هبت هبوب الجنة

نشر في 21-02-2008
آخر تحديث 21-02-2008 | 00:00
 نايف الأزيمع

مع أن إخوان اليوم لا يلبسون «المرودن» ولا يمتطون الخيل والركائب، ولا يتزنرون بالفشق والخناجر... كما كانت حال إخوان القرن الماضي، فإن التسمية واحدة، والدعوة واحدة، والهدف واحد... محاربة ما يرونه منكراً... فشرب «التتن» كان منكراً في الأمس، والتعليم المشترك منكر اليوم!

من المؤكد أنكم قرأتم، أو على الأقل سمعتم، ما حدث في انتخابات مجلس إدارة نادي المعادي الرياضي بالقاهرة قبل أيام... فبعد مشاجرة بين إحدى مرتديات المايوه الإسلامي، وأخرى من لابسات المايوه العادي، أعلن مرشحو الإخوان أنهم سيطرحون في برنامجهم الانتخابي آخر صرعة في موضة منع الاختلاط..

فبعد الفتاوى المفصلة بمنع التعليم المشترك تحت يافطة منع الاختلاط في المدارس والمعاهد والجامعات.. تفتق ذهن أساطين التخلف في نادي المعادي عن أنهم سيعملون

لفصل حمام السباحة النسائي- أكرر- النسائي، بحاجز زجاجي ملون في الوسط!! حتى يتم الفصل بين المايوه الإسلامي والمايوه العادي!! حفاظاً على الأخلاق والالتزام والطهارة!!

وكما تعلمون، فإن «إخواننا» في الكويت هم رفاق «إخوانهم» في مصر... وحتى لا نتعدى على المقامات، ومع حفظ الألقاب.. نقول إن إخوان الكنانة هم الباشوات، وإخوان الديرة هم الأفندية! فعندما يعطس الباشا في مكتب الإرشاد، يتبادل «أفنديونا» المناديل، وهم يرددون «ىرحمكم الله» في فروع الجمعية!

والحق يقال إن ما توصل إليه «الأساتذة» في القاهرة، من تطوير وتحديث لنظرية منع الاختلاط حتى تصل إلى المايوهات.. لهو أمر جدير بالاهتمام والدراسة.. ولابد من أن يُسجل لهم قصب السبق في هذا التطور الثوري للنظرية...

وهم، وللتاريخ، كانوا دائماً السباقين لطرح النظريات الثورية الجديدة، وممارستها... فمن التنظيمات العسكرية السرية، إلى المليشيات المعلنة، مروراً بما فرخوه من خلايا العنف، وجماعات التكفير، وسرايا الجهاد. وهو عنف مجنون، وتكفير كافر، وجهاد مشبوه.. فضحاياهم الأطفال والنساء والأبرياء، وميادينهم الشوارع والمدارس والمؤسسات.

وأما نحن هنا في الكويت.. فالغلو مصدّرٌ إلينا، والتطرف مدسوس علينا، والانغلاق سمة ليست لنا. فالانفتاح طبعنا، والتطور هدفنا، والتقدم ديدننا... ومنذ صيحة «هبت هبوب الجنه وين أنت يا باغيها» عندما هاجم إخوان ذلك الزمان جهراء الكويت لوأد الرذيلة ومنع المنكر «التدخين» تلك الأيام، إلى صيحات إخوان اليوم بالمنطق نفسه، وتكاد تكون بالعبارات نفسها! وأد الرذيلة ومنع المنكر .. التدخين آنذاك، والتعليم المشترك هذه الأيام.!

ومع أن إخوان اليوم لا يلبسون «المرودن» ولا يمتطون الخيل والركائب، ولا يتزنرون بالفشق والخناجر... كما كانت حال إخوان القرن الماضي، فإن التسمية واحدة، والدعوة واحدة، والهدف واحد... محاربة ما يرونه منكراً... فشرب «التتن» كان منكراً في الأمس، والتعليم المشترك منكر اليوم!

والدعوة قائمة بالويل والثبور وعظائم الأمور لكل ما هو جديد وتقدمي ومعاصر... والهدف لايزال هو العودة إلى الماضي بكل ما تعنيه من نكوص إلى الخلف ورجوع للوراء... وبكل ما تنطبق عليه

الرجعية باسمها ومعانيها.

وحتى يتفتق ذهن «الإخوان»، وفي أي عاصمة يعيشون، عن نظرية ثورية جديدة، وإلى أن تسمع عطسة أحد الباشوات عبر فضائيات الفتنة... وحتى يزداد الحاجز الزجاجي الملون، لا نملك، ومعنا أهلنا الطيبون الصابرون المسلمون المسالون، إلا أن نردد مع كل إخواننا حيثما كانوا... يرحمكم الله!!

back to top