التفاؤل والتشاؤم... دلالات ورموز
الاهتمام بجوانب الحياة المشرقة هو تفاؤل وإيمان بأن الخير يتغلب دائماً على الشر وفي ذلك «قمة التفاؤل». مع اليقين أن ما يصيبنا هو ما كتبه الله لنا. ننصرف إلى بناء مستقبل مشرق زاخر بالتفاؤل، إيماناً منا بأن الظلمة والتعاسة لا يريان إلا الشر والعتمة ولا يمكن التغلب عليهما إلا بالإيمان والثقة بالله وحده.
من المؤسف أن ما درجت عليه العادة مخالف تماماً للواقع. يحصن كثر أنفسهم بطقوس غريبة وكمّ هائل من «الخزعبلات» لردع قوى الشرّ والشيطان. ما زالت هذه المعتقدات الخاطئة التي توارثتها الأجيال ماثلة إلى يومنا هذا رغم التطور والتمدن واهتمام الناس بها، نظراً إلى ما تحمل من رموز ودلالات بعضها مبشر وبعضها الآخر نذير شؤم . تفاؤل وتشاؤممن المعتقدات أن إذا كسرت سيدة صحناً أو فنجاناً فتلك دلالة على شر أو مصيبة على وشك الحدوث، لكن كسر الصحن أو الفنجان أبعد المصيبة، لذا ترتفع الأصوات مرددة عبارة «كُسِرَ الشر». هناك معتقد أيضاً يقول إذا حدث الارتخاء الموقت في عصب جفن العين ورفت العين اليمنى فتلك دلالة على خير أو بشرى لصاحبها، أما إذا رف جفن العين اليسرى فدلالة على شر ونكد وترتفع الأصوات مرددة: «إذا كان خير رفاي واذا كان شر كفاي». كذلك إذا شعر الشخص بطنين في أذنه اليمنى فتلك دلالة على أن بعض الأشخاص يذكرونه بالخير والثناء وإذا كان الطنين في الأذن اليسرى فتلك دلالة على أن بعض الأشخاص يذكرونه بالسوء وقبح القول. يسود معتقد آخر بأن المرء لو ضحك كثيراً فإنه سوف يبكي كثيراً، ويقول آخر إذا حامت فوق رأس المرء حشرة تسمى «البوبشيرة» فذاك دليل على بشرى خير في طريقها إليه... معظم تلك الرموز والدلالات التي لا أساس لها من الصحة قد تجعلنا متفائلين تارة ومتشائمين تارةٌ أخرى. حصانة من الحسد يضع أطفال قلادات على شكل كف اليد في قلبها عين زرقاء لدرء العين الحاسدة، كذلك يعلق بعض الأشخاص حول أعناقهم قطعاً من القماش تحتوي في داخلها على أوراق كتبت عليها آيات قرآنية لتحصين الشخص من العين والحسد والشر ويطلق عليها محلياً «الجامعة». ويعلق البعض الآخر عيناً زرقاء كبيرة على باب المنزل لحفظه وأهله من الشر، أما في بعض الدول فتعلق حدوة الحصان على الجدران، وفي دول أخرى تلطخ الجدار بدم الماعز، درءاً للشر.تزاول النسوة طقوساً غريبة لدرء العين الحاسدة. مثلاً في ليلة الزفاف يعمدن إلى رش البيت بالملح، كذلك العروس، أو إلى وضع كيس صغير مملوء بالملح داخل ملابسها لتحصينها من الشر نظراً إلى جمال الفتاة في ليلة الزفاف وتعرّضها لأنظار المدعوين. في حال رزقت السيدة بمولود يخرج أهلها الملابس البالية القديمة كي ترتديها «الوالدة» فلا تصاب بعين النسوة اللواتي يزرنها وهي في «النفاس»، كما تضع القرآن تحت رأس مولودها أو تلبسه سواراً من الحجر الأزرق في معصمه لحفظه من الشر والسوء وهذا أمر غير مستحب ومكروه.خزعبلات قديماً كان الرجال يسافرون بحراً في رحلة تستغرق شهوراً طويلة للتجارة وإستخراج اللؤلؤ. تعد العدة للرحلة ويخرج الرجال في الصباح الباكر برفقة زوجاتهم الراغبات في وداعهم حاملات «سعف» النخيل والقطط قاصدين «المحمل» أي السفينة. وبمجرد دخول « المحمل» عرض البحر تؤدي النسوة بعض الطقوس الغريبة، إذ يحرقن ورق « السعف» ويرمينه في البحر ومن ثم يغطسن القطط في الماء وسط البكاء والعويل. الهدف من ذلك عودة أزواجهن سالمين.للنساء معتقدات غريبة، مثلاً إذا مشطت السيدة شعرها يجب ألا ترمي شعيراتها المتساقطة من رأسها فهذا يضر بشعرها وبجماله، لذلك تجمعه وتضعه في كيس وسادتها وتعاود الكرة كلما أرادت تمشيط شعرها. يؤمن بعض النساء بأن استخدام المقص ليلاً يجلب الشر والشيطان وإذا ترك مفتوحاً يجلب السوء لأصحابه.