تجار الأرز السعوديون يشتكون من غلاء الأسعار في الهند كيف حال المستهلك بعد ارتفاع سعره بنسب وصلت إلى 50%؟

نشر في 11-08-2007 | 00:00
آخر تحديث 11-08-2007 | 00:00

بعد الارتفاعات في أسعار المواد التموينية التي يعانيها المستهلك في السعودية، وتصاعد حدتها خلال الفترة الأخيرة، يعقد تجار الأرز في السعودية اجتماعاً طارئاً مع وزير التجارة والصناعة السعودي الدكتور هاشم يماني، لحل أزمة ارتفاع أسعار الأرز الهندي في السوق السعودي، في الوقت الذي يجري فيه التجار السعوديون اتصالاتهم بالقنصلية الهندية في المملكة لإبلاغها بالارتفاعات الكبيرة في أسعار الأرز، بهدف الضغط على التجار الهنود لخفض الأسعار.

كشفت وزارة التجارة والصناعة السعودية الأسبوع الماضي، عن أن زيادة أسعار أصناف الأرز الهندي بدأت مع نهاية الربع الأول وخلال الربع الثاني من العام الجاري 2007، بسبب ارتفاع تكلفة استيرادها بنسبة %33، الأمر الذي دعا المصدرين في الهند إلى اللجوء إلى زيادة سعر الطن بنحو 100 دولار، لترتفع تكلفة استيراد الطن إلى 900 دولار، أي بزيادة عن أسعار الاستيراد في العام الماضي بنسبة %50.

الضغط الهندي

وأوضح مدير عام شركة الشعلان للأرز محمد عبد الرحمن الشعلان، أن تجار الأرز السعوديين تكتلوا في وقت سابق لمواجهة الضغط الهندي المبني على رفع الأسعار على المستوردين، نظرا لكمية الطلبات الكبيرة التي حصلوا عليها من قبل المستوردين في إيران والصين والدول الأوروبية.

ولفت الشعلان إلى أن ضغط التجار السعوديين تم من خلال تقليص حجم الاستيراد السعودي من سلعة الأرز «البسمتي» الهندي بهدف تقليل الأسعار، لافتا إلى أن التجار الهنود لم يستجيبوا لمثل تلك الضغوط، وعملوا على تحويل تصديرهم إلى البلدان الأخرى.

وكشف الشعلان عن تراجع استيراد الأرز الهندي في السوق السعودي بنسبة %80 عن العام الماضي، مؤكدا أن المادة التموينية من تلك السلعة تكفي لمدة عام واحد فقط، وهو ما يعني وجود نذير أزمة أرز في السوق المحلي خلال الفترة المقبلة.

احتكار 4 تجار

وعزا أسباب ارتفاع أسعار الأرز في الهند إلى احتكار 4 من التجار الهنود الأرز البسمتي خلال الأشهر الماضية، إلى جانب استحواذ إيران على أكثر من 200 ألف طن من الأرز الهندي، مع ارتفاع أسعار الدولار أمام العملة الهندية.

وتوقع الشعلان استمرار ارتفاع الأرز نظرا للفيضانات التي اجتاحت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية كميات كبيرة من مزارع الأرز، إضافة إلى استمرار ارتفاع استيراد بعض الدول من الأرز الهندي، وجشع التجار الهنود المتمثل في الاحتكار.

وأشار إلى أن طن الأرز كان يباع في السابق بـ 800 دولار، وارتفع إلى 1000 دولار، إلى أن وصل أخيرا إلى 1200 دولار، مؤكدا تراجع أرباح التجار بنسب قياسية لم تبلغها من قبل.

ارتفاع الطلب

كما أكد مدير المبيعات في شركة المهيدب للأغذية أحمد بن سليمان المهيدب، أن ارتفاع نسبة الطلب على الأرز هو السبب الرئيس في ارتفاع أسعاره، مستبعدا أن يكون لقلة المعروض أو تعرض الإنتاج الهندي للنقص أي أثر.

وبين المهيدب أنه منذ مطلع العام الجاري كانت هناك زيادات متلاحقة على سعر الأرز، ما جعل المنافسة على شرائه من قبل التجار في المنطقة يشتد، الأمر الذي جعل بعض المستوردين يقللون من الكميات التي يشترونها انتظارا لتراجع الأسعار، وهو ما لم يحدث، كما أنه تسبب في رفع الأسعار أكثر.

انخفاض سعر الدولار وارتفاع النفط

من جانبه، أشار رئيس لجنة المواد الغذائية في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض، ونائب رئيس مجموعة بلشرف التجارية عبد الله بلشرف، إلى أسباب أخرى أثرت في سعر الأرز منها، انخفاض سعر الدولار، الذي تعتمده الهند في تعاملاتها الدولية، إذ كان سعر الدولار العام الماضي نحو 44 روبية، واليوم لا يتجاوز 35 روبية، مضيفا ان هذا الفرق في سعر صرف العملة أحدث زياده تقديرية على أسعار الأرز تبلغ نحو %15.

وبين بلشرف أن ارتفاع مستوى الطلب العالمي على الأرز يمثل سببا قويا آخر، إذ إنه كان في الماضي تركز للاستهلاك في قارة آسيا، إلا أن الوضع تغير بعد ارتفاع الطلب من أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية، وكذلك من أفريقيا، خصوصا مصر، التي كانت تعتمد على الأرز المصري، إلا أنها اليوم تستورد من الهند أيضا.

توقعات باستمرار الارتفاع

وتابع بلشرف: هناك أسباب أخرى منها ارتفاع تكاليف الشحن، التي يقودها بطبيعة الحال ارتفاع أسعار النفط، وأتوقع أن يستمر مسلسل الارتفاع في سعر الأرز حتى تطرح المزارع في الهند إنتاجها الجديد في نوفمبر، وديسمبر المقبلين».

(دبي - الأسواق.نت)

back to top