عُمان... تستاهل!!

نشر في 20-06-2007
آخر تحديث 20-06-2007 | 00:00
 أحمد عيسى

تبرعت حكومتنا قبل عام ونصف من اليوم للأصدقاء في الولايات المتحدة الأميركية بنصف مليار دولار للتخفيف من أضرار إعصار كاترينا الذي دمر أجزاء من ولاية نيو أورليانز، وعلى خلاف علاقتنا مع «الأصدقاء» الأميركيين، تربطنا بـ «الأشقاء» العمانيين علاقات مصاهرة وأخوة وصداقات جميلة، إلا أننا ساعة الجد وعند المصاب نفسه لم نجد أمامنا إلا بيانا لمجلس الوزراء احتوى عبارات «التضامن والتعاطف ومشاركة الأحزان».

تعرضت سلطنة عمان قبل أسبوعين لإعصار غونو الذي خلف أكثر من 24 قتيلا، وبلغت خسائرها من توقف صادرات النفط فقط 200 مليون دولار، ناهيك عن تدميره للبنى التحتية في العديد من القرى والبلدات.

وكأي عارض يلم بدولة شقيقة، تطرق مجلس الوزراء الموقر في جلسته الأسبوع الماضي لما تعرضت له عمان، وجاء ببيانه الأسبوعي أن «المجلس عبر عن تضامن دولة الكويت قيادة وشعبا، وتعاطفها ومشاركتها للسلطنة الشقيقة في هذه المأساة الإنسانية المروعة، سائلا المولى تعالى أن يحفظ سلطنة عمان الشقيقة من كل مكروه، وأن يجنبها الكوارث والمحن ويديم عليها نعمة الاستقرار والأمان والتقدم والازدهار في ظل قيادتها الحكيمة»، مع حرصه على تكرار «شقيقة» مرتين للتأكيد!

القناعة التي تخرج بها من بيان مجلس الوزراء هي أن تكون «صديقا» للكويت خير لك من أن تكون «شقيقا»، فقد تبرعت حكومتنا قبل عام ونصف من اليوم للأصدقاء في الولايات المتحدة الأميركية بنصف مليار دولار للتخفيف من أضرار إعصار كاترينا الذي دمر أجزاء من ولاية نيو أورليانز، إضافة إلى نشرها إعلانا تبين فيه حجم وسبب تبرعها، عرفانا منا بالجميل الذي قدمه الأصدقاء إبان أزمتنا قبل 17 عاما، وهو أقل ما يوصف بأنه واجب الصديق تجاه صديقه.

وعلى خلاف علاقتنا مع «الأصدقاء» الأميركيين، تربطنا بـ «الأشقاء» العمانيين علاقات مصاهرة وأخوة وصداقات جميلة، إلا أننا ساعة الجد وعند المصاب نفسه لم نجد أمامنا إلا بيانا لمجلس الوزراء احتوى عبارات «التضامن والتعاطف ومشاركة الأحزان»!

العمانيون، أصحاب فضل علينا، إذ ساهموا في بناء هذا الوطن، أيام الفقر قبل الرخاء، ونحن لانزال نتقفى آثار وقصص أجدادنا في موانئ عمان وسواحل زنجبار التابعة لها، حينما نزلوها بأساطيلهم البحرية، باحثين عن اللقمة الحلال، فيما كان الفقر يلف مدينتهم السابحة اليوم فوق بحر من الذهب الأسود.

فعذرا إخوتنا في عمان، فقد تعذر اليوم علينا الاعتذار، وبقدر المحبة يكون الأسف، وكلنا أمل أن تغفروا لحكومتنا زلتها، فقد تجاهلت «الله يهداها» مشاعرنا تجاهكم، واكتفت بمواساتكم بفقرة وحيدة أوردتها في بيانها الصحفي!

back to top