كارلا بروني... المرأة التي خطفت ساركوزي

نشر في 30-12-2007 | 00:00
آخر تحديث 30-12-2007 | 00:00

ميك جاغر، إريك كلابتون، دونالد ترامب فتنتهم جميعهم عارضة الأزياء التي امتهنت الغناء، وأسرت اليوم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

تدرك أنك تعيش في زمن غير زمنك عندما ترى الرئيس الفرنسي يخرج برفقة صديقة ميك جاغر السابقة. كانت كارلا بروني، التي تبلغ من العمر اليوم 39 سنة، عارضة أزياء ثم امتهنت غناء البوب. ومن بين عشاقها ميك جاغر، إريك كلامبتون، ودونالد ترامب. وها هي تقتحم اليوم حياة نيكولا ساركوزي.

هذه هي إحدى المرات القلائل التي لا يضطر فيها الصحافيون من مختلف أنحاء العالم إلى التحايل على القانون الفرنسي الذي يدين انتهاك حياة الغير الشخصية. قصد الزوجان السعيدان عالم ديزني والاقصر معاً ووقفا أمام عدسات المصورين المتطفلين.

منذ طلاق ساركوزي من زوجته سيسيليا في شهر أكتوبر، سرت شائعات عبر صفحات الانترنت والصحافة الصفراء عن علاقته بنساء كثيرات في عالمَي الإعلام والاستعراض. صحيح أن معظم تلك القصص بدا مبالغاً فيه، لكن هذه العلاقة مختلفة. يُقال إن الرئيس البالغ من العمر 52 سنة قد التقى بروني، التي وُلدت في إيطاليا وترعرعت في فرنسا، في اجتماع تخللته بعض النشاطات السياسية. وعلى غرار آلاف المطلقين الآخرين، اصطحبا أولادهما إلى عالم ديزني وأمضوا جميعاً الليل في فندق عالم ديزني على بعد نحو 16 كيلومتراً شرقي باريس، على حد قول الوكالة الفرنسية للأنباء.

تربط كريستوف باربيه، رئيس تحرير المجلة الإخبارية المحترمة L’Express، علاقة صداقة ببروني. لذلك اتصل بعارضة الازياء السابقة قبل نشر خبر علاقتها الغرامية بساركوزي. وذكر أنها أكدت الخبر وأخبرته أن الدعاية لم تزعجها لأن العلاقة باتت علنية الآن.

أما كولومب برينغل، رئيسة تحرير مجلة Point de Vue، فقالت: «أراد نيكولا ساركوزي وكارلا بروني أن يعرف الناس بعلاقتهما، وإلا لمَ ذهبا إلى عالم ديزني ليشاهدا استعراض ميكي موس؟».

علاقات... علاقات

لطالما اعتُبرت بروني إحدى أجمل نساء العالم. لكن اللافت للنظر أنها، بعينيها ووجنتيها العاليتين العريضتين، تشبه إلى حد كبير... سيسيليا ساركوزي. فعلى غرار هذه المرأة التي قررت بعد خمسة أشهر أنها لم تعد تريد تأدية دور سيدة فرنسا الأولى، تشتهر بروني بتقلباتها العاطفية المفاجئة. فقد جمعتها بميك جاغر علاقة متقطعة عندما كانت في عشريناتها. وذاعت شهرتها بعد أن أصبحت من عارضات الجيل الأول، إلى جانب نعومي كامبل وكايت موس. اعتزلت بروني مهنة عرض الأزياء في بداية ثلاثيناتها لتعود إلى عالم الأضواء والشهرة بحلّة جديدة. فقدّمت نفسها مغنية بوب دولية وحققت بعض النجاح. خلال مسيرتها المهنية، واعدت مجموعة من الرجال الأغنياء والمرموقين، مثل الثري الأميركي دونالد ترامب ونجم السينما كيفين كوستنر ومغني الروك البريطاني إريك كلابتون.

