بأي منقلب ينقلبون؟

نشر في 17-02-2008
آخر تحديث 17-02-2008 | 00:00
 نايف الأزيمع

على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟.. فالفاضلات المربيات كلهن اللائي ابتدأن وأسسن وشجعن العلم والتعليم والتربية في المدارس والمعاهد.. هن خريجات جامعات مختلطة، في ديار العرب والعالم، وأيضاً في الكويت!

الله أكبر.. فكل من درس أو درست بصفوف مختلطة.. هو أو هي، متهم بالزنى.. وإلا فمن أين يأتي اللقطاء؟! وهو متهم- مكرراً- بالزنى، وإلا فما محل الخليلة؟!

وبغض النظر عن سبب العنوسة، وعدم الزواج في مجتمعنا، ومن دون البحث في كثرة الطلاق في بلادنا.. فقد أفتى شيوخ الإصلاح بأن السبب هو الاختلاط؟!

فعدم الزواج، وكثرة الطلاق لا علاقة لهما مطلقاً بالظروف الاجتماعية، ولا الاقتصادية، ولا الثقافية.. فقط الاختلاط هو الراعي للعنوسة في وطننا..

وفقط الاختلاط هو الداعي للطلاق في مجتمعنا..

وفقط الاختلاط هو المسبب للإجهاض في ديرتنا..

وفقط الاختلاط هو الفيروس الناقل للايدز والسيلان والسفلس- لاحظوا الثقافة الجنسية- !! في الكويت ..

وحتى لا يعم البلاء.. ويزداد اللقطاء.. وكي لايتضاعف الحمل السفاح.. وينتشر وباء الأمراض الجنسية .. الحل سهل، وهين، وبين.. امنعوا الاختلاط- وفقط- في التعليم والجامعات، وببركة شيوخ الإصلاح، فلن تروا أي زانية في أحيائنا.. ولن تبصروا أي لقيط على أبواب مساجدنا.. ولن تطلق امرأة في مناطقنا.. ولن تخيم العنوسة على بناتنا؟!

فقط هذا الجامع لكل الشرور، وذلك الآبق الماجن الداعر .. هذا «الاختلاط».. امنعوه، وحاربوه، وقاتلوه.. وأيضاً جاهدوه.. فالجهاد فرض عين لحماية النفس والولد والأوطان!

فعلى من تقرأ مزاميرك يا داوود؟

الفاضلات المربيات كلهن اللائي ابتدأن وأسسن وشجعن العلم والتعليم والتربية في المدارس والمعاهد.. هن خريجات جامعات مختلطة، في ديار العرب والعالم، وأيضاً في الكويت!

ومعظم بناتنا، وأخواتنا، وزوجاتنا، و حتى بعض أمهاتنا، درس وتعلم في مدارس وجامعات مختلطة..!

بل أكاد أجزم أن الكثير من أهلكم، يا شيوخ الإصلاح، قد تعلم في تلك الجامعات.. فهل يقبل عاقل، أو يقر شريف، أو حتى يدعي حاهل أو يتخيل مريض، أن هؤلاء النسوة الكريمات، الصالحات، قد يكن عرضة لكل تلك المظاهر المخزية الدنيئة؟!

أوليس الطيبون للطيبات؟ والصالحون للصالحات؟

فهل هناك أدنى شك لدى بعض شيوخ الإصلاح والفتاوى الجائرة بذلك؟!

هل ممكن أن يصل الشك المريض إلى الأهل والقريب والصديق..

معاذ الله، وحاشا لله..

لكنها السياسة، وقاتل الله السياسة.. فمن أجلها يتلون المتلونون، ويدعي المدعون، وينافق المنافقون..

وهم حتماً ومن دون أدنى شك منكشفون أمام ربهم، وساقطون أمام شعبهم، ونادمون أمام نسائهم..

هم بإذن واحد أحد في طريق الاندثار سائرون..

وهم إن شاء الله لقبور أفكارهم المتخلفة حافرون..

وها نحن نرى أن نهاية الإفك قد أزفت، وها نحن نشهد بأن شمس الحقيقة قد أطلت..

وإننا نجزم بأن الإدعاء زائل لا محالة، وأن الدعوة باقية بلا ريب.. وشتان ما بين الدعوة والادعاء!

فاطمئني يا أمي ويا أختي، وقري عيناً يا بنتي ويا حبيبتي.. أنتن فوق رؤوسنا.

فأنتن كنتن ولاتزلن، شريفات محترمات و«محشومات»، وستبقين ولو كره الكارهون.. الذين بأي منقلب ينقلبون.

back to top