انتخابات المغرب: تبريرات إسلامية وخيبة اشتراكية وانتصار لـ المستقبل
أحدث حزب الاستقلال العريق مفاجأة في الانتخابات التشريعية المغربية التي فاز بها متقدما على اسلاميي حزب العدالة والتنمية في حين مني الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بهزيمة، وفق نتائج نهائية ورسمية اعلنتها وزارة الداخلية المغربية في وقت متأخر السبت.وشملت هذه النتائج الدوائر الانتخابية الـ95 في المملكة (295 مقعدا) واللائحة الوطنية المخصصة لتأمين حصة تمثيلية للنساء (30 مقعدا) التي ستكون مجتمعة مجلس النواب المغربي الجديد (325 مقعدا). وتقدم الاستقلال بخمسة مقاعد على حزب العدالة والتنمية (اسلامي معتدل) الذي حصل على 47 مقعدا.
ومع تحسين حزب العدالة والتنمية نتائجه المسجلة في الانتخابات الماضية بخمسة مقاعد فإن مسؤوليه اعربوا عن خيبتهم، خاصة بعد ان اعلنوا قبل الانتخابات انهم سيكونون القوة السياسية الاولى في المملكة واتهموا على الفور خصومه «بالفساد الانتخابي».وقال الحسن داوودي الرجل الثاني في الحزب الذي اعيد انتخابه في فاس، لوكالة فرانس برس «لقد تدفقت اموال خصومنا». وخلال الحملة الانتخابية كان قادة حزب العدالة والتنمية يراهنون على الفوز بما بين 70 و80 مقعدا.اما اكبر الخاسرين فهو حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي كان حاز المرتبة الاولى في انتخابات 2002 حين فاز بـ50 مقعدا وتراجع في هذه الانتخابات الى المرتبة الخامسة بـ36 مقعدا فقط، وقال احد مسؤوليه في وقت سابق «انها خيبة امل. وهذا بعيد عما كنا ننتظر».ولم يتمكن اثنان من وزراء الاتحاد الاشتراكي من الفوز وهما وزير الثقافة والوزيرة المكلفة بشؤون المغاربة في الخارج، واضافة الى الاستقلال والعدالة والتنمية حل حزبان آخران من يمين الوسط امام الاتحاد الاشتراكي، وهما حزب الحركة الشعبية (مؤيد للامازيغ) الذي حصل على 43 مقعدا والتجمع الوطني للمستقلين (ليبرالي) الذي فاز بـ38 مقعدا. وشعر مناضلو الاتحاد الاشتراكي بخيبة امل ازاء هذه النتيجة ولم يتردد بعضهم في الدعوة الى اعادة تأسيس الحزب، ولم يستبعد مسؤول الحملة الانتخابية في الحزب عبدالملك جداوي عودة الاتحاد الاشتراكي الى المعارضة التي كان قاد فيها المعارضة على مدى عقود.واكد تقرير اولي صدر لبعثة دولية من 52 ملاحظاً تابعت لاول مرة الانتخابات المغربية ان الاقتراع جرى في اطار من «الشفافية»، واوضح التقرير «بشكل عام جرى الاقتراع في اطار القانون حتى ان تم ابلاغ اعضاء في المهمة ببعض المخالفات المعزولة».واضاف «لقد تميزت الانتخابات بروح من الشفافية والمهنية وخلال كامل الحملة الانتخابية منحت الحكومة المغاربة فرصة مهمة للتعبير عن آرائهم السياسية»، ويصدر فريق المراقبين الدوليين برئاسة خورخي راميريز الرئيس البوليفي السابق تقريره النهائي عن الانتخابات المغربية في غضون بضعة اسابيع. الى ذلك اكد حزب الاستقلال المغربي الذي احدث فوزه في الانتخابات التشريعية مفاجأة، التزامه بالتحالف القائم ضمن «الكتلة الديموقراطية» التي تضم حلفاءه الآخرين خصوصا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية اكبر الخاسرين في الاقتراع.وقال عباس الفاسي الامين العام لحزب الاستقلال لوكالة فرانس برس «نحن ملتزمون بالكتلة الديموقراطية ولدينا المروءة والاخلاق لنحترم اتفاقاتنا حيث كنا قد اتفقنا انه بعد الانتخابات سنتداول لاتخاذ موقف موحد».وتضم الكتلة الديموقراطية التي انشئت في 1992 في عهد العاهل المغربي السابق الملك الحسن الثاني، حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية التي كانت في المعارضة حينها.(الرباط- أ ف ب)