معركة تحديد الجنس... صبيّ أم بنت؟

نشر في 14-12-2007 | 00:00
آخر تحديث 14-12-2007 | 00:00
No Image Caption

هل ترغبين في إنجاب بنت أو تتوقين إلى إنجاب صبيّ؟ قد يكمن الحل في نظامك الغذائي المتبع قبل الحمل.

اكتشف الباحثون في جامعة بريتوريا في جنوب إفريقيا أن الفئران التي خضعت إلى علاج خفّض معدل السكر في دمها أنتجت إناثاً أكثر مما أنتجت ذكوراً. وفقاً للباحثة المشرفة على الدراسة البروفسور إليزا كاميرون، على الأمهات تناول اللحم الأحمر والوجبات الخفيفة المالحة من جهة إذا أردن إنجاب صبيان واللجوء إلى الشوكولا والحلويات من جهة أخرى إذا أردن إنجاب فتيات.

استخدم فريق البحث ستيروئيداً يدعى دكساميثازون من شأنه أن يثبط عملية نقل السكر إلى الدم لدراسة أثر ارتفاع معدل السكر أو انخفاضه في الدم. تقول البروفسور كاميرون في هذا المجال: «ما يثير الاهتمام هو أن اللحم يرفع معدل السكر في الدم لفترة طويلة من الوقت فيما ترتبط الوجبات الخفيفة الغنية بالسكر بهبوط هذا المعدل».

تدعم دراسة كاميرون الدليل القائل بأن جنس الطفل لا يُعزى إلى الصبغي X أو Y الذي يُطلقه الوالد. يقال إن بيئة الرحم قابلة للتغير بحيث تستطيع اختيار السائل المنوي المحدد للذكر أو الأنثى.

خلال منتصف العقد الأخير، توصلت البحوث التي أجريت على الحيوانات إلى النتائج ذاتها. ففي دراسة جرت في اليابان، أنتجت الجرذان الخاضعة لنظام غذائي قليل البروتين قبل الاخصاب عدداً أكبر من الإناث فيما أبلغ باحثون أميركيون أن الفئران التي خضعت لنظام غذائي غني بالدهون الحيوانية أنتجت عدداً أكبر من الذكور.

لكن بالنسبة إلى البروفسور ريتشارد شارب (رئيس وحدة العلوم التناسلية البشرية في مجلس البحوث الطبية في جامعة إدنبرغ)، لا تعتبر النتائج بالضرورة أنباء سارة: «ثمة إتجاه عالمي قائل بأن عدد المواليد من الإناث يفوق عدد الذكور وبالتالي يزداد عدد الإناث أكثر فأكثر. إلا أن الأدلة تفيد بأن الاتجاه العام هو ارتفاع معدل الارهاق الجسدي لدى النساء الذي يؤدي إلى انخفاض معدل السكر في الدم المشار إليه في مجلة «New scientist».  

تلوث وإرهاق 

يبدو أن السبب الرئيس لهذا الارهاق هو التلوث وبشكل خاص التلوث بفعل الديوكسين الكيميائي. على سبيل المثال كان لأحد أكبر التسربات الكيميائية الذي حصل في بلدة سيفيسو الإيطالية عام 1976 الأثر الكبير على معدل جنس الأطفال في المنطقة، فخلال السنوات السبع التي تلت الحادث، ولدت 46 فتاة و28 صبياً فحسب.

وبعد الابلاغ عن أثر مشابه في أكتوبر الماضي من جراء ديوكسينات منقولة عبر الهواء اكتشفت دراسة كندية نُشرت في مجلة الجمعية الكيميائية الأميركية أن نسبة جنس المواليد بلغت 54 أنثى مقابل 46 ذكراً في محيط 40 كيلومتراً من مصدر التلوث بفعل الديوكسين، مقارنة مع المعدل الطبيعي للمواليد البالغ 51 ذكراً مقابل 48 أنثى. من ناحيته يوضح البروفسور شارب أن هذه النظرية منطقية من الناحية البيولوجية. ويوضح في هذا المجال ان الصبغي Y المحدد للذكور أكثر هشاشة من الصبغي X كما أن الذكور أكثر حساسية خلال فترة التخصيب وفترة تكونهم في الرحم في الأسابيع الأولى: «نعلم أن الذكورة عبارة عن سيل من الأحداث التي تتشكل خلال سبعة أسابيع وتبلغ ذروتها في تفعيل الجينة الأساسية على الصبغي Y في الأسبوع السابع». وتجدر الإشارة إلى أنه حتى ذلك الوقت، يتمتع الجنسان بغدد تناسلية «غير فعالة».

يشير شارب أيضاً إلى أن وزن الأم يؤدي دوراً مهماً تماماً مثل عامل التلوث: «يرتفع وزن المرأة مع ارتفاع معدل المواليد من الإناث. النساء اللواتي يتمتعن بمعدل يتخطى متوسط مؤشر الكتلة الجسدية هن أكثر عرضة للسكري الحملي ويعانين من انخفاض في معدل السكر في الدم. يبدو أن ذلك يفسر سبب ارتفاع نسبة إنجابهن للإناث وقد يفسر أيضاً سبب إدعاء الباحثين بأن الأمهات العازبات أكثر إنجاباً للإناث بما أنهنّ أكثر عرضة للإرهاق الجسدي.

يتوق آلاف الأزواج إلى إنجاب أطفال من جنس معين من خلال النظام الغذائي، لكن البروفسور شارب يحذر من أن «العبث» بالنظام الغذائي ليس تحضيراً جيداً لعملية الاخصاب: «ثمة بضع خطوات بسيطة تستحق أن تؤخذ بعين الاعتبار للحؤول دون إيذاء الطفل مثل الإقلاع عن التدخين واعتماد نظام غذائي صحي والكف عن استخدام المواد الأرجية. إنها الطريقة الأنسب للاستعداد للأمومة».

نظريات حول كيفية اختيار جنس المولود

- التشخيص الوراثي في مرحلة ما قبل الزرع: الطريقة المعيارية هي الأكثر دقة في اختيار الجنس والوحيدة المستخدمة عندما يتم اختيار الجنس لأسباب طبية في المملكة المتحدة.

- فصل السائل المنوي: هذه العملية معروفة بتقنية إريكسون التي تستند إلى فصل السائل المنوي في الصبغيين X وY

- التوقيت: ممارسة الجنس قبل الإباضة بثلاثة أيام أو أكثر تزيد فرص إنجاب الإناث وفقاً لدراسة أجراها الدكتور لاندروم شيتلز منذ أكثر من عقدين، أما إقامة العلاقة في فترة قريبة من الإباضة فتزيد فرص إنجاب الذكور. وما زالت المواقع الإلكترونية تشجع ذلك وقد نشرت أخيرا طبعة جديدة من كتاب شيتلز “How to choose the sex of your baby” ولكن ما من دليل يثبت فعالية هذا الأمر.

- الأحماض أو القلويات: تشجع هذه النظرية فكرة أن السائل المنوي للصبغي X قادر على البقاء في بيئة حمضية قاسية في المجرى التناسلي لدى المرأة فيما يفضل الصبغي Y المحيط القلوي. ويقول الخبراء إن فرصة نجاح هذه الطريقة ضئيلة جداً.

back to top