لقاء مصادفة بين ساركوزي وبوش يكشف بوصلة باريس الجديدة

نشر في 12-08-2007 | 00:04
آخر تحديث 12-08-2007 | 00:04
No Image Caption
تشير زيارة نيكولا وسيسيليا ساركوزي «غير الرسمية» لمنزل عائلة بوش إلى انطلاق حقبة جديدة من العلاقات بين باريس وواشنطن سواء على المستوى السياسي أو الشخصي.
حلّ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس ضيفاً في منزل عائلة آل بوش في كينيبنكورت (ولاية ماين) شمال شرقي الولايات المتحدة، في حدث جذب اهتماما كبيرا، من جهةٍ نظرا الى الدلائل التي تشير الى انطلاق حقبة جديدة في العلاقات الفرنسية-الأميركية بعد وصول ساركوزي الى سدة الحكم، ومن جهة اخرى كونه اللقاء الأول بين ساركوزي، الذي لقِّب بـ«ساركو الأميركي»، وبوش.

ولا شك أن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك سيكون أول من يتابع أخبار لقاء خلفه ساركوزي بالرئيس الأميركي، فقد كان ينتظر دعوة من قبل بوش بعد الخلاف، الذي نشب بينهما بشأن حرب العراق، لكن هذا الأخير رفض علناً الاستجابة الى رغبة شيراك، مع العلم أن العلاقة بينهما تحسنت كثيراً بعد الاتفاق بشأن سياسة موحدة حيال لبنان وسورية عام 2004.

وتشير الزيارة العائلية إلى انطلاق حقبة جديدة من العلاقات بين الولايات المتحدة وفرنسا سواء على المستوى السياسي أو الشخصي.

ولقي ساركوزي انتقادات كثيرة من خصومه الفرنسيين بسبب ميوله الأميركية، بينما يجمع الخبراء على وجود انسجام في الأسلوب بين بوش وساركوزي.

واللقاء يكاد يكون «مجرد مصادفة» بحسب البيت الأبيض، إذ اختار ساركوزي وعائلته قضاء إجازة على مسافة بضع عشرات الكيلومترات من كينيبنكورت، علما بأن سيسيليا هي التي بادرت إلى إعلام لورا بوش، على هامش اجتماعات قمة الدول الثماني في الخامس من يونيو في ألمانيا، بأنها ستمضي عطلة الصيف على مقربة من المنزل العائلي لبوش، فما كان من لورا الا أن وجهت دعوة للزوجين الى الغداء.

وعلّق المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو على اللقاء، قائلا «ليست قمة، وليس هناك جدول اعمال. جدول الاعمال الوحيد هو: مرّوا بنا لنجتمع معا».

وبعد التوتر الشديد، الذي شهدته العلاقات بين البلدين نتيجة الحرب في العراق، بعث انتخاب ساركوزي املا في الولايات المتحدة بتجاوز هذه المرحلة المضطربة، وإقامة علاقات هادئة ومستقرة. وقال سنو «يبدو اننا نشهد فجر حقبة جديدة في العلاقات مع الفرنسيين وهذا أمر جيد».

ويرى مصدر دبلوماسي فرنسي أن الخلاف الذي نشب بين باريس وواشنطن «أصبح من مخلفات الماضي، فالرئيس شيراك نفسه أعلن في آخر عهده أن لا أحد يأسف على غياب صدام حسين».

ومع أن ساركوزي انتقد حينئذ تلويح باريس بـاستخدام «الفيتو» في مجلس الأمن ضد واشنطن، فإنه اعترف بعدها بأن الحرب ضد العراق كانت خطأ تاريخياً.

وعلى الرغم من أن البيت الأبيض حرص على تأكيد الطابع العائلي للقاء بين بوش وساركوزي، متطرقاً حتى الى «الطعام الأميركي التقليدي»، الذي سيقدم الى الضيوف، كان لا بد أن يحضر البعد السياسي في اللقاء الأول بين الرجلين.

وفي هذا السياق، لم تستبعد المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو التطرق إلى بعض المسائل السياسية والملفات العالقة، وبعض جوانب العمل رغم حضور زوجتي الرئيسين. وقالت «نعمل حاليا وبشكل وثيق مع فرنسا بشأن عدد من المسائل منها لبنان وإيران ودارفور».

أما قصر الإليزيه، فكان أعلن ان «الغداء غير رسمي وذو طابع ودي وعائلي وليس من المستبعد أن يتمّ التطرق إلى عدد من ملفات الساعة ومن دون جدول أعمال»، لافتاً الى أن هناك «توافقا بين فرنسا والولايات المتحدة خصوصا في ما يتعلق بالإرهاب». وطبعاً يحضر خلال اللقاء الوضع في الشرق الأوسط، خصوصا الموضوعين الفلسطيني واللبناني، فضلا عن المؤتمر الدولي الذي اقترح الرئيس الأميركي عقده في الخريف المقبل.

من جهته، يسعى الرئيس الفرنسي الى جس نبض نظيره الأميركي حيال فكرة عقد مؤتمر إقليمي-دولي بشأن لبنان لإخراجه من الأزمة الحالية. ويذكر أن هذه الفكرة كان طرحها وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير خلال زيارته الأخيرة الى بيروت والقاهرة.

ويؤكد الإليزيه أن هذا اللقاء هو فاتحة سلسلة من اللقاءات أبرزها على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في أواخر سبتمبر المقبل واللقاء الثنائي الرسمي في أواخر أكتوبر.

back to top