قبل سبع سنوات، كانت بروني تعيش مع الناشر الفرنسي جون بول إنثوفن. لكنها ما لبثت أن وقعت في غرام ابنه، الفيلسوف رافايل إنثوفن الذي يصغرها بعشر سنوات فتزوجا بعد أن طلّق زوجته، جوستين لافي، ابنة الفيلسوف الفرنسي الأكثر شهرة برنار هنري لافي. لكن السيدة لافي انتقمت في العام 2004 عندما كتبت رواية ناجحة تدعى Nothing Important استندت إلى قصة سرقة زوجها.

غير أن بروني لم تكترث لكل ذلك لأنها كانت تحتفل بنجاحها الخاص. فقد أطلقت في السنة عينها ألبومها الأول، Quelq’un M’a Dit، بيد أن الصحافة الموسيقية الفرنسية هزئت به. فنعتته بالواهن والمبتذل والعتيق الطراز. على الرغم من ذلك، نال الألبوم شهرة تناقلتها الألسن وأصاب نجاحاً باهراً، محققاً مبيعات في أوروبا وصلت إلى مليوني نسخة. حتى إن أحد النقاد البريطانيين وصفه بأنه «هادئ على نحو ممتع».

سيرة

ولدت بروني في إحدى أغنى العائلات التي تعمل في مجال الصناعة في شمال إيطاليا، آل بروني تيديسكي. تعمل أختها فاليريا ممثلة ومخرجة أفلام. وقد أسس جدها Ceat التي صارت ثاني أهم شركة مطاط إيطالية بعد Pirelli. أما والدتها ماريسا بوريني، فكانت عازفة بيانو مشهورة. باع والدها ألبرتو الشركة في سبعينات القرن العشرين وانتقل إلى فرنسا هرباً من موجة القتل والخطف التي شنتها مجموعة «الكتائب الحمراء» الإرهابية ضد السياسيين ورجال الصناعة.

وفي مقابلة أخرى أجرتها معها الإندبندنت في العام 2004، ذكرت بروني أن «الموسيقى كانت أكثر الأمور شاعرية في حياة أبويها». وأضافت موضحة: «مع أنني لم أعبأ كثيراً بالتفاصيل التقنية، تشربت شغفهما بها. لطالما قالت أمي إن بإمكانها أن تحب رجلاً قبيحاً أو نحيلاً، لكنها لا تقدر أن تحب رجلاً لا يعشق الموسيقى. وأنا أوافقها الرأي».

في المقابل، يعرف الجميع أن نيكولا ساركوزي يعشق مغني الروك الخالد جوني هاليداي. وما عدا ذلك، يبدو أن الموسيقى لا تحتل مكانة تُذكر في جدول أعماله الحافل. وعن معاييرها في اختيار الرجال، قالت بروني ذات مرة: «لا تشكل الرغبة مطلباً ضرورياً في نظري، لذلك أنا لا أختار البتة. لكن القاسم المشترك الذي يجمع بين كل الرجال الذين أحببتهم هو جانبهم الرقيق البارز. أجد أن الرجل الرقيق الناعم قوي جداً، في حين أن مَن يتمتع برجولة فياضة فغالباً ما يكون هشاً، لأن الرجولة المفرطة هي آلية دفاع». والمفارقة أن سيسيليا ساركوزي غالباً ما لمحت في انتقاداتها لزوجها السابق أنه مندفع جداً ويفتقر إلى جانب رقيق في شخصيته.

علاوة على ذلك، تبدو علاقة بروني بهذا الرئيس اليميني المعتدل غريبة، حتى لو تأملنا فيها من جوانب مختلفة. فقد كانت بروني يسارية قبل أن تلتقي به، وانتقدت علانية محاولات ساركوزي لكبح الهجرة غير الشرعية وهجرة العائلات إلى فرنسا واختيار مهاجرين «ذوي فائدة».

حسنات وسيئات

من وجهة نظر الرئيس، لهذه العلاقة المميزة حسناتها وسيئاتها. فإن علاقات بروني السابقة تُبين أنها لن ترتضي، على غرار سيسيليا، تأدية دور المساعدة الهادئة التي تدعم شريكها المثقل بالمسؤوليات. وبعد كل الأقاويل التي انتشرت بسبب انهيار زواجه، لا شك في أن آخر شريكة يحتاج إليها الرئيس ساركوزي هي فنانة مشهورة من عالم التسلية والفن تتمتع بتاريخ طويل من العلاقات الرومنسية.

