Elizabeth: The Golden Age ملحمة الخيانة والغدر

نشر في 16-12-2007 | 00:00
آخر تحديث 16-12-2007 | 00:00

يعتبر فيلم Elizabeth من أهم الأفلام التاريخية التي أنتجتها هوليوود وقد حصد أكثر من 30 مليون دولار وترشّح إلى سبع جوائز أوسكار. يبرر نجاح هذا الجزء وجود جزء ثانٍ للفيلم وهو Elizabeth: The Golden Age للمخرج شيكار كابور.

لا يحتوي فيلم Elizabeth: The Golden Age على القصّة المعقّدة التي تميّز بها الجزء الأول منه وقد جاء السيناريو أقلّ أهمية من سابقه. لم يأخذ فيلم Elizabeth: The Golden Age من الفيلم السابق Elizabeth سوى الممثّلين فقط أمثال كايت بلانشيت وجيفري راش والمخرج كابور والكاتب مايكل هيرست والمصوّر السينمائي ريمي أديرفاراسين.

إنّه عام 1585 وكلّ كاثوليكي في إنكلترا مهدّد بالقتل. يعلن البابا حربًا مقدّسة ضدّ الملكة إليزابيث البروتستانتية ومملكتها. يقود ملك إسبانيا فيليب الثاني هذه الحرب لأنه يرى أنه من المفترض القضاء على إليزابيث (بلانشيت) وتنصيب ملكة اسكتلندا ماري الكاثوليكية مكانها (سامانتا مورتون).

يشعر الملك فيليب الثاني أنه فاشل في تحقيق مبتغاه سياسياً فيقرر حشد أسطوله البحري الجبّار والفريد في أوروبا لشنّ الحرب. في هذا الوقت تكون الملكة إليزابيث منشغلة بمسائل داخليّة إذ يضعط عليها مستشاروها بمن فيهم المستشار المخلص السير فرانسيس والسينغهام (جيفري راش) للزواج، لكنها ترفضه ترفض كثيرين تقدّموا إليها إلا أنها تجد نفسها مقرّبة من الشاب الجريء والتر رالاي (كلايف أوين) المغامر الذي لفت انتباه إليزابيث ثروكمورتون (أبي كورنيش).

في معظم الأفلام يكون مستوى الجزء الثاني أدنى من الأول وهذا ما بدا واضحاً في Elizabeth: The Golden Age الذي افتقر الى الضخامة والقوة التي تميز بها الجزء الأول منه. أمّا من الناحية البصريّة فكان الفيلم مؤثّراً بقدر Elizabeth وجاء السيناريو وسير الأحداث أفضل من الفيلم الأصلي.

يتناول الثلثان الأوّلان من الفيلم المؤامرة التي تدور في قصر إليزابيث في شكل شبه كامل إلاّ أنّ ذلك ليس بالأهمّيّة نفسها التي تتضمّنها قصص التسميم والطعن بالظهر التي اعتدناها في كثير من القصص الملحميّة التاريخيّة. تظهر الحرب في لمحات قