الأمير للحكومة: طوروا المناهج وارفعوا كفاءة المعلمين وازرعوا الإبداع في نفوس الطلبة سموه أناب ولي العهد في افتتاح المؤتمر الوطني لتطوير التعليم

نشر في 18-02-2008 | 00:00
آخر تحديث 18-02-2008 | 00:00

برعاية سمو امير البلاد افتتح امس المؤتمر الوطني لتطوير التعليم، واناب سمو الامير سمو ولي العهد الذي اكد في كلمة الامير التي القاها سموه أهمية تطوير التعليم وإصلاحه والعمل على احداث نقلة نوعية على صعيد المخرجات لتحقيق التنمية المستدامة وتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري.

دعا سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الحكومة ممثلة بوزارة التربية الى وضع اليات جديدة وتقنيات متطورة لتطوير التعليم واحداث نهضة تنموية تساهم في تحقيق التحول النوعي في عمليتي التعليم والتعلم، وأكد سموه أن المعرفة والعلم هما اساس بناء الانسان الكويتي والثروة الحقيقية ومستقبل الوطن المشرق.

وقال سمو الامير في كلمة القاها نيابة عنه سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد خلال افتتاح المؤتمر الوطني لتطوير التعليم بحضور رئيس مجلس الامة بالنيابة محمد البصيري وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار الشخصيات والقيادات التربوية في الكويت ودول مجلس التعاون «ان ما ننشد تحقيقه خلال هذا المؤتمر هو احداث نقلة نوعية في نظامنا التعليمي القائم على الحفظ والتذكر الى نموذج تعليمي نشط ومميز مبني على التفكير والابداع والتفاعل واكتساب المهارات والخبرات مما سيسهم في مواكبة الكويت للتطور العلمي والتقني، وليكون هذا النموذج مشاركا فعالا في نهضة العصر الحديث وعصر الاقتصاد القائم على المعرفة».

النهوض بالتعليم

واضاف سموه ان «ما نصبو اليه هو وضع اليات تطويرية للنهوض بنظامنا التعليمي تمتد من رياض الاطفال الى الجامعة وتكون مرتبطة بما يستجد من علوم حديثة مع العمل على تطوير المناهج ورفع كفاءة المعلمين وتحسين بيئة التعليم لابنائنا الطبة، فضلا عن تنمية نفوس الابناء الطلبة بمهارات البحث لعلمي والتحليلي الاكاديمي واكتساب القدرات منذ الصغر»، لافتا الى ان هذه الاهداف «لا تتحقق إلا بتضافر الجهود المشتركة، فتطوير التعليم لا يقتصر على مسوؤلي التربية والحكومة بل هو نتاج عمل وجهد مشترك لكل الاطراف في المجتمع».

استراتيجية وطنية

وشدد سموه على ضرورة مراجعة مسيرة التعليم وتجنب سلبياتها لبناء استراتيجية تعليمية واضحة الملامح ذات برامج تنفيذية محددة مستفيدة من تجارب العالم المتقدم والخبرات التي تتناسب مع احتياجاتنا الوطنية لاعداد جيل مهذب مؤمن بعمله ومتمسك بثوابت وقيم دينه الاسلامي الحنيف الداعية الى نشر روح المحبة ونبذ التعصب وتعظيم العلم واعتباره اداة لتطور الامم والشعوب والحضارة الانسانية.

وختم سموه قائلا: لقد افاء الله على بلدنا بنعم جزيلة وخيرات وفيرة يتوجب علينا حسن استغلالها وتوجيهها التوجيه السليم للتنمية والنهوض بالوطن، وفي مقدمة ذلك تطوير التعليم ليتواكب مع متطلباتنا الوطنية ويرتبط بأهدافنا الاستراتيجية لجعل الكويت مركزا ماليا وتجاريا عالميا في المنطقة، متمنيا التوفيق والسداد لهذا المؤتمر والتوصل الى توصيات تساهم في اصلاح وتطوير التعليم.

