مواجهة... الشجعان... لم لا؟!

نشر في 16-06-2007
آخر تحديث 16-06-2007 | 00:00
 سعد العجمي

سمو الرئيس... خلال فترة ترؤسك مجلس الوزراء وفي مشاورات تشكيل حكوماتك، خبرت وجربت الكتل النيابية... منهم من يقرن القول بالفعل، ولا يتزحزح عن موقفه قيد أنملة، مهما كانت الضغوط والمغريات، ما يقولونه لك في لقاءاتهم معك يقولونه في دواوينهم وأمام ناخبيهم، فهؤلاء سندك فلتعتمد عليهم.

يخطئ من يعتقد أن الأيام القليلة المقبلة ستكون مفصلية في مسيرة وزير النفط الشيخ علي الجراح، فمع احترامنا وتقديرنا لشخص الشيخ علي بعيداً عن الاستجواب ومحاوره، يبقى مجرد وزير وقبل ذلك مواطن دخل الحكومة، وسيخرج منها بغض النظر، إن كان مرغما أو باختياره، استجابة لسنة الحياة، وفروض السياسة.

على النقيض من ذلك، يحمل سمو رئيس مجلس الوزراء من الهم ( الاستجواب )، أكثر مما يحمل صاحبه (الشيخ علي)، فالأيام المقبلة ليست صعبة على سمو الرئيس فحسب بحكم تداعيات الاستجواب، بل إنها حاسمة في تاريخ الشيخ ناصر السياسي، وهو الذي شكل ثلاث حكومات متتاليه، لأنها ستكون مرحلة اتخاذ قرارات ومواقف صعبه قد يلامس خلالها سموه ( الجرح) الذي حاول تفاديه في تجارب سابقه لاعتبارات، لا أعتقد أن أحداً في الكويت بات يجهلها.

ولأنني - ومعي كثيرون- متأكد، بل جازم، أن الشيخ ناصر المحمد رجل إصلاح، قرن القول بالفعل عندما جُرب في قضايا تتعلق بأملاك الدولة والمال العام، فإن أدبيات العمل الصحفي وقبل ذلك واجبات المواطنة، تحتم تقديم الدعم وإسداء النصح لسموه...

سمو الرئيس... لسنا «مساحي جوخ» لأحد، لسنا معنيين بصراع الأقطاب والقوى، ولا يعجبنا ما وصل اليه حال شارع الصحافة من تردي... همنا الأول والأخير هو الكويت ورموزها، وأنت واحد منهم من دون شك.

سمو الرئيس... خلال فترة ترؤسك مجلس الوزراء وفي مشاورات تشكيل حكوماتك، خبرت وجربت الكتل النيابية... منهم من يقرن القول بالفعل، ولا يتزحزح عن موقفه قيد أنملة، مهما كانت الضغوط والمغريات، ما يقولونه لك في لقاءاتهم معك يقولونه في دواوينهم وأمام ناخبيهم، فهؤلاء سندك فلتعتمد عليهم. وعلى الجانب الآخر هناك المتلونون، ما يقدمونه باليمين يأخذونه مضاعفا باليسار، يعدونك بشيء ويعملون عكس ذلك أشياء، والاستجواب الشهير خير دليل، فهؤلاء انتهازيون فاحذرهم... ومنهم المتربصون، لا قيمة سياسية لهم ، يعشقون أجواء الاستجوابات لانها ترفع «قيمتهم»، فهم إذاً استغلاليون، «فقرصهم»...

سمو الرئيس... أيا كانت خياراتك المقبلة، على صعيد وزيرك المستجوب أو حكومتك ككل، وأنت الدبلوماسي المخضرم، وأحد خريجي مدرسة سمو الأمير السياسية، فاننا لا نشك لحظة، أنك ستضع مصلحة الكويت نصب عينك، ولكنني اتمنى ألا يكون التدوير وارداً لديك، فالمرحلة التي تعيشها ونعيشها معك ليست مرحلة تأجيل أو ترحيل الأزمات، فإما أن يقدم الوزير استقالته، واستغلال فترة تعطيل المجلس أعماله لإعادة ترتيب الأوراق وتقييم الوضع من جديد، وإما المواجهة إذا تأكدتم من قوة موقف وزيركم، نعم يا سمو الرئيس المواجهة، ولم لا؟ فهي، وإن كنا لا نرغب فيها لأنها مع الفئه الأولى ذات المواقف الصلبة والثابتة التي تدعمكم وتؤيدكم، فهي ستبقى «مواجهة شجعان» الحَكَم فيها الدستور، وقد تُخلق مفاهيم جديدة للاستجواب وأهداف له غير تلك التي رسختها «استجوابات الوكالة» في عقول الناس.

back to top