إلى رئيس مجلس الأمة مع التحية: أبناؤنا والصراع السياسي

نشر في 31-12-2007
آخر تحديث 31-12-2007 | 00:00
 د. موضي عبدالعزيز الحمود

يدور الحديث عن نية النائب المستجوب عرض صور ومشاهد لرحلات خارجية لطلبة إحدى المدارس الخاصة وبعض المشاهد للجامعات الخاصة، وهو أمر إن تم فهو تعريض بأبنائنا في حياتهم الخاصة خارج مدارسهم وبعلم أسرهم التي وافقت على هذه الرحلات، إذ لا يجوز بأي حال من الأحوال التعرض أو التعريض بأبنائنا لكسب انتصار سياسي لمعسكر ضد آخر.

يتبارى الفريقان الحكومي والنيابي في إعلان الأدلة والبراهين على صلابة موقف كل منهما استعداداً للاستجواب المقبل للسيدة وزيرة التربية... وعلى الرغم من نشر محاور الاستجواب وبنوده، فإن التصريحات الصادرة من النائب المستجوب والنواب الآخرين المؤيدين لاستجوابه تدور حول المفاجآت التي ستفجر أثناء الجلسة.

أسلوب المفاجآت بالصوت والصورة أسلوب استنه بعض النواب الأفاضل في جلسة الاستجواب السابقة لوزير النفط الشيخ علي الجراح، حيث تم عرض صور شخصية لبعض موظفي وزارة النفط وفق ما اعتبره المستجوبون انتصاراً لوجهة نظرهم... واعتبره كثير من المواطنين أمراً لا يجوز عرضه والتعريض بالمواطنين وتصرفاتهم وحياتهم الشخصية ولازال الجدل حول هذا الأمر بين مؤيد ومعارض.

على المنوال ذاته، يدور الحديث في هذه الأيام عن نية النائب المستجوب عرض صور ومشاهد لرحلات خارجية لطلبة إحدى المدارس الخاصة وبعض المشاهد للجامعات الخاصة، وهو أمر إن تم- ونرجو ألا يكون صحيحاً- فهو تعريض بأبنائنا في حياتهم الخاصة خارج مدارسهم وبعلم أسرهم التي وافقت، بل وصرحت لأبنائها بهذه الرحلات، إذ لا يجوز بأي حال من الأحوال التعرض أو التعريض بأبنائنا لكسب انتصار سياسي لمعسكر ضد آخر.

نرجو مخلصين ألا يكون في نية النائب الفاضل مثل هذا الأمر. وإن كانت النية تتجه إلى ذلك، فنرجو كأولياء أمور من سعادة رئيس مجلس الأمة ألا يسمح بذلك حتى لا يكون أبناؤنا طعماً في صراع سياسي محموم، خصوصاً أن هذه الأسر اختارت لأبنائها التعليم الخاص، وهو رافد مهم من الروافد التعليمية نرجو ألا نصيبه في مقتل في خضم الصراع السياسي الدائر.

وبشكل عام نرجو من المجلس الذي– زودها حبتين– أن يراعي حرمة المواطنين الذين لا يملكون صوتاً في المجلس وأن يراعى حرياتهم واختياراتهم، وهذه المسؤولية تقع ولا شك على عاتق رئاسة المجلس ومكتبه، وهما قادران، إن شاء الله، على كبح الجموح السياسي لبعض الأعضاء ممن وضعوا أنفسهم ومصالحهم فوق مصلحة الجميع حتى إن كان الثمن تدمير كل شيء جميل في هذا الوطن. هذا ولا زال لدينا أمل في حكمة الحكماء في المجلس بأن ينتصروا للمواطنين الذين لا صوت لهم.

مواسم الفرح أين ولّت؟

نهنئ إخواننا من مواطنين ووافدين بقدوم العام الميلادي الجديد... جعل الله أيامنا جميعها أعياد وأزاح عنا كابوس الكآبة والعبوس الذي أصبح سمة من سمات أهل الكويت عندما صادر المجلس وبعض نوابه مواسم الفرح ونصَّبوا أنفسهم أوصياء على البشر المواطنين والوافدين، وعندما استجابت وزارات الدولة وأجهزتها، بكل طواعية، لتكمل ما بدأه هؤلاء للتأكد من مدى توافق ضوابطهم وفرماناتهم المانعة، حتى أصبح رجال الأمن زواراً دائمين في معارض الكتب وبين رواد المطاعم والحفلات الخاصة والعامة للتأكد من التزام الجميع بالتصرفات المحتشمة! وتركت هذه الأجهزة الحكومية الشباب الأرعن يعيث في الأرض فساداً في الطرق وبين المزارع في حفلات مجنونة لسياراتهم ولرعونتهم... حتى إن كان الثمن أرواح الأبرياء من مستخدمي هذه الطرق. إنها الكآبة والسأم اللتان دفعتا المواطنين إلى البحث عن الفرح البريء خارج بلادهم، كما دفع من لا يملك ولا يستطيع الهرب خارج البلد إلى تلك التصرفات المجنونة تعبيراً عن الكبت وخرقاً لكل قانون. لا أعلم، أمانة، متى يقتنع ساستنا أن هناك مساحة كبيرة للمرح وإلفرح البريء يجب أن نرعاها لمصلحة هذا المجتمع ضماناً لصحته النفسية وحماية لشبابه.

والله الموفق.

back to top