رأي طلابي المرأة والإعلام
ان الاعلام في المجتمعات، خاصة العربية منها، من اخطر وأشد الاسلحة الموجهة إليها، لاسيما ذلك الاعلام الذي يهاجم المرأة والاسرة، فالمرأة اكثر تأثرا بالاعلام، ويتضح ذلك من خلال تقليد المرأة ما تراه في الاعلام الغربي من الموضات الحديثة الغربية، التي لا تناسب معتقداتنا وقيمنا.والمرأة في نظري هي نصف الدنيا، وهي المدرسة التي اذا اعددتها اعددت جيلا طيب الاعراق، فان صلُحت المرأة صلُح نصف الدنيا، بل اكثر من ذلك، فالمرأة هي الاسرة وهي المعنية بتربية الاطفال، وهي خلف الرجل الناجح، وقد تكون سبب فشله، فالإعلام له دور كبير في وعي المرأة الذي يحدد صلاح اسرتها وتربية اطفالها، وقد يوجه الاعلام بشكل خطأ بحيث يتسبب في افساد المرأة، وبالتالي الاسرة.
واتصور أن المرأة قوية وتتحمل اعباء الحياة إلى جانب الرجل، ويقع على عاتقها مسؤولية اكبر من الرجل، هي مسؤولية البيت ومسؤولية تربية الاطفال، بالاضافة إلى انها ممكن ان تكون امرأة عاملة، وهذا يضيف اليها اعباء مساعدة زوجها في اعباء الحياة. على عكس ما يظهره الاعلام، فالاعلام يظهر المرأة على انها السيدة المدلّلة التي لا تعرف شيئا عن الحياة سوى الماكياج والملابس الجديدة والحديثة والسفر، وايضا يصور المرأة على انها مضطهدة من قبل المجتمعات العربية، وغير متساوية مع الرجل في الحقوق.والاعلام يعرض صورة جديدة عن المرأة، هي صورة المرأة الضعيفة، والرجل يقسو عليها ويعاملها بعنف، ويعتدي عليها وعلى حقوقها، والمجتمع ينظر إلى المرأة نظرة دونية شيئا ما، وانها قليلة الخبرة ولا يجوز لها ان تتقلد المناصب الرفيعة في الدولة، وذلك لتاثير عاطفتها على عقلها، في حين ان الاسلام رفع من مكانة المرأة بشكل متحضّر جدا وجعلها ملكة في بيتها، واعطاها كل الحقوق، ووقف إلى جانبها امام زوجها في حال ما تعرض لها او اعتدى على حقوقها، كذلك رفع الاسلام من مكانة المرأة في المجتمع واعطاها مكانة كبيرة. ونرى في التلفزيون - وهو اخطر وسيلة من وسائل الاعلام المرئي - صورة المرأة في الاعلانات والدعايات لكثير من السلع، وما من سلعة او خدمة الا ويعرض معها صورة امرأة، وذلك لاجتذاب المستهلكين لهذه السلعة، فالاعلام وشركات الدعاية والاعلان تستخدم المرأة كصورة جمالية لهذه السلعة او المنتج، وهذا فيه تقليل من شأن المرأة إلى ابعد الحدود، فكيف نصور المرأة التي هي ربة اسرة على انها مروجة لهذه السلعة، وهل المرأة تقاس بجمالها فقط ام بدينها وعقلها وحكمتها ودورها الفعال في المجتمع؟... وهذا ما يؤخذ على دور الاعلام.وليس كل ما يظهره التلفزيون من صور للنساء - وهي صور غير حقيقية على الاطلاق - هو صورة عامة او مطلقة، فانا احتكّ بكثير من المواقف مع المرأة بطبيعة الحال، في الجهات الحكومية مثلا، فهن يقمن بدورهن على اكمل وجه ويؤدين اعمالهن بكفاءة لا تقل عن الرجال، لكن التلفزيون قد ينظر إلى المراة من جانب آخر، غير موضوعي.وانا كإعلامية، اتمنى ان اتفوق في هذا المجال، وساحاول جاهدة ومن مركز عملي، وفي اطار قدراتي العملية، تغيير هذه النظرة للمرأة، التي هي في الحقيقة مختلفة تماما عن وضع المرأة ومكانتها الصحيحة، فالمرأة هي امي واختي.هنوف الغانم علوم سياسية جامعة الكويت