دودهتونا يا حشد

نشر في 14-12-2007
آخر تحديث 14-12-2007 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي «المصلحة الشخصية هي دائما الصخرة التي تتحطم عليها أقوى المبادئ»...

(توفيق الحكيم)

مما لا شك فيه أننا نُكِنّ للإخوة في كتلة العمل الشعبي كلّ مودةٍ واعتزاز، فلهذه الكتلة دور إيجابي لا يخفى على أحد في المحافظة على المكتسبات الدستورية الديموقراطية ولا أحد ينكر هذا الدور، لاسيما أن قائدها وعقلها المدبر الزعيم الرمز أحمد السعدون، سواء اختلفت أم اتفقت معه فإنه يبقى في النهاية أحمد السعدون الذي لم يأل جهداً في الدفاع عن الدستور والحياة النيابية من العبث والتعطيل... فالجماعة في «حشد» يلعبون دوراً متميزاً إلى حد ما في هذا الجانب تحديداً، ولهم إسهاماتهم ومواقفهم التي لا تنكر، إلا أننا وعلى الرغم من اتفاقنا مع هذه الكتلة البرلمانية -خصوصاً في دفاعهم عن دستور 62- فإن لدينا العديد من الملاحظات والتساؤلات والانطباعات التي نود أن نسجلها في هذه العجالة حتى تكون تحت بصر وبصيرة القارئ الكريم:

أولا: كتلة العمل الشعبي ليست حزباً سياسياً له أفكار وأطروحات وبرامج حتى يعيب بعضهم على بعض أعضائها، خصوصا في الجلسة المتعلقة بإسقاط القروض، عدم التزامه بموقف الكتلة المؤيد للإسقاط، وهنا لنا وقفة: هل هذه هي المرة الأولى التي يختلف فيها أعضاء الكتلة في التصويت على قضية من القضايا؟! وهل الكتلة حزب يجب على جميع أعضائه ألا يخالفوا سياسة الحزب ومنهجه وخططه؟!

ثانيا: إن موقف الإخوة في الكتلة غير مفهوم، فكيف أنادي بالمحافظة على الدستور من ناحية وأُعرِّض اقتصاد البلد للتدمير من ناحية أخرى؟! ففي ذلك تناقض غريب وعجيب، فمعنى أن أحافظ على الدستور والحياة النيابية يعني أن أحافظ على ثروة البلد القومية أيضاً، ولا أعرّض خزينة الدولة وميزانيتها إلى الانهيار، فلا أستطيع أن أفهم هذا الأمر... ألا ترون معي أن المعادلة تحتاج إلى تفسير؟! فلا يمكن تجزئة الأمر، بمعنى أن حرصي على الدستور والبرلمان والديموقراطية يجب أن يكون هو نفس حرصي على الاقتصاد والثروة وأموال الدولة.

ثالثا: أستغرب وأتعجّب من تباكي البعض على موقف بعض الأعضاء من عملية التصويت، فكتلة العمل الشعبي في النهاية «كتلة برلمانية» فقط، وأعضاؤها لهم مصالحهم مع ناخبيهم، وهي كتلة على الرغم من عمرها الزمني المحدود «مجلس ونص» لم تستطع أن تتحوّل إلى حزب أو حتى تنظيم سياسي، صحيح أنها استقطبت عدداً لا بأس به من المؤيدين إلا أن الاستقطاب والتأييد كانا بسبب أنها كتلة تطرح مشروعات شعبية بحتة مستخدمة اللعب على دغدغة المشاعر والأحاسيس.

رابعا: كان لدي انطباع واعتقاد دائماً بأن هذه الكتلة البرلمانية لن يكتب لها الاستمرار والديمومة، فبمجرد تغير الظروف والعوامل والمصالح التي جمعت السادة الأعضاء في زمن معين فإن الكتلة ستنهار تماماً، وتصبح هي والعدم سواء «وكل حيّ يروح لحالو» لأن «حشد» كما أسلفنا ليست حزباً أو تنظيماً سياسياً له لوائحه وأنظمته الداخلية، وما «حشد» إلا نواة أو فريقاً أو منسقاً عاماً للانتخابات القادمة وتريد استقطاب أكبر عدد من الناخبين.

وأخيراً تحياتي إلى الإخوة في كتلة العمل الشعبي جميعاً وأتمنى أن يستمروا في نهجهم كما عهدناهم في المحافظة والذود عن الدستور والمال العام.

***

أستطيع أن أصف كتلة العمل الوطني بأنها «صوت الحق والحكمة» وهي تمثل بحق الدفاع عن المكتسبات الوطنية، وهي المنقذ الأوحد للديموقراطية، فطريقة تعاطي هذه الكتلة مع مجمل القضايا المطروحة على الساحة يشعرك بالاطمئنان والسعادة والسرور بأن البلد لايزال بخير.

back to top