نادين فلاّح: اسمي علامة مسجّلة في الإعلام العربيّ

نشر في 31-12-2007 | 00:00
آخر تحديث 31-12-2007 | 00:00

نادين فلاح، إعلاميّة عرفت النجوميّة ونافست بشعبيتها وشهرتها مقدّمات برامج المنوعّات. لم يحدّ تحجيمها في «روتانا» من عزيمتها بل زادها صلابة وإصرارًا دفعاها إلى إعادة خلط أوراقها والانتقال الى شاشة أبو ظبي كي تسأل من خلال برنامجها الجديد «إنت مين؟». تشدّها البرامج السياسيّة والاجتماعيّة ويلفتها كلّ من الوزير اللبناني السابق غسّان سلامة والصحافيّ اللبناني عقاب صقر.

عن تجربتها في «روتانا» وانتقالها الى «أبو ظبي» معها هذه الدردشة:

أعلنت بعيد انتهاء برنامجك «قمرين» أنّ تهميشك في «روتانا» سيزول، لكنّ النتيجة كانت خروجك من المحطّة. أخبرينا عن طبيعة الخلاف الذي دفعك إلى الانتقال الى قناة «أبو ظبي»؟

لا تقتصر تجربتي في «روتانا» على 3 أعوام من العمل فحسب بل هي امتداد لتجربتي السابقة في تلفزيون art5. من هنا أرفض الحديث سلبًا عن مؤسسة عملت فيها مدة لا بأس بها وقد دخلتها كبيرة وخرجت منها كبيرة أيضاً.

أقنعت نفسي أنّ ثمة خطًأ لا بدّ أن يصحّح وكنت دائمًا وحتى اللحظة الأخيرة من خروجي أعتقد أنّ مرحلة تحجيمي في «روتانا» لن تطول وأن ثمّة شيئًا إيجابيًّا ينتظرني في النهاية لا سيما أن صفحتي كانت بيضاء معهم ولم أقدّم سوى الأعمال المميّزة، إلا أنني شعرت أنّ هذه المحطة تغاضت عن وعودها لي ومنها حقّي في الحصول على برنامج أسبوعي. وفي كلّ مرّة سألت فيها عن السبب حصلت على حجج غير مقنعة الأمر الذي دفعني إلى إعادة درس الأمور والتطلّع جديًّا نحو المستقبل فقررت الانتقال الى محطّة أخرى.

إذاً تنطبق عليك مقولة «أحرجت فأخرجت»؟

لا أعرف، اهتممت في البداية بمعرفة السبب الحقيقي لما يجري معي، لكنني لم أعد مهتمة راهنًا. كان باستطاعة القيمين على «روتانا» التعامل معي كباقي المذيعات اللواتي طلب منهنّ بكل وضوح تقديم استقالتهنّ إلا أنهم لم يفعلوا. وانا أعمل راهنًا في محطّة أخرى ولم أقع فريسة «الغيمة السوداء» التي كانت تحيط بي لأنني إنسانة قويّة ومؤمنة.

نادين فلاح، فرح بن رجب ونانسي ياسين إعلاميات عرفهن الناس من خلال شاشة «روتانا» وكان مصيرهنّ واحدًا وهو استبعادهنّ عن المحطّة. كيف تفسّرين ذلك؟

إنّه سوء إدارة لا أكثر ولا أقلّ. أشبّه ما حصل معنا بالأهل الذين يربّون أولادهم ثمّ يتخلّون عنهم. أمر غير مقبول أن يخرج أشخاص لديهم القدرة والإسم والبصمة لأنّ هذا التعامل يصحّ مع من أعطي فرصة لتقديم شيء معيّن ولم ينجح.

بماذا تفسّرين ما يقال عن أنّ استبعاد بعض مذيعات «روتانا» جاء تلبية لطلب مذيعة تتمتّع بنفوذ في الشركة وأقصد تحديدًا الإعلاميّة جومانا أبو عيد؟

هذا كلام عارٍ عن الصحّة وخياليّ الى أبعد الحدود. فجومانا مقربّة من إدارة «روتانا» لذلك يربط بعض الأشخاص الأمور ببعضها، لكنني أجزم أن ما يقال ليس صحيحاً.

هل من المحتمل ان تعودي الى «روتانا»؟

لا أقرأ المستقبل، فلا جواب لديّ.

ألا تعتقدين أنّ غيابك المتكرر عن الشاشة ليس في صالحك؟

الاستمراريّة مهمّة لكنّ العودة من خلال برنامج جديد وناجح تعوّض فترة الغياب. كما أنني لن أمرّ مرور الكرام بعد اجتهادي وتعبي، فقد بنيت لنفسي أساسًا وقيمة وأصبح إسمي «علامة مسجلّة» في الإعلام العربيّ. لست من الأشخاص الذين يعانون نفسيّاً من جرّاء ابتعادهم عن الشاشة لأنني متصالحة مع نفسي وأعرف من أنا.