من ناحية أخرى، بدأت شعبية الرئيس ساركوزي تتراجع. كما أن انهيار زواجه قوّض سمعته كرجل يتخطى كل الصعاب، وخصوصاً بين الرجال الفرنسيين. لذلك تبدو علاقة حب مع إحدى أجمل النساء في العالم فكرة جيدة، لا سيما وأنها تستقطب اهتمام وسائل الإعلام. فقد عمدت الصحيفة اليمينية المعتدلة Le Figaro، وهي مروج وفيّ لكل نشاطات الرئيس، إلى نشر صورة جميلة لبروني على صفحتها الأولى، وأعلنتها بكل فخر «صديقة الرئيس». أما الصحيفة اليسارية المعتدلة Libération فكتبت باستياء شديد أن الرئيس نكث على ما يبدو بوعده أن يفصل بين الحياة العامة والشخصية واختار عمداً العيش «تجربة عاطفية تجتذب اهتمام المتطفلين».

علينا أن ننتظر لنرى كم ستدوم قصة الحب هذه وما إذا كانت كارلا بروني تجد الحياة مع الرئيس الدائم التنقل مثيرة بقدر حياتها مع الرولينغ ستونز. فعندما كانت صديقة ميك جاغر، رافقت أحياناً الفرقة في جولاتها في أوائل تسعينات القرن العشرين.

وعن حياتها في تلك الفترة، أخبرت بروني مجلة XL الإيطالية: «كانت حياة مليئة بالمرح والمشاعر. تعلمت منهم جميعاً أو بالأحرى تشربت منهم كل ما يفيدني. إنهم أشخاص مميزون ومبدعون. وقد أذهلتني البساطة والانضباط اللذان يعملون بهما. فلو لم أتعلم منهم لكنت الآن مجرد تابع».

ولكن هل تبقى بروني الصديقة الأولى في فرنسا؟ أو هل تغدو أول امرأة ولدت في بلد أجنبي تتزوج رئيس جمهورية فرنسا؟ يبدو هذا غير مرجح. كما أن جزءاً كبيراً من القرار يعتمد على مدى إصغاء ساركوزي إلى أمه. ففي مقابلة قبل أسبوعين، قالت أندريه ساركوزي، البالغة من العمر 80 سنة: «إنه متلهف كثيراً. لكنني آمل ألا يفكر في الزواج. فما عدت أريد زوجة أخرى لابني!».

ثقافة وشعر

ضمّ ألبوم بروني الثاني، رؤيتها الموسيقية الخاصة لشعر إيميلي ديكنسون ودوروثي باركر وأودن ويتس، فطرح في الأسواق في مطلع هذا العام. عزت بروني حبّها للشعر الإنكليزي إلى «الدروس» التي تعلمتها من صديقتها و»أستاذتها»، المغنية الإنكليزية ماريان فيثفول.

وفي مقابلة أجرتها معها الإندبندنت في شهر مايو، تكبدت بروني عناء الإشارة إلى أن الفكرة الشائعة القائلة إن العارضات نحيلات وإنما غليظات الذهن لا تنطبق عليها. وتابعت موضحة: «حتى عندما كنت أجلس في الكواليس من أجل تصفيف الشعر والتبرج، اعتدت حمل نسخة من إحدى روايات دوستويفسكي معي. فأضعها داخل مجلة Elle أو Vogue وأقرأها. لكنني لست مغرورة لأقول إنني أكثر ذكاء من عارضات الأزياء آنذاك. إلا أنني كنت فضولية وأردت الاطلاع على كل شيء». فضلاً عن ذلك، تخبر روني أنها عندما كانت صغيرة، اعتادت الغناء في منزل والديها مع أصدقاء العائلة أمثال ماريا كالاس وهربرت فون كاراجان وفي صباها كانت مولعة بجو سترامور من فرقة كلاش.

back to top