رونالدينيو... في جلسة الاستجواب !!

نشر في 23-06-2007
آخر تحديث 23-06-2007 | 00:00
 سعد العجمي

ما نتمناه هو الاستماع لمنازلة سياسية راقية مجردة من أي «شخصانية»، في إطار الدستور واللائحة الداخلية، تتحلى فيها جميع الأطراف بأخلاق الفرسان.

طلبت الحكومة من النواب على مدى الأسبوعين الماضيين، عدم الاندفاع في تحديد مواقفهم من استجواب أو حتى طرح الثقة في الشيخ علي الجراح قبل الاستماع لجلسة الاستجواب، هو حق متاح لها، تفرضه لغة الواقع والمنطق، لكن غير المعقول وغير المنطقي هو تأكيدات الحكومة بأن هناك ثلاثة نواب سيدافعون عن الوزير خلال الجلسة... هنا ازدواجية معايير فاضحة مارستها الحكومة، كيف تطلب من الأعضاء انتظار مناقشة الاستجواب، وبعدها، إعلان المواقف، بينما تسمح لنفسها ولنوابها الثلاثة بتحديد مسبق لمواقفهم الداعمة للوزير قبل سماع ردوده؟!

وغير بعيد عن مبدأ «لا تنه عن خلق وتأتي مثله»، فإن الحكومة تمادت في كيل المديح للمدافعين الثلاثة عن وزيرها، عبر وصفهم بـ«المحترفين»، لكن لا أدري هل هم على غرار رونالدينيو وكاكا، وميسي، أم أنهم مثل محترفي أنديتنا، أسعارهم نارية ومهاراتهم عادية؟!

على كلٍ، لن نمارس الازدواجية الحكومية، ونطلق أحكاما مسبقة في ما يتعلق باستجواب الجراح، بل سننتظر الجلسة ونستمع للجميع، المستجوبين والوزير ومحترفي الحكومة كذلك، بعدها لن نحكم على أحد، بل نقيم، فالحكم وقتها لممثلي الأمة فقط، لكن ما نتمناه هو الاستماع لمنازلة سياسية راقية مجردة من أي «شخصانية»، في إطار الدستور واللائحة الداخلية، تتحلى فيها كافة الأطراف بأخلاق الفرسان.

وهنا يجب التأكيد على نقطة مهمة جداً، فالطلب من المستجوبين بعدم الخروج عن المحاور التي وردت في ملف استجوابهم، يجب أن يطبق أيضا على المدافعين عن الوزير، بأن تقتصر ردودهم على ما تحدث فيه المستجوبون، والتشديد على عدم الخروج عن هذا الإطار، بإثارة قضايا جانبية، إما لتوتير أجواء الجلسة، أو لتصفية حسابات خاصة.

وإذا نظرنا الى جلسة يوم الاثنين من زاوية الحكومة، أي بنظرة «رياضية»، فنصيحتنا إياها أن تعيد حساباتها وقراءتها جيداً، ولا تركن إلى بائعي الوعود والأمنيات التي تطلقها بعض الكتل، ففريق المستجوبين إضافة الى انه متضامن اكثر من تضامن وزراء الحكومة انفسهم ، يضم لاعباً يعادل فريقاً كاملاً بمحترفيه، خبَرَ دهاليز الاستجوابات وتشرّبَها، لديه قدرة فائقة على الاقناع، قوي الحجة والبينة، يمتلك كاريزما تصل إلى درجة إرهاب وإحراج الخصوم، قرر مدرب فريقه الملقب بـ «أسد الخالدية» أن يكون آخر المتحدثين، فالخطة التي سيلعبون بها، تعتمد على استنزاف جهد الفريق المقابل في بداية المباراة وإرهاقه، ثم تكثيف الهجمات في الثلث الأخير من المقابلة لحسمها، عبر نجمهم الذي يملك حنجرة يعادل صخبها هدير 70 ألف متفرج في استاد «ويمبلي» الشهير بلندن، وبالتالي فإن تحقيق الفوز لفريقه بات أمراً «مسلماً» به... أما الفريق الحكومي، الذي استطاع جلب ثلاثة محترفين، فإن لم يقدر على (إقناعهم) بأن الهجوم خير وسيلة للدفاع، فعليه على الأقل أن يكلفهم بحماية خطوط الفريق الخلفية، فمرمى الحكومة لا يحتمل مزيداً من الأهداف في هذه المرحلة، وتحديدا من نجم فريق المستجوبين وكتلته!!

back to top