غازي النفيسي: الأسلوب الأقتصادي للحكومة لن ينتج عنه أي تطورات وسنصل إلى اللا شيء قبل دعوة الأجنبي جهزوا البلد كي يستطيع أهله الاستثمار فيه

نشر في 10-03-2008 | 00:00
آخر تحديث 10-03-2008 | 00:00
No Image Caption

المركز المالي المنشود عبارة يرددها الكبير والصغير، لكن المراقبين يرون أن الوصول إلى مركز مالي دولي يتطلب التفكير مثل المستثمر الدولي، كي نستطيع تأمين مقومات العيش لهذا المركز، أما الصبر فهو صفة يجب أن يتحلى بها المستثمر الكويتي حتى يأتي الفرج.

ما يعبر عنه رئيس مجلس إدارة شركة الصالحية العقارية غازي النفيسي اليوم، هو ما عبر عنه وطالب به باقي كبار المستثمرين الكويتيين، حيث قال إن الحاجة ضرورية للقيام بشيء ما، وإن إحدى المشاكل التي لدى الكويت اليوم، هي أن دخل النفط الذي تحظى به كاف ٍكي يعيل الناس والمواطنين، وبالتالي هناك نوع من التقاعس الحكومي، لأن الأمور كافية ونحن ربما لسنا في حاجة.

وأضاف النفيسي إن دبي عندما أعلنت منذ التسعينيات أنها ستتجه إلى أي اتجاه آخر تحسباً لنضوب النفط، كان شيئاً ذا حاجة، ووصلت إلى ما هي عليه اليوم، لكنه أكد في الوقت نفسه أن النجاح له عدة معايير وموازين، وبالتالي هناك نظرة تقول: أين المواطنون الإماراتيون أمام الأجانب، وبالتالي أين الشعب؟

وأوضح أن الكويت لها خاصيتها، وليس بالضروري أن تصبح نسخة طبق الأصل عن دبي، فهذا ليس مطلوبا، لكن «لا بأس أن أنظر إلى ما كان الإنسان ينظر إليه كمستحيل، وقد أصبح مستطاعا»، وإذا ما أردنا أن نقارن بين الكويت ودبي، فأول شيء هو أن القرار مؤسساتي، أي هناك مجلس أمة ومجلس بلدي ولجنة تخطيط وغيرها، أما في دبي فمجرد اتخاذ قرار يكون حكم التنفيذ.

الصبر

وقال النفيسي إن عمل المستثمر في الكويت بحاجة إلى «صبر وصبر كبير جداً»، جراء الضبابية وعدم وضوح الرؤيا عند مجمل المؤسسات الحكومية.

ونحن خلال السنوات الماضية، دخلنا في مشاكل كبيرة عن موضوع أملاك الدولة ومشاكل تتعلق بسوق الأوراق المالية، وفي رأيي أن هذا الموضوع طبيعي، لأن التطور يفرض عليك مناقشات للتعديل والتحسين، وحتى تعدل الأمور هناك بحث طويل قانوني وتشريعي يقوم بتأخير إصدار القوانين والتعديلات الجديدة، وهذا «ما نحن نشتكي منه، ألا وهو التأخير»، والمشكلة اليوم هي غياب القرار ونحن بحاجة إلى إدارة صحيحة، وقبل البحث في كيفية دعوة المستثمر الأجنبي، يجب علينا تجهيز البلد حتى يتمكن أهل البلد من الاستثمار فيها.

المركز المالي

وأضاف إن تحويل الكويت إلى «مركز مالي دولي»، يتطلب التفكير مثلما يفكر المستثمر الدولي، فالإنكليز أصبحوا اليوم أصحاب المركز المالي الأقوى في العالم، على الرغم من ان الاقتصاد الإنكليزي ليس الأقوى في العالم أو حتى في أوروبا، فهناك الكثير من الأمور البديهية التي يجب أن نقوم بها، لاسيما تحسين الجو الاستثماري في البلد مثل سرعة تأسيس الشركات وغيرها.

قضية المستشارين

البلد تحتاج إلى إدارة، وإلى جدول، فالحكومة اليوم مشغولة بالهم اليومي، وليس هناك إدارة تنظم الأمور، وفاقد الشيء لا يعطيه، فكيف أفكر في خلق مناخ معين إذا كنت أنا فاقدا الإرادة.

وبين النفيسي أن الاستعانة بالقدرات العالمية المتطورة شيء ضروري، وأردف مازحاً «عندما نطالب بالاستعانة بالمستشارين ينحصر الفكر هنا بالمستشارين القانونيين».

السياحة أكبر صناعة

وقال النفيسي إن الإدارة شيء كامل متكامل، والكويت تملك مقومات كبيرة مثل المال والأرض المسطحة والموقع الجغرافي وغيرها من الأمور... ونحن غير قادرين على خلق مناخ. وعند سؤاله عن السياحة، قال النفيسي إن السياحة هي أكبر صناعة في العالم ولا ترتبط فقط بالفنادق والجموح والرذيلة، بل يجب خلق المناخ السياحي المساعد لجذب الاستثمارات. فالمقومات موجودة، لكن الأهم هو أن تعرف ما تريد وتحديده.

خطوات عملية

واعتبر النفيسي أن قرار أملاك الدولة كما خرج في صيغته النهائية، فإنه غير واضح وغير كاف ٍوناقص، ولا يشكل أي دافع للمستثمر، بل على العكس يبعدهم عنه، ومن هنا عملية التساهل في موضوع الأراضي أمر ضروري، مقابل الاستثمارات، وهذا القانون لا يحفز ولا يفتح البلد، انما يزيد الأمور تعقيداً.

كذلك يجب تسهيل عملية الترخيصات البلدية، لأنك حالياً تحتاج إلى سلسلة طويلة جداً من الإجراءات، وأعطى النفيسي مثلا عن مشروع العاصمة الذي تصل تكلفته إلى 250 مليون دينار والذي تملكه شركته، وأن الموضوع أصبح له أكثر من أربع سنوات ونصف السنة ومازال في مرحلة الترخيصات.

وأشار النفيسي إلى أن الكويتي يمكن أن يتحلى ببعض الصبر لأنه في بلده، إلا أن المستثمر الأجنبي لن يصبر وسيتجه إلى أماكن أخرى.

وقال النفيسي إن عملية تعديل القرار الضريبي هي قرار متأخر جداً، لكن إقراره أحسن وأفضل بكثير من عدم إقراره.

back to top