لقد أسمعت...!

نشر في 28-08-2007
آخر تحديث 28-08-2007 | 00:00
 نايف الأزيمع

هذا الوطن الصغير بمساحته، الكبير بأهله، الفاره بتواضعه، والسامق بعطائه... هذا الوطن يستأهل منا أن نعطيه كما أعطانا، وأن نحتويه كما احتوانا، وأن نحميه كما حمانا... بعد أن تضمخنا بعطر تراب الوطن، وتلونا فاتحة العشق في حب هذا الوطن.

حتى يتحول الختام إلى مسك... لا بد من بداية عطرة... وما بين عرف العطر وفوح المسك هنالك الكثير من التدفق والتوقف، المد والجزر، النصر والانكسار.

هذه هي حكايتنا... حكاية الشخص والعائلة والوطن... وما بين الثلاثة الخيار الأكيد الدائم هو للوطن... ومن هنا، ستكون كتاباتنا وقفاً على الوطن، ونذراً للوفاء للوطن، ولو أدى ذلك إلى أن نكون قرباناً على مذبح الوطن.

الوطن الذي نحب، والوطن الذي نحترم، والوطن الذي نفتدي، والوطن الذي ننشد... هو وطن الجميع... الحضر والبدو، السنة والشيعة، الرجل والمرأة، الطفل والكهل، السليم والمعوق، وهو أيضاً ملاذ للبدون!

الوطن الخيمة، والوطن الشراع... الوطن البحر، والوطن الصحراء.. الوطن الحَر والبرد، الوطن «السَموم» والنسيم... لعيون هذا الوطن نكتب.. ومن أجله نصدح بالحق والحقيقة... هذا الوطن ننشد له حباً، كما الصوفية في عيد المولد، ونبكي عليه حزناً، كما الشيعة في كربلاء الحسين... نغني له ولأجله، قصيدة حب خالدة، وموال وفاء لا ينتهي.

هذا الوطن الصغير بمساحته، الكبير بأهله، الفاره بتواضعه، والسامق بعطائه... هذا الوطن يستأهل منا أن نعطيه كما أعطانا، وأن نحتويه كما احتوانا، وأن نحميه كما حمانا... بعد أن تضمخنا بعطر تراب الوطن، وتلونا فاتحة العشق في حب هذا الوطن.

ثمة تساؤل يتبادر ويبحث عن مسك الختام!

لكن تساؤلا يبقى... وطن كما هي بلادنا الكويت، وشعب كما نحن أهل الكويت، وحب وعطاء ووفاء متبادل بين الأهل والديرة... ترى ماذا ينقصنا بعد؟!

ينقصنا الكثير... فحتى نحافظ على هذا الحب والعطاء والوفاء، لا بد أن نترجم العواطف والأقوال إلى أفعال... وأول فعل سيكون حتماً هو الحفاظ على دستورنا الحامي لوجودنا، ومن ثم تكريس الديموقراطية وإلى غير رجعة.

وصدقوني، فكل قصائد الحب في عشق الوطن، وكل خطابات الانتماء والوفاء والوطنية، لا يمكن أن تبني وطناً، ولن تقدر حتماً على حماية هذا الوطن... لكنه الفعل هو القادر وحده على هذا البناء وتلك الحماية.

والفعل لنا وعندنا، هو مرة اُخرى تكريس الديموقراطية واحترام الدستور... صدقوني، هذا هو نشيدنا الوطني... وتلك هي نغمة الدانا، وعزف الربابة... وذلك هو إكسير الحياة لنا... وللأسرة الحاكمةَ!

back to top