ما الفرق بين «روتانا» و»أبو ظبي»؟

الفارق هو السهولة والليونة في التعامل في قناة «أبو ظبي» وهذا هو الأهم بنظري.

كيف وجدت أصداء برنامج «إنت مين»؟

كنت خائفة أول الأمر ولم أصدّق أنّ البرنامج قد يكون له نسبة حضور ومشاهدين قوية في لبنان لأنّ اللبنانيين اعتادوا عددًا محددًا من القنوات، غير أن الاتصالات التي وردتني والنقد الذي قرأته والإطراء الذي سمعته من قبل الناس أمور أعطتني دفعًا معنويًّا كبيرًا. كذلك حقق البرنامج نجاحًا استثنائيًّا في الإمارات العربيّة وتعرّفت من خلاله الى جمهور الإمارات الذي استقبلني بحفاوة كبيرة فضلاً عن الجمهور الذي يتابع قناة «أبو ظبي» في جميع أنحاء العالم العربي.

لماذا التشديد على الجانب الإنساني في معظم برامج المنوّعات التي تعرض راهنًا؟

أردت في برنامجي أن أكون صريحة وواضحة وأنّ أقدّم الضيف على حقيقته في المواقف الصعبة والفرحة.

يمكن أن ينزعج المشاهد من البرامج الانسانية المحضة، لذا ارتأيت أن يشكّل الموضوع الإنساني فقرة من البرنامج وسعدت لأنّ الناس أحبّوا هذا الجزء واكتشفوا جانب يجهلونه لدى الفنّانين الذين لم يكتفوا بالتعاطف مع اشخاص يعانون حالات معينّة بل عمدوا الى مساعدتهم معنويًّا وماديًّا. وأشير في هذا السياق الى ضرورة المشاركة في البرامج الإنسانيّة وشخصيّا أقوم بذلك ليس من باب الاستعراض بل من باب العمل الإنساني المحض.

هلّ ثمة موسم آخر من «إنت مين»؟

لا أجزم لكنّ هناك احتمالاً كبيراً لذلك.

ماذا أضاف لك هذا البرنامج؟

عرّفني الى جوانب أخرى من شخصيتي وإلى المجال الذي يمكن أن أبرع فيه. من ناحية أخرى أشاهد نفسي دائمًا وأنتقد أعمالي بقسوة لأنّ من المهمّ جدّاً أن يكون الإنسان صريحًا مع نفسه كي يتجاوز أخطاءه ويتعلّم منها.

بعد نجاح برنامج «انت مين» هل ما زلت مصرّة على الابتعاد عن البرامج الفنيّة من أجل تقديم برامج سياسيّة وأجتماعيّة؟

أحبّ تقديم البرامج الاجتماعية والسياسية وأجد نفسي فيها وعندما تتاح لي الفرصة لن أتردد في خوضها لأنني بالتأكيد سأنجح فيها.

إذا أتيحت لك الفرصة من سيحلّ أوّل ضيف على برنامجك السياسيّ؟

الوزير السابق الدكتور غسّان سلامة لأنني أعشق فكر هذا الرجل وثقافته وذكاءه ونزاهته وهو رجل لبناني يفتخر به وطنه، كما أحبّ الصحافيّ عقاب صقر وأشعر أنّه عبقريّ وأدعو أن يحميه الله من كلّ شرّ.

هل تشعرين أنّ نجاح الحلقة يعتمد على الضيف أم على طريقة الإعداد والتقديم؟

الحلقة سلّة متكاملة وبالتالي تؤدي كلّ العوامل دورًا مهمًا فيها. على سبيل المثال إذا كان الإعداد ممتازًا، لكن الضيف لم يقدّم مادّة جيّدة ستفشل الحلقة والعكس صحيح.

من ينافسك من زملائك وكيف تقيّمين الإعلام العربي راهنًا؟

اختفت المنافسة في ظلّ الانفتاح الفضائي وحلّ مكانها عدم حياديّة وغرور، لكن يلفتني من الإعلاميين: منتهى الرمحي، شدى عمر، مارسيل غانم، غسّان بن جدّو ونيشان. أمّا فيما خصّ الإعلام العربي فأراه يهدم المجتمع أكثر مّا يبنيه لأن الرأسماليين المسيطرين على الشاشات يسيّرون الإعلام حسب أهوائهم وسياساتهم.

هل تتابعين نيشان في برنامج «العرّاب؟

لم أتابع البرنامج بسبب ضيق وقتي وبالتالي لا يمكنني أن أعطي رأيي فيه.

ما هي طموحاتك المستقبلية؟

أطمح أن أقدّم برنامجًا يجمع الفنّ والسياسة والثقافة والجانب الإنساني بما يتناسب مع مؤهّلاتي الحقيقيّة، كما أتمنّى الصحّة لي شخصياً ولعائلتي ولكلّ الناس.

back to top