No Reservations ميلودراما مؤثّرة في أجواء الحبّ

نشر في 28-10-2007 | 00:00
آخر تحديث 28-10-2007 | 00:00

الواضح أنّ هذا الفيلم مستوحى من فيلم ساندرا نيتيلباك الألماني تحت عنوان Mostly Martha (إنتاج 2001) لكنّه ليس عاطفيًّا مثل الفيلم الاصلي وأكثر ميلاً إلى الميلودراما. قصة No Reservations جيّدة تنطلق من الحب الذي يذوّب قلب امرأة وحيدة. رغم أنّه ليس عاطفيّاً إلاّ أنه يحرّك مشاعر المشاهدين. ما يقدّمه المخرج سكوت هيكس جيّد إنما أقلّ درامية من فيلمه المشهور Shine.

إنّه «فيلم طعام» (مثل الفيلم الكرتوني Ratatouille) إذ يتضمن مشاهد أكل تفتح شهيّة المشاهد. صحيح أن للطعام دوراً مهماً في فيلم Mostly Martha إلاّ أنّه ليس مهمًّا بذاته في الفيلم الجديد. إنّه جزء لا يتجزّأ من القصّة، لكنّ المخرج هيكس يفضّل إعطاء الأولويّة للأشخاص لا للطعام الذي يحضّرونه، رغم أنّهم غالبًا ما يعبرون من خلال الطعام لا من خلال الكلمات.

تحظى كايت (كاثرين زيتا جونز)، رئيسة الطهاة في مطعم مشهور في مانهاتن، بإعجاب الجميع للأطباق التي تحضّرها. رغم أن صاحبة المطعم بولا (باتريسيا كلاركسون) إمرأة قاسية، إلا أنها تتحمّلها لكونها من أفضل طهاة الطبق الفرنسي في المدينة. ينقلب عالم كايت رأسًا على عقب لدى موت شقيقتها في حادث سيارة، تاركةً وراءها ابنتها زوي (أبيجايل بريسلن). كانت زوي وكايت أشبه بالزيت والماء. تتألم زوي لفقدان والدتها ولا تعلم كايت شيئًا عن كيفيّة التواصل مع الأولاد. تزداد الأمور سوءاً حين تستعين بولا بالطاهي الماهر نيك (أرون إيشكارت) الذي يقول إنّه قبل بهذه الوظيفة ليتمكّن من العمل مع كايت، بينما تعتقد هذه الأخيرة أنّه يريد الاستيلاء على وظيفتها. في حين كانت السكاكين تتطاير في المطبخ لمعت شرارة بين كايت ونيك.

العلاقات التي يتمحور حولها الفيلم، ايّ العلاقة بين كايت وزوي وبين كايت ونيك، مبنيّة على أسس متينة. يحب المشاهد كلا ًّ من تلك الشخوص الثلاث ويتفهمها. نيك المرح يحمل السّعادة التي تشفي شخصين محبطين. الواضح أنّ زوي مجروحة في الصميم وحزينة لفقدان والدتها وكلّ ما ألفته في حياتها. في المقابل تبدو كايت غير عاطفيّة فعلاقتها العاطفيّة الأخيرة كانت قبل سنين ثم انشغلت بعملها الذي أصبح حياتها كلها. نجحت كاثرين زيتا جونز في إظهار حزن الشّخصيّة التي تؤدّي دورها، وأبيجايل صادقة في تمثيلها ويبدو أرون إكهارت قويًّا ومتعجرفًا في البدء لكنّه يضعف تدريجيًّا.

من الأمور الممتعة في الفيلم جلسات العلاج التي تخضع لها كايت مع طبيبها النفسي (يؤدّي دوره بوب بالابان) - وُجدت الفكرة في فيلم Mostly Martha. أمضت كايت ساعات مع الطبيب النفسي لا للتحدث عن نفسها بل عن وصفات الطعام وانتقاد المأكولات الجديدة. ممتعة مشاهدة المعالج النفسي يسأل كايت عن حياتها العاطفية فيما يتذوّق مأكولاتها ويكاد يتأوّه إعجاباً بطعمها ومكوّناتها.

يغيب جزء من القصّة وقد ألغي في المونتاج أو لم يكن موجوداً في السيناريو أصلاً. كان شون (براين ف. أوبايرن) جار كايت في الطابق السفلي يهتمّ بها ويساعدها وسيؤثّر ذلك على مجريات الفيلم.

No Reservations فيلم مؤثّر، إنما قد لا نقع على مشاهدين مهتمّين بقصّة الحب التي تدور حول كايت ونيك أكثر منها بقصة الفتاة التي فقدت أمّها. صحيح أن الفيلم ليس كلاسيكيًّا معاصرًا، لكنه مسلٍّ لمن قرّر مشاهدته.

back to top