احترسوا من خطر كسور عنق عظم الفخذ
يُسجّل سنوياً نحو 50000 حالة كسر في عنق عظم الفخذ. فبدءاً من سن الستين تكثر حوادث الوقوع وتزداد بالتالي المشاكل الناجمة عنها. غالباً ما تكون حوادث السقوط غير خطيرة، لكن نحو 5% منها يؤدي عامة إلى كسور. كما يتسبب بين 5 و10% منها بأنواع مختلفة من الجروح.
إن معدل الإصابة بكسور لدى النساء يفوق بمرتين أو ثلاث المعدل لدى الرجال. يزداد خطر الوقوع والإصابة بكسور عند تناول كميات كبيرة من أدوية مثل المهدئات والمنومات والأدوية المضادة للاكتئاب. ومن العوامل الأخرى المسببة للسقوط نذكر الاختلال في التوازن والسير، ضعف القوة العضلية، اضطرابات الإدراك، المشاكل البصرية، التدخين، إدمان الكحول والنقص في الفيتامين D. كسور عنق عظم الفخذ تشيع الكسور في الجزء العلوي من عظم الفخذ بشكل خاص، تحديداً بين المسنين. ثمة أنواع مختلفة من الكسور التي قد يُصاب بها المرء في هذا الجزء من الجسم. لذا لا بد من التمييز بين كسور عنق عظم الفخذ بالمعنى الحرفي للكلمة وكسور المدور أسفل جانب عظم الفخذ. في كلتا الحالتين ثمة أشكال مختلفة من الكسور. من المهم جداً في بادئ الأمر معرفة موضع الكسور ونوعها فالعلاج يعتمد على هذين العاملين. تجدر الإشارة إلى أن كسور عنق فخذ العظم هي الأكثر شيوعاً لدى المسنات. الأسباب والعوامل الخطيرةيؤدي حادث سقوط غالباً إلى كسور في عنق عظم الفخذ، محدثاً ما يسمى بالكسر الرضي. عادة ما يكون المسنون عرضةً للسقوط أكثر من الأصغر سناً نتيجة قلة الحركة وفقدان ردود الفعل السريعة، أو مشاكل في النظر، أو أمراض موجودة مسبقاً، أو الآثار الجانبية لبعض الأدوية. أما الشباب فيصابون غالباً بكسور نتيجة حوادث سير أو حادث ناجم عن الرياضة. قد تؤدي التغيرات المرضية في بنية العظم إلى زيادة خطر الإصابة بكسور. من هذه التغيرات ترقق العظام. تصاب به بشكل خاص النساء اللواتي بلغن مرحلة انقطاع الطمث، إذ تضعف متانة هيكلهنَّ العظمي نتيجة نقص الكالسيوم في العظام.العواقب الخطيرةيصبح الشخص الذي يتعرض لكسر في عنق عظم الفخذ عاجزاً عن المشي ويشعر بآلام متفاوتة الحدة غالباً ما تتمركز في ثنية الأربية. حتى لو استطاع المشي لا تُستبعد إصابته بكسر في عنق عظم الفخذ. نلحظ أحياناً كدمات وتورماً بخطورة متفاوتة في منطقة الورك، فضلاً عن ورم دموي في المنطقة المحيطة بالكسر. الآثار والاشتراكاتمهما اختلف نوع الكسر في عظم الفخذ تظل آثاره خطيرة. فالمسنون مهددون بملازمة الفراش مع خطر الإصابة بقرحة الفراش، التهاب الجهاز البولي، التهاب الرئة، الجلطة، الانسداد الدموي وتراجع القدرات النفسية. علاوةً على ذلك، تزيد الأمراض التي يعانيها المسن مسبقاً خطر الإصابة بتلك المضاعفات. من الآثار الخطيرة أن كسر عنق عظم الفخذ يزيد من احتمالات الوفاة كلما تقدم الإنسان في السن، في حين أن الكسور لدى الأطفال والشباب قد تؤدي فعلياً إلى الشلل نتيجة اضطرابات في نمو رأس عظم الفخذ ونخره.الوقاية بسيطة إنما فاعلةفي إطار الوقاية العامة، يجب معالجة مشكلة النظر والتدرب بانتظام على تنسيق الحركات والتوازن وبذل المجهود، خاصة لدى مرضى القلب، مع الحرص على خفض الوزن الزائد.