عندما تطغى دكتاتورية الأغلبية

نشر في 09-07-2007
آخر تحديث 09-07-2007 | 00:00
 ضاري الجطيلي ما إن انتهت أعمال المؤتمر العام لاتحاد الطلبة بانسحاب وفد الاتحاد الوطني لطلبة الكويت - فرع أميركا وأعضاء آخرين، حتى بدأت «ماكينة» الإخوان المسلمين الإعلامية حملة التضليل والتزييف.

لقد شارك وفد أميركا في المؤتمر رغم التخبط في تحديد موعده الذي تسبب في حرمان رئيس الوفد الدكتور وليد الفليج من المشاركة لارتباطاته الدراسية، واضطر عضو الوفد صالح التنيب إلى افتراش أرضية مطار نيويورك لأداء امتحاناته عبر الإنترنت حتى يلحق بطائرته إلى الكويت للمشاركة.

لقد أتى الوفد محملاً بورقة عمل ومقترحات عدة تصب في مصلحة الحركة الطلابية الكويتية؛ كزيادة نسب التمثيل في المؤتمر، وفتح فروع للاتحاد في كندا ولبنان، وزيادة عدد الصناديق الانتخابية، وشارك بفعالية في جلسات ولجان المؤتمر رغم تعنت وفد الإخوان وتعسف الرئاسة، بل كان هناك شبه اتفاق على مشاركة الوفد في المجلس الإداري، فكيف لوفد أن يُرَشح أعضاؤه لعضوية المجلس الإداري ويُفْتَرى عليه بأن نية انسحابه كانت مبيتة؟!

ربما خرجنا من المؤتمر من دون مكتسبات جديدة، ولم نتوقع دعم الإخوان لأي مقترح من شأنه زيادة المشاركة الطلابية، وربما خرجنا من دون ممثل في الهيئة التنفيذية والمجلس الإداري، ولم يُعرف عن اتحاد أميركا بحثه عن المناصب، بل بعد ما ذقنا الأمرين من وفد الإخوان والرئاسة تيقنا أن تهميش مشاركتنا في المؤتمر والمجلس الإداري، لن تصب إلا في مصلحة إضفاء الشرعية على ممارسات الإخوان الدكتاتورية التي تهدم الحركة الطلابية الكويتية.

ربما خرجنا خالي الوفاض، لكن يكفينا فخراً أن فوز قائمة الوحدة الطلابية وتحرير اتحاد أميركا من سطوة الإخوان في عام 2002، قد أصابهم بالذعر من المّد الوطني الإصلاحي القادم من الخارج، فقلصوا نسب تمثيل الوفود الخارجية. ويكفينا فخراً أن يجسد صالح التنيب مثالاً في الإخلاص والتفاني والعطاء، وأن يعطي طارق العبدالعالي في عامه النقابي الثاني دروساً في أبجديات إدارة المؤتمرات الطلابية لرئيس المؤتمر، وأن تقول طالبة - امرأة - كويتية، عضو وفد أميركا لطيفة البدر، بوجه الإخوان «انتو ليش خايفين من رأي معارض ما دام عندكم أغلبية؟» معلنة انسحاب الوفد.

يكفينا فخراً أن نخدم في اتحاد الطلبة ونحن نذهب يومياً للجامعة ونواظب على محاضراتها ونؤدى الواجبات والاختبارات، ونسمي أنفسنا «طلبة» ونمثل الطلبة، ونؤدي دورنا ونترك القيادة للأجيال من بعدنا، بعكس بعض الدخلاء ممثلي حزب الإخوان المسلمين الجاثمين على صدر الحركة الطلابية الكويتية من الموظفين ممن نكاد أن نكون في عمر أبنائهم.

في ظل التهميش المستمر والتسفيه المبتذل، بات الانسحاب واجباً وطنياً، ورفضاً للمساهمة في سلب كرامة طلبة وطالبات الكويت في كل مكان.

 

نائب رئيس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت - فرع الولايات المتحدة الأميركية

back to top