوصاً أن صورتها اهتزت قليلاً في عملها الأخير «أضواء الشهرة».

في لقاء سابق مع كارول سماحة أعربت عن سعادتها اثر تسلمها زمام الأمور لأنّ أفكارها حسبما أشارت كانت تغربل؟

لا شك في أن كارول كسواها من الفنانين وصلت إلى منزلة معيّنة ولم تعد في حاجة إلى أحد. بصراحة لم أعرف لغاية اليوم سبب انفصال كارول الفني عني مع أن التنسيق كان كاملا بيننا وسلمتني زمام الأمور إضافة إلى كوني كنت أول من أمسك بيدها في مسيرتها الفنية. إذا اعتبرت أنني كنت أغربل أفكارها فكان ذلك لمصلحتها لأنني خلقت لها «كادراَ» لا يشبه أحداَ.

ما رأيك في الوسط الفني؟

اختلطت أقدم مهنة في التاريخ بالفن وأصبحت أسسه مجهولة وتحول إلى أخطر وسيلة تسويق في العالم وهو يستعمل لغايات خاصة. هذا كله بسبب غياب الأنظمة والقوانين لردع الناس.

ما المواصفات التي يجب أن تتوافر في الفنان كي تعطيه لحناً؟

أن يكون صوته جميلاَ وأداؤه وشخصيته مميزين. الشهرة شيء والنجومية شيء آخر. أن يملك الفنان شخصية مستقلة ذكاء وتواضعاَ فهذه هي النجومية بحد ذاتها. الفنان الذكي هو من يحافظ على تواضعه.

ما الذي يميزك عن سائر الملحنين؟

طولي (يضحك)! كل منا يملك روحه الخاصة. أعترف بأنني أصعب من سواي. صريح جداً، لا أساوم على حسابي المعنوي والمادي.

هل يمكن أن تعطي هيفا لحناً؟

هيفا ليست فنانة باعترافها وأنا أكنّ لها كل محبة. راهناً ليس لديّ شيء لها، أما إذا صادفتني أغنية في اطار هيفا فلم لا.

من يلفتك من الملحنين؟

جميعهم أصدقائي. كل واحد منهم مرّ في مرحلة ذهبية في حياته. ليس ثمة ملحن يستطيع الاستمرار منذ خمسة عشرعاماً من دون أن يكون لديه شيء يقوله.

هل تحلم في عمل سينمائي؟ أين أنت من هكذا عمل؟

أحب السينما كثيراً كما أحب التمثيل. السينما عالم خيالي وحقيقي في الوقت نفسه. حالياً أعمل على فيلم غنائي سينمائي لكنه ما زال في بدايته.

صرحت سابقاً أنك تحلم بتقديم لحن إلى السيدة فيروز. هل يمكن أن يتحول الحلم إلى حقيقة؟

فيروز بالنسبة الي الصوت الأكمل في التاريخ لأنها الوحيدة التي يمكنك الاستماع إليها في الصباح وفي المساء. تغني الوطني فتقنعك، تغني الرومانسية والفولكلور فتقنعك أيضاَ. الكلمة في صوت فيروز تأخذ حقها.

هل يمكن أن يجمعك «دويتو» مع إحدى الفنانات. ومن يمكن أن تكون؟

حين أجد موضوعاَ مناسباَ لم لا. أعتقد أن شذا حسون هي الصوت الأقرب إلى صوتي. للمناسبة، ستغني أغنية لبنانية من كلماتي وألحاني بعنوان «روح».

هل ستطرح ألبوماً في الأسواق؟

قد أجمع أغانيّ في ألبوم واحد بالإضافة إلى أغنية أخذتها من الفنان مروان خوري منذ وقت طويل ولم أغنّها.

back to top