أما الأشخاص الذين يعيشون منفردين والمعرّضون للسقوط في أي وقت فيجب أن يمتلكوا جهاز إنذار. يمكنهم مثلاً أن يعلقوا على معصمهم جهاز طلب النجدة عبر الراديو في حال عجزوا عن الحراك.متى نستشير الطبيب؟عندما نشتبه بحصول كسر في عنق عظم الفخذ، لا بد من الخضوع لفحص أشعة من أجل تشخيص الحالة. ينبغي معرفة أن العلاج يتطلب مكوثاً في المستشفى. أما حين يتعرض الشباب أو الراشدون إلى كسر في عنق عظم الفخذ فإنه ينبغي إدخالهم المستشفى فوراً. في بعض الحالات وبحسب نوع الكسر، لا بد من إجراء عملية جراحية طارئة من أجل الحفاظ على حيوية رأس عظم الفخذ. يهدف العلاج بعامة إلى تعزيز قدرة المشي مجدداً لدى المريض في أسرع وقت ممكن. في معظم الحالات، لا مفر من اللجوء إلى عملية جراحية لإعادة أجزاء العظم إلى مكانها بشكل صحيح. وبحسب موضع الكسر ونوعه، قد يستخدم الطبيب برغياً أو جهازاً اصطناعياً للورك أو صفائح جانبية أو مسامير نخاعية. تجرى العملية الجراحية عادة خلال الساعات الست التي تلي الحادث لتجنب تضرر رأس عظم الفخذ وانتخاره. كيف نتجنب الوقوع؟• الانتباه إلى عتبات الأبواب وحافات السجاد والأرضيات الزلقة. • الحرص دوماً على إشعال النور في الأماكن المظلمة.• إزالة عوامل الخطر في المنزل ووضع أرضيات مضادة للانزلاق وإضاءة الأماكن المظلمة وتركيب دعامات للتمسك بها خاصة في الحمامات والمغاطس. • الاستناد إلى عكاز للمشي. ما هو ترقق العظام؟وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، ترقق العظام «داء يتمثل في ضعف حجم العظام وتدهور البنية المصغرة لأنسجة العظام، ما يؤدي إلى زيادة خطر التعرض لكسور». يصاب المرء بترقق العظام حين تتراجع كمية الكالسيوم في العظام إلى حد تجعله هشاً وقابلاً للكسر في ظروف الحياة اليومية.ثمة نوعان من ترقّق العظام: ترقق العظام من نوع I: يطرأ هذا النوع باكراً في سن الخمسين ويصيب بشكل رئيسي النساء بعد فترة انقطاع الطمث. ترقق العظام من نوع II: يحصل في عمر متأخر في سن السبعين ويصيب الرجال والنساء على حد سواء. عوارضهمن العوارض الأولى لترقق العظام آلام المفاصل والقدرة المحدودة على الحركة. خطر الكسور المتزايدتبلغ نسبة خطر التعرض لكسور لدى المرأة بدءاً من سن الخمسين حتى وفاتها 44 %. تتوزع الكسور بشكل رئيسي على مواقع العظام الثلاثة الآتية: الطرف الأعلى لعظم الفخذ بنسبة 19 %، الفقرات 16 %، المعصم 14 %. الوقاية تكمن الوقاية الحالية في استراتيجية علاجية موجهة إلى النساء من خلال علاج بديل للهورمونات يهدف إلى التعويض عن نقص في هورمونات المبيض نتيجة انقطاع الطمث. ثمة أيضاً علاجات وقائية أخرى كالكالسيتونين الذي من شأنه زيادة كثافة الكالسيوم في العظم لدى المرأة التي تخطت فترة انقطاع الطمث وهورمون الدريقات الذي يساهم على نحو غير مباشر في تشكل العظم. كمية الكالسيوم التي ينبغي استهلاكها يومياً بحسب جمعية ترقق العظامما بين 4 و8 سنوات: 800 ملغما بين 9 و18 سنة: 1300 ملغما بين 19 و50 سنة: 1000 ملغمن 50 سنة وما فوق: 1500 ملغالنساء الحوامل أو المرضعات (من 18 سنة وما فوق): 1000 ملغ