الربعي ومريدوه

نشر في 20-03-2008 | 00:00
آخر تحديث 20-03-2008 | 00:00
 فيصل سعود الزيد

إن أحمد لن يغيب، فهو باق معنا باق في ذكره الطيب بين الناس، إنه باق حتى في قلب مَنْ كان يخالفه رأياً ويعاديه فكراً، وذلك لأن أحمد الربعي يسع الكثير ويستطيع بدماثة خلقه وابتسامة روحه وخفة حضوره أن يحتلّك أو يحتلّ جزءاً منك، ويقيم فيه من دون أن يشعرك بضجر أو كراهة.

أبّنَ الكثير من الكتاب والأدباء والصحافيين وغيرهم الدكتور أحمد الربعي -رحمه الله- عبر كلمات مشحونة بالحب محملة بالوفاء، وحمّلوا كتاباتهم عنه بعضاً من حبهم له وتجاربهم معه وعلاقتهم به، كما نفثوا نفثة محزون للمصاب الجلل الذي أصابهم نتيجة غيابه في هذه اللحظة الزمنية العصيبة التي تمر بها الكويت سياسياً وإدارياً، فضلاً عن شقاق اجتماعي تجلى في عصبيات قبلية وأخرى مذهبية تقود إلى فتنة لا يعلم مداها إلا الله، في هذه الظروف يغيب صوت العقل والحكمة بغياب أحمد الربعي الذي يُغلّب صوتي العقل والحكمة دائماً بامتلاكه الحجة البالغة والإقناع والثبات في الخطاب.

****

اهنأ أحمد في غيابك، فأصدقاؤك ومريدوك مثلما كانوا ظلّاً يساندونك في مواقفك الثابتة ويداّ ساعدتك، سيكونون قلوباً تؤازرك في الثبات على مواقفك الوطنية، وهم الآن عين تبكيك حزناً بداية بالمرض ثم الغياب، ولا يستطيعون أن يدفعوك عنه إلا بالحب تارة والدعاء تارة أخرى.

إن القلب الذي توقف يوم الأربعاء الخامس من شهر مارس كاد أن يوقف قلوبنا لأن نبضاته توحدت بنبضات قلوبنا، نحن أصدقاءه والقريبين منه.

إن توقف الجسد لا يعني فناء الروح وإن حضور روحك فينا أقوى من روح الجسد.

إن أحمد لن يغيب فهو باق معنا باق في ذكره الطيب بين الناس، إنه باق حتى في قلب مَنْ كان يخالفه رأياً ويعاديه فكراً، وذلك لأن أحمد الربعي يسع الكثير ويستطيع بدماثة خلقه وابتسامة روحه وخفة حضوره أن يحتلّك أو يحتلّ جزءاً منك، ويقيم فيه من دون أن يشعرك بضجر أو كراهة.

رحم الله أحمد الربعي الذي سيظل حضوره بيننا طويلاً بطول الأيام والليالي الحبلى بكل عجيب وكل غريب.

* إعلامي سابق

back to top