عودة الروح إلى ديموقراطيتنا المخطوفة

نشر في 10-01-2008
آخر تحديث 10-01-2008 | 00:00
 د. موضي عبدالعزيز الحمود

عكس أداء الوزيرة مبدأً مهماً وهو أن الكفاءة وليس الجنس هو المعيار الذي يجب أن يسود عند اختيار الوزراء، وهو المبدأ الذي نأمل أن يسود عند اختيارنا القادم لنواب الأمة.

في ممارسة ديموقراطية راقية احتشد لمتابعتها جمهور ضاقت به قاعة عبدالله السالم تابعنا بالصوت والصورة، كما تابعها المئات عبر المواقع الإلكترونية ومحطات التلفزيون الخاصة، تابعنا جميعاً تلك المرافعة الجميلة لوزيرة التربية والتعليم العالي التي أعادت إلينا الثقة بالأداء السياسي المحترف الذي افتقدناه فترة طويلة اتسم خلالها الأداء الحكومي بالضعف والتردد وكانت ترتعد فيها فرائص أعضاء الفريق الحكومي أمام كل تهديد أو وعيد أو نية استجواب يتقدم به أحد نواب المجلس لوزير في الحكومة، لقد أثبتت «أم عادل» أن من يعمل سيخطئ ومن يصلح سيحارب والقوة والثبات هما صمام الأمان لكل من يعمل...

وهنا لابد لنا أن نشد على يد رئاسة المجلس لإدارة الجلسة باقتدار، ونحييّ النائب المستجوب الذي التزم بمحاور استجوابه- وإن كان ليّ رأي خاص بتلك المحاور ودوافع الاستجواب في الدرجة الأولى- وكذلك لابد من الإشادة برقي الجمهور الذي ملأ القاعة ليسجل اعتراضه وامتعاضه على الظلم الذي مورس ضد الوزيرة وضد كل من يعمل وينشد الإصلاح في هذه الدولة، وليوصل رسالة بليغة لنواب القاعة أن هناك فرقاً بين احترام الحق الدستوري والتعسف والإسراف في استخدامه.

لقد عكس أداء الوزيرة مبدأً مهماً تبّين من مجريات الأحداث، وهو أن الحق أحق أن يتبع، وأن الكفاءة وليس الجنس هو المعيار الذي يجب أن يسود عند اختيار الوزراء، وهو المبدأ الذي نأمل أن يسود عند اختيارنا القادم لنواب الأمة.

وأخيراً لنا رجاء من نواب المجلس في جلسة الثاني والعشرين من يناير الجاري أن يضعوا الحق نصب أعينهم وأن يكونوا قضاة عادلين، كما نأمل أن يكونوا معينين للسيدة الوزيرة في خطتها الإصلاحية المستقبلية ومنقذين لوطننا ولديموقراطيتنا التي اختطفت فترة من الزمن حتى أحسسنا باليأس والقنوط من إصلاحها... ولكن ما شهدناه في الأمس أعاد في نفوسنا الأمل وأعاد الروح إلى ديموقراطيتنا التي هي حصننا وملاذنا.

حفظ الله الكويت... والله الموفق.

back to top