ثورة في جراحة العظم مصري ينجح في زراعة المسمار النخاعي

نشر في 10-07-2007 | 00:00
آخر تحديث 10-07-2007 | 00:00
No Image Caption
كانت حوادث الطرق وتظل إحدى أبرز المشاكل التى تواجهنا فى أي لحظة. هنا تكمن أهمية الاكتشافات العلمية من النوع الذي حققه الدكتور باسم عبد الغني في مصر مانحاً مزيداً من الأمل لمصابي حوادث السيارات وغيرها.
حصل د. عبد الغني على بكالوريوس الطب وجراحة العظم من جامعة عين شمس عام 1992 ثم ماجستير جراحة العظم من جامعة الأزهر عام 1999. يعمل طبيباً في وزارة الصحة المصرية وقد نجح فى الحصول على ثلاث براءات اختراع في مجال جراحة العظم من أكاديمية البحث العلمي في مصر خلال السنوات القليلة الماضية. تم تطبيق أول براءة خاصة باختراع جهاز جديد لاستخدامه في عمليات جراحة العظم ولاقى الاختراع نجاحاً كبيراً، فاستخدم في ما يزيد على 1200 عملية جراحية ناجحة في مستشفيات مصر المختلفة. شهد لذلك أكثر من عشرة من أساتذة واستشاريي جراحة العظم في مصر في شهادة كتابية حصلت «الجريدة» على نسخة منها والتقت د. عبد الغني لحديث حول اختراعه.

يبلغ عدد عمليات المسمار النخاعي التشابكي في مصر وحدها 12 ألف حالة سنوياً، ما يدلّ على أهميّة الاختراع الذي يعمل على إصدار كمية من الضوء عبر الجهاز المصمم تساعد الجراحين على تثبيت المسمار النخاعي التشابكي أثناء عمليات جراحة العظم ، بديلاً من الأجهزة التي تعمل بالإشعاع الذري وتمثل خطراً كبيراً على المرضى وأشد خطورة على الأطباء نتيجة الأشعة الذرية الخطيرة التي يتعرضون لها على المدى البعيد. أما البديل فجهاز الملاّح Navigator الذي يصل سعره إلى2.5 مليون جنيه ويحمي الأطباء من هذه الأشعة.

لو تشرح لنا د. عبد الغني فكرة الجهاز ببساطة.

تقوم فكرته على تمرير ألياف ضوئية في مجرى المسمار النخاعي لتحديد مواضع مسامير التثبيت الفرعية في عظمة الفخذ أو القصبة أو العضد فيتم الحصول على نتائج دقيقة للجراحة في وقت قياسي من دون تعريض المريض والفريق الجراحي للخطر.

وما الأخطار التي تفاداها جهازكم الجديد؟

الأشعة الذرية التي تصدر عن أجهزة أشعة «إكس» المتنقلة المستخدمة في غرف العمليات التي يتعرض لها الفريق المعالج نحو ساعة خلال الجراحة.

كيف بدأت فكرة هذا الاختراع وما هي مراحل تنفيذه؟

بدأت الفكرة عندما لاحظت تلك الأخطار وعرفت الثمن الباهظ. كان لابد من البحث عن كشافات ضوئية تصلح لهذا الجهاز وتمّ شراؤها من تايوان.

هل استعنت ببعض الأشخاص في مراحل معينة من هذا الاختراع؟

استعنت بالدكتور محمد عبد الحارث العميد السابق للمعهد القومي لعلوم الليزر بجامعة القاهرة والدكتور عرفة كمال قاسم المدرس في المعهد نفسه لتصميم المصدر الضوئي الخاص بالاختراع. نجح الأساتذة في تصميم ضوئي أفضل من جميع الأجهزة المشابهة الأخرى, إذ يوفر الجهاز إنارة أفضل بكثير من مصادر الإضاءة المستوردة، والانبعاث الحراري منه قليل فلا يؤثر على درجة حرارة غرفة العمليات, فضلاً عن زيادة العمر الافتراضي للمبات نسبياً إلى 7 آلاف ساعة، وتعادل شدة قوّة ضوئه 4 مرات قوّة ضوء أشعة الشمس وقت الظهيرة.

هل تم تسجيل هذا الاختراع رسميا؟

حاز براءة رقم 22644 في أكاديمية البحث العلمي, مدّتها عشرون عاماً، كما حصلت على جائزة د. محمد سامي الزهار لأحسن البحوث في مجال جراحة العظم لعام 3200 وهي جائزة مالية وشهادة تقدير.

كيف تمّ استعماله على أرض الواقع؟

الحقيقة أن استعمال الجهاز تمّ في نحو 1200 عملية جراحية في مستشفيات عديدة سواء حكومية أو خاصة, وبيع لعدد من المستشفيات، منها عين شمس التخصصي والحلمية العسكري ودمنهور التعليمي والهرم, كما طلبته مستشفيات في دول أخرى، منها الكويت والسعودية، لكن بعض هذه الدول غير موقع على اتفاقية حماية الملكية الفكرية PCT وبالتالي فإن عملية البيع تحتاج إلى بعض الضمانات لحماية حق الملكية الفكرية. لا أنكر أهمية الثمن المادي لكنني أودّ الإشارة إلى التقدير المعنوي الذي تمثل في شهادة كتابية وقع عليها عدد كبير من أساتذة العظم في مصر وهي شهادة أعتز بها.

ما المعوقات والصعوبات التي واجهتك؟

الروتين والبيروقراطية أبرز المعوقات التى واجهتني أثناء تسجيل براءة الاختراع، الجانب المادي أيضا إذ لم تكن ثمة جهات تمويل لهذا الاختراع، علماً أن الجهاز كلف ما يزيد على 70 ألف جنيه وهو مبلغ كبير لفرد في بلد مثل مصر، وبعد أن رأى الجهاز النور أجريت نحو 300 عملية على مدار عام كامل من دون مقابل مادي.

هل لديك براءات أخرى تود تسجيلها في المستقبل القريب؟

بالفعل لدي أكثر من براءة اختراع تم تسجيل بعضها في منها أكاديمية البحث العلمي، منها براءة برقم 22828 متعلقة باستخدام المجال المغناطيسي وسيلة توجيه للمسامير البعيدة المثبتة للمسامير التشابكية المستخدمة في جراحات العظم ونظام استخدامه، أما البراءة الثالثة فلتقنية جديدة لإضاءة الحقول الجراحية العميقة باستخدام الألياف الضوئية وقدمت طلب الحصول على هذه البراءة تحت الرقم 2002010006 عام 2002 في الأكاديمية نفسها، والحمد لله حصلت عليها بعد خمس سنوات من تسجيلها أي منذ نحو ثلاثة أشهر ورقمها 23623. أنجز حالياً تصميماً جديداً للمسمار النخاعي التشابكي سيكون اسمه مسمار ابن سينا بالتعاون مع شركة إيميد للتصنيع الطبي، إحدى الشركات الواعدة في هذا المجال. أنهي كذلك بحثاً حول جهاز جديد لعلاج حالات الالتهاب البكتيري المزمن للعظم دونما حاجة إلى استخدام المضادات الحيوية.

back to top