عمليات خاصة... ولادة متعثرة من دون إمكانات

نشر في 18-02-2008 | 00:00
آخر تحديث 18-02-2008 | 00:00
 محمد بدر الدين إستهلت السينما المصرية موسمها الجديد بفيلمين، هما «عمليات خاصة» إخراج عثمان أبو لبن، و«كلاشينكوف» إخراج رامي إمام، وكلاهما يمثل المحاولة الجديدة لاحلال موجة الـ»أكشن» بدلاً من موجة الكوميديا التي استمرت مسيطرة على المشهد السينمائي لأعوام.

يتسم الفيلمان بشحوب وهزال لوجود ثغرات درامية واضحة في السيناريو، وافتقارهما للامكانات والتكنيك والتقنية، مع أن هذه أولى متطلبات هذا النوع من السينما، حتى بالمفهوم الاستهلاكي.

كتب سيناريو وحوار «عمليات خاصة» عمر طاهر وأحمد عيسى، وصوّره أحمد حسين ومنتجه حازم سمير وجاء الديكور من نصيب فراس سعيد. أما ابطاله فهم: مصطفى فهمي، نيكول سابا، تامر هجرس، المغني خالد سليم، ونبيل العيسى. لا اجتهادا حقيقياً في التمثيل، سوى في دور محدود للممثل المخضرم مصطفى فهمي، ولا ما يخفف من «ثقل الظل» المتسم به الفيلم على العموم سوى خفة روح الممثلة نيكول سابا، في ما عدا ذلك، فهو فيلم ثقيل على المستويات كافة من خلال مواقف درامية لا تجذب ولا تمتع الجمهور.

أما عن اضطراب السيناريو والأحداث وعدم إتقان رسم أو دوافع الأشخاص، «فحدّث ولا حرج». إذ نرى في البداية،يختار مصطفى فهمي ومساعدته نيكول سابا «على الفرازة» أربعة شباب تتوافر فيهم شروط ، للقيام ب»عمليات خاصة» ، يقودهم تامر هجرس، بينهم خالد سليم، وأول هذه الشروط أن تكون لكل منهم انحرافات سابقة أو «زلات»، كسرقات أو تورط في جرائم، كي يسهل السيطرة عليهم وقيادتهم، وأن يقوموا بالمطلوب منهم!

ونجد الرجل ومساعدته، يخبران الشبان الأربعة بأنهما يمثلان جهة أمنية عليا، «الدولة.. مصر»! لكن ليس من حقهم معرفة تفاصيل أخرى، وأنه عليهم تنفيذ المطلوب منهم لكن بعد تدريب دقيق وطويل.

ولا يجد الشباب بداً من الموافقة والتدريب وتنفيذ المطلوب وهو سرقة بنك، وبعد النجاح في سرقته، في مشهد طويل غير مقنع ، تأتي العملية الثانية وهي الاستيلاء على حقيبة رجال «دبلوماسيين» قادمين إلى مصر، متجهين إلى سفارتهم في القاهرة، لكنك لا تعرف إن كانت سفارة دولة عربية أم أجنبية؟ ولا تعرف ما هي مشكلة الحكومة المصرية بالتحديد، أو تلك الجهة الأمنية أو السيادية، مع تلك الدولة وسفارتها! تماماً كما لا تعرف دواعي سرقة البنك أصلاً!

وأخيراً ليس من حقك أن تعرف!

هذا كله، تماماً في «كلاشينكوف» حين لم نعرف لماذا تحول القاتل المحترف الأجير إلى «بادي غارد» للمذيعة الحسناء فجأة ومن دون مقدمات؟ أو لماذا يرفض قتلها بالذات وبإصرار حتى قبل أن يتعرف عليها؟

يبدو أنه علينا ألا نسأل، والمطلوب أن نقف أمام شباك التذاكر كي ندفع فحسب... وشكرا!

back to top