لا... يا سيادة الرئيس!

نشر في 14-03-2008
آخر تحديث 14-03-2008 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي

الرئيس جاسم الخرافي يقول تحديداً: «أتمنى ممَن بيده القرار أن يتقي الله في الكويت»، وهنا عبارة «ممن بيده القرار» لا يمكن تفسيرها أو تأويلها حتى لو جئنا بفقهاء وعلماء الكلام بأي معنى آخر، فهي واضحة وضوح الشمس من أوجهها كافة... وتعني، بمفهوم المخالفة، أن مَن بيده القرار لا يتقي الله في الكويت!! ورئيس البرلمان يناشده ويتمنى عليه أن يتقي الله في الكويت!!

ليس ثمة أي مشكلة مع الرئيس جاسم الخرافي، وكنا نضعه في خانة «عقلاء» المجلس، وذلك على اعتبار أن الرجل يميل دائماً إلى الهدوء والسكينة في تعاطيه السياسي مع مجمل القضايا ويتخذ من قاعدة «الهون أبرك ما يكون» سلوكاً ومنهاجاً ينيران له الطريق الحالك السواد!!

إلا أن تصريحه الأخير جعلنا نرتد رأساً على عقب ونحتار في أي خانة يمكن لنا وضع الرجل، وذلك على اعتبار أن تصريحاته الأخيرة أخذت تشبه إلى حد ما تصريحات «الدكتور» دعيج!! فيا تُرى ما مناسبة هذا الكلام؟

تعالوا يا سادة نستذكر معاً التصريح الأخير لدولة رئيـس البرلمان، فالرجل يقول بالحرف الواحد: «أتمنى ممَن بيده القرار أن يتقي الله في الكويت»... انتهى.

وهنا يتبادر إلى الذهن مسرعاً السؤال البديهي مَن يقصد السيد بو عبدالمحسن بهذا التصريح الغريب... هل يقصد النظام أم الحكومة؟! فالذي نعلمه أن دولة رئيس المجلس هو أحد الرجال القلائل الذين بيدهم القرار- إن لم يكن أحد صانعيه- دستورياً وواقعياً، فهو من الناحية الدستورية ثاني رجل في الدولة، ومن الناحية الواقعية الرجل مطلع عن كثب على شؤون الدولة كافة، وهو قريب جداً جداً من النظام، ويعلم مالا يستطيع أحد أن يعلمه من أسرار وخبايا، فلماذا يا تُرى هذه الطريقة في نثر الكلام هنا وهناك فالجميع يتساءل... وأنا لدي قناعة كاملة أن الصحافة قد تناقلت ذلك التصريح بشيء من الغرابة والاندهاش!!

فالرجل يقول تحديداً «ممَن بيده القرار» وأكرر «ممَن بيده القرار»... وهذه العبارة لا يمكن تفسيرها أو تأويلها حتى لو جئنا بفقهاء وعلماء الكلام بأي معنى آخر، فهي واضحة وضوح الشمس من أوجهها كافة... وتعني، بمفهوم المخالفة، أن مَن بيده القرار لا يتقي الله في الكويت!! ورئيس البرلمان يناشده ويتمنى عليه أن يتقي الله في الكويت!!

مهما يكن الأمر فالذي نسمعه أن السيد الخرافي دقيق جداً في تصريحاته، وهو يختار عباراته وألفاظه بدقة متناهية وأن بعض الزملاء الصحافيين يعانون الأمرين لدرجة أنه «ينشف ريقهم» حتى يحصلوا على تصريح هنا أو كلمة هناك فهو عبارة عن «صندوق أسود» من المعلومات والأسرار؟!

فما الذي حصل يا ترى وجرى... هل انتهى ربيع العسل أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟

أنا أتساءل لأن من الغرابة حقاً أن تصدر هذه التصريحات من أكثر «عقلاء» المجلس قرباً من النظام والحكومة.

* * * *

يا تُرى كم نحتاج من الوقت حتى يخرج علينا أو نعثر على فارس مغوار محنك مبدع ثائر كأحمد الربعي؟! أعتقد أنه من المستحيل أن يتكرر هذا الرجل في هذا الزمن... وهنا لا أريد أن أكون متشائماً لأن أحمد الربعي كان دائماً متفائلاً... فتفاءلوا.

back to top