رحيل شاعر الرومانسية عبدالمحسن محمد الرشيد أحد مؤسسي رابطة الأدباء ورواد القصيدة الكويتية المعاصرة

نشر في 02-03-2008 | 00:00
آخر تحديث 02-03-2008 | 00:00
No Image Caption

توفي أمس الأول الأديب الشاعر عبدالمحسن محمد الرشيد عن عمر يناهز الثمانين عاما، وهو أحد أعضاء رابطة الأدباء، وأحد مؤسسيها وأمينها العام في الفترة من 1965 حتى عام 1966.

نعت رابطة الأدباء في بيان لها الشاعر الراحل عبدالمحسن الرشيد، وهو أحد رواد الحركة الشعرية الكويتية، حيث شارك منذ الأربعينيات مع الشاعرين: فهد العسكر وأحمد العدواني في تجديد القصيدة الشعرية من خلال الخروج عن النمط التقليدي في المعالجة، ومحاولة الدخول إلى أجواء القصيدة الرومانسية على تفاوت بين هؤلاء الثلاثة، فقد كان العسكر أسبقهم إلى التجديد والعدواني أكثر قدرة على التفاعل معه، أما الرشيد فكان مشدودا بقوة إلى نسيج القصيدة العمودية، مع محاولات لا تخفى في الاقتراب من الأجواء الرومانسية.

ولد في عام 1927 في حي القبلة وبدأ الدراسة في كتاب الشيخ أحمد الخميس، الذي كان يقع على شاطئ البحر قرب ديوانية البدر، ولما انتقل إلى مسكنه في منطقة الصالحية دخل كتاب الملا عبدالله بن الملا محمد في منطقة القبلة، حيث أتم تعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بكتاب الملا عبدالعزيز العنجري، حيث درس تلاوة القرآن... وفي عام 1937 دخل المدرسة القبلية وأنهى الصف الرابع، فانتقل إلى المدرسة المباركية التي أكمل فيها التعليم إلى السنة الثالثة الثانوية، وهي آخر مرحلة في التعليم يمكن أن يصل إليها المتعلم في الكويت حينذاك... مارس عبدالمحسن الرشيد مهنة التدريس في المدرسة الأحمدية عام 1943، ثم استقال بعد أربع سنوات تقريبا، ليتجه إلى مجال التجارة، متنقلا بسبب ذلك بين الكويت وإيران، وهو ما دفعه إلى تعلم اللغة الفارسية، ثم القراءة عن الأدب الفارسي، فهيأ له ذلك أن يلقي بعض المحاضرات عن عمر الخيام في إذاعة الكويت.

والشاعر الراحل هو أحد مؤسسي نادي المعلمين، وكان عضوا في مجلس إدارته في السنة الأولى لتأسيسه، وشارك في تحرير مجلة الرائد التي يصدرها النادي،

وقد نشر الشاعر بعض قصائده في الأربعينيات من خلال صفحات بعض الصحف العراقية كـ«الاعتدال» النجفية و«الناس» البصرية... ولما صدرت مجلة البعثة وجد الشاعر فيها متنفسا، لأنه كان يريد أن يُسمع صوته للمتلقي في الكويت.

وكان يتدارس مع فهد العسكر بعض شؤون الشعر، وكان لهما اهتمام بالمجلات التي تعنى بأمور الأدب والثقافة مثل «الرسالة» و«الثقافة» و«المجلة».

والقصيدة المعتبرة لديه هي القصيدة العمودية، ويقلل من أهمية الشعر الحر، مع إيمانه بتنويع القافية في القصيدة الواحدة، والشاعر الحق لديه هو من يملك عنان اللغة، ويحسن اختيار الألفاظ، ولا يتكلف البديع.

صدر ديوانه «أغاني ربيع» في مطلع السبعينيات، ليضم ما كتبه في المرحلة السابقة، ونشر بعض القصائد بعد صدور الديوان، وقد صدرت دراسات عديدة عن قصائده، أهمها:

_ خليفة الوقيان في: القضية في الشعر الكويتي.

_ محمد حسن عبدالله في: الشعر والشعراء في الكويت.

_ سالم خدادة في: التيار التجديدي في الشعر الكويتي.

وقد أصدرت رابطة الأدباء بياناً تنعى فيه الأديب الراحل.

يذكر أن الفقيد كان قد حصل على جائزة الدولة التقديرية، التي يمنحها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، عن عام 2007.  

back to top