الاهتمام بالتعليم

ومن جهتها، قالت وزيرة التربية وزيرة التعليم نورية الصبيح «ان تفضلكم يا صاحب السمو بشمولكم المؤتمر الوطني لتطوير التعليم في الكويت برعايتكم السامية وتشريفكم لنا ولكل المهتمين بالتعليم بافتتاح فعالياته، بعد ان تفضلتم بتوجيهكم السامي الى عقده، لهو خير دليل على ما تحيطون به التعليم في وطننا العزيز من كبير رعايتكم وعظيم اهتمامكم، وما تحرصون عليه من توفير كل اسباب تقدمه وارتقائه، بل انكم بهذه الدعوة السامية لتؤكدون التآزر والتعاضد الذي يجمع دوما بين اهتمام القيادة السياسية العليا للكويت والاهتمام المجتمعي بالتعليم، فهذا هو النهج القويم الذي يعد سمة مميزة للمجتمع الكويتي منذ نشأته»،

واضافت ان «التعليم وسيلة المجتمع لاعداد ابنائه للاضطلاع بمسؤولية التنمية الشاملة التي تحقق له الارتقاء والتقدم والازدهار ولقد جاء شعار المؤتمر «التعليم سبيل التنمية» أصدق تعبير عن الدور المنوط بالتعليم والمأمول منه، فلا تنمية بغير تعليم، ولا خير في تعليم لا يحقق للمجتمع ما ينشده من تنمية في مختلف مناحي الحياة»، مشيرة الى انه في هذا المؤتمر «ننشد مواكبة ما يحدث في العالم حولنا من تطور معرفي وتقدم تكنولوجي، ونتطلع الى ما يحقق آمالنا وطموحاتنا في توفير افضل استثمار ممكن لطاقاتنا البشرية التي هي الرصيد الاهم الدائم لنا».

عوائق التطوير

وتابعت «لقد حرص القائمون على المؤتمر على ان تتوجه اعماله الى اربعة عناصر اساسية، اولها عوائق التطوير وثانيها تكنولوجيا التعليم، وثالثها المشاريع الاستراتيجية، ورابعها دور القطاع الخاص في تطوير التعليم. وقد روعي في تناول هذه العناصر الاساسية الجمع بين الافادة من الخبرات المحلية والافادة من الخبرات الاجنبية المتمثلة في مجموعة الخبراء العالميين الذين تمت الاستعانة بهم في الاعداد للمؤتمر.

واوضحت انه «من المهم هنا ان نشير الى مجموعة من التحديات التي تواجه نظامنا التعليمي وتحتاج منا الى استجماع القوى للتصدي لها وتجاوزها، ابرزها ما يتعلق بسد الفجوة بين كفاءة النظام التعليمي في الكويت وكفاءته في الدول المتقدمة، ورفع قدرة المناهج على التعامل مع الثورة المعلوماتية، وتفعيل دور الانشطة اللا صفية في تحقيق اهداف المنهج، والتعويل على التعليم في دعم القيم الاسلامية والحفاظ على الهوية العربية الاسلامية في ظل الانفتاح غير المحدود على العالم».

وقالت: اذا كان هذا المؤتمر يعبر عن الاهتمام المتواصل بضرورة النهوض بالتعليم العام وتحديث بنيته وتأصيل منطلقاته وتجديد منهجيته العلمية فانه يجيء امتدادا مباركا لجهود بذلت في المجال التعليمي للغاية نفسها، ابرزها اعداد استراتيجية التعليم العام بدولة الكويت للسنوات (2005 - 2025) والتي مازلنا نعمل في ضوئها، واننا يا صاحب السمو على العهد الذي قطعناه على أنفسنا امام الله وأمام سموكم بأننا سنكون ابناء الوطن الاوفياء وجنده المخلصين الذين لا يدخرون جهدا من اجل ارتقائه ونهضته، واننا لنعد سموكم ان تكون التوصيات التي سيتوصل اليها المؤتمر موضع الاهتمام الذي يجعل منها الركيزة الاساسية للتطوير الذي يتطلع اليه مجتمعنا».

على صعيد متصل، قال رئيس اللجنة الاشرافية للمؤتمر د. أنس محمد الرشيد انه «من حسن الطالع ان يتزامن انعقاد المؤتمر مع اعيادنا الوطنية ليكون دافعا لنا لفتح حوار وطني حول منطلقات ووسائل تطوير التعليم، ونتخذها مناسبة لمراجعة نظامنا التعليمي، لان الامم الحية هي تلك القادرة على مواكبة التغيير واستباقه، لكي تعيش عصرها وتتابع تقدمها وتحقق التنمية المتوازنة والمستدامة لمجتمعها».

مبادرة اصلاحية

واوضح الرشيد ان المؤتمر الوطني لتطوير التعليم يأتي تجاوبا فكريا وشعبيا مع المبادرة الاصلاحية التي اطلقها سمو أمير البلاد، وانسجاما مع منظومة من خطوات الاصلاح السياسي التي اسس لها، بدءا من اقرار الحقوق السياسية للمرأة، وتوسيع الدائرة الانتخابية مرورا باطلاق حرية اصدار الصحف، والسماح باشهار العديد من جمعيات النفع العام، وكسر احتكار البث التلفزيوني والاذاعي، واطلاق الرؤية الاقتصادية العريقة الحديثة بتحويل الكويت الى مركز مالي واقتصادي، وكلها اصلاحات يعتمد نجاحها على العقول المبدعة التي تأتي نتاج نظام تربوي فائق الجودة والمرونة.

واضاف ان «اللجنة الاشرافية التي تعتز بثقة سمو الأمير، حرصت كل الحرص قبل الشروع في وضع تصورها المستقبلي - على الاستفادة من التقارير المحلية والدولية للحكم على مدى كفاءة نظامنا التعليمي، حتى يتسنى لنا معرفة الواقع من حيث جودة التعليم وقدرة ابنائنا على المنافسة. وتشير نتائج اختبارات القراءة التي اشرف عليها البنك الدولي ان تعليمنا يركز على جانب الحفظ والتذكر والاسترجاع، بينما لا يجيد طلبتنا مهارات التحليل وحل المشكلات والتفكير العلمي، كما ذكر تقرير الكويت للتنافسية الثاني أننا من اوائل الدول انفاقا على التعليم، الا ان نظامنا التعليمي لا يلبي حاجات الاقتصاد التنافسي، وان هناك حاجة ماسة الى تغيير وتطوير المناهج الحالية خصوصا في العلوم والرياضيات، وحاجة الى تطوير مهارات المعلمين وادخال التكنولوجيا في التعليم لضمان تزويد خريجي النظام التعليمي بالمهارات المطلوبة».

ماذا نريد من التعليم؟

وذكر ان اللجنة الاشرافية العليا «قامت حال تشكيلها بعقد اجتماعات متواصلة كان الغرض منها الاتفاق على اطار عمل تنطلق منه لتحقيق هدف هذا المؤتمر، ومما لا شك فيه، فان اول مرتكزات تطوير التعليم تتمثل في الاجابة عن سؤال محوري مهم: ماذا تريد الدولة من التعليم؟ وقد اعتمدت اللجنة الاشرافية على استراتيجية الدولة التعليمية لعام 2025 والتي سبق ان اقرها مجلس الوزراء الموقر، وتم تحديد اربعة محاور رئيسية للمؤتمر تتمثل في دراسة العوائق التي اثرت سلبا على جودة التعليم وشكلت عقبة في طريق عملية الاصلاح التربوي، واقتراح البرامج والمشاريع المستقبلية التي من شأنها الارتقاء بالواقع التعليمي الى الافضل. والتركيز على دور القطاع الخاص في دعم وتطوير التعليم. وكيفية تفعيل تكنولوجيا التعليم في الفصل والمدرسة. وقد استعانت اللجنة الاشرافية بمؤسسات وجامعات متقدمة، مثل المجلس الثقافي البريطاني والبنك الدولي وجامعة هارفارد لوضع تصور لكيفية تحويل هذه المحاور إلى اجراءات عملية تنفيذية، وتشكلت لهذا الغرض فرق عمل لدراسة الإدارة المدرسية، وفرق لدراسة ضبط الجودة وبرامج إعداد المعلم قبل وأثناء الخدمة، وفرق لدراسة المناهج والقياس والتقويم، وفرق درست المراحل التعليمية كافة، كما تشكل فريق لدراسة تقنية المعلومات، وفريق آخر للنظر في كيفية إشراك القطاع الخاص في تطوير التعليم، وسيقوم كل فريق بعرض أهم ما توصل إليه خلال جلسات هذا المؤتمر الذي سيمتد على مدى ثلاثة ايام، ليكون المؤتمر حجر أساس في إعداد البرامج العملية والتطبيقية لتفعيل رؤية وأهداف واستراتيجية التعليم، وسيضيف النقاش الذي سيدور في جلسات المؤتمر بعدا مهما وإثراء كبيرا، ومن المؤمل أن يتم الانتهاء من الوثيقة النهائية للمؤتمر الشهر المقبل».

الدعم السامي

وقال «إن دعم سمو الأمير اللامحدود لهذا المؤتمر يمثل فرصة سانحة لإعادة تقييم المسيرة التعليمية. ووضع مصلحة الكويت فوق كل مصلحة وتسعى للقمة الشريفة ارضاء لله والضمير، شخصية تعتز بذاتها دون انغلاق وتنفتح على الآخر دون انبهار، وتحترم الغير وتحاوره دون أن تلتحق به أو تفجر في خصومته شخصية تطبق القانون والحق بقوة ورحمة وتتنافس في مجالات الحياة بكفاءة وخلق وترغب في استكشاف المتغيرات دون الإخلال بالثوابت، فلا مجال في كويت المستقبل للمترددين من اتخاذ القرار ولا مكان فيها لطالب يحفظ دون أن يفكر ومعلم يشعر بأنه موظف لا صاحب رسالة، وإدارة مدرسية لا تقدر عظم المسؤولية الملقاة على عاتقها، ومسؤول يكبل نفسه بقيود ادارية منتهية الصلاحية دون السعي إلى تغييرها، واسرة تعتقد بأن التعليم مسؤولية الحكومة وحدها وتشريعات تسيس التعليم لا تطوره، ورقابة تركز على القشور وتتجاهل الجوهر والمضمون».

الصرعاوي: جلسة خاصة لمناقشة وثيقة إصلاح التعليم الصادرة عن المؤتمر

أشاد النائب عادل الصرعاوي بخطوة المؤتمر الوطني لتطوير التعليم، مشيرا إلى أنه سيكون الانطلاقة نحو تعليم افضل، وسيعالج السلبيات الماضية ويطور المخرجات، تمهيداً لتحقيق التنمية المرتقبة في البلاد.

وقال الصرعاوي عقب افتتاح المؤتمر ان محاور المؤتمر جاءت لتواكب حاجة المؤسسة التعليمية في الكويت وتلبيها، مشدداً على ضرورة ان يخرج المؤتمر بتوصيات قابلة للتنفيذ لتطوير التعليم.

وطالب الصرعاوي بأن يناقش مجلس الامة وثيقة اصلاح وتطوير التعليم من خلال الجلسة البرلمانية الخاصة، التي ستناقش التعليم ومشكلاته وسبل اصلاحه.

سلامات بو ناصر

لم يستطع امير البلاد الحضور لافتتاح المؤتمر الوطني لتطوير التعليم بسبب تعرضه لوعكة صحية عبارة عن نزلة برد، حيث ناب عنه سمو ولي العهد الذي نقل تحيات سموه الى حضور المؤتمر، ورغم انه كان واضحا وجود اصابة في يد سمو الشيخ نواف إلا انها لم تمنعه من الحضور والمشاركة نيابة عن سمو الامير... فسلامات لـ بو ناصر وولي العهد.

فيلم وثائقي

عرض فيلم وثائقي يتحدث عن مسيرة التعليم في الكويت تناول مرحلة التعليم في المساجد، وعلى يد الكتاتيب ثم المدارس الابدائية الى ان وصل التعليم الى ما هو عليه حاليا.

العجيري حاضرا

كان الفلكي صالح العجيري حاضرا في المؤتمر من خلال شاشة العرض التي عرضت العجيري وهو يتحدث عن مرحلة التعليم خلال السنوات الماضية وتجربته مع وزارة المعارف ورحلته مع العلم، طالبا ومعلما وعالما فلكيا.

حضور كثيف

كان لافتا الحضور الكثيف للمؤتمر من قبل الشخصيات العامة والاكاديميين والمعلمين والمعلمات، حيث لم تتسع القاعتين المخصصتين للحفل في الشيراتون للحضور.

شكرا لهؤلاء

بذل جهاز العلاقات العامة في وزارة التربية جهودا جبارة في خدمة الحضور والاعلاميين، لذلك يستحقون الشكر، وهم: محسن بورقبة وضيدان العجمي وطارق ادريس واروى العيار وتسنيم احمد وهيا المقرون ورحاب الدليمي ومريم الحسن وشريفة عبدالسلام ومنى مراد ونوف المحبوب وايمن الرويشد وباسل السبت ومهدي القلاف ويوسف حاجية وايمن الرويشد.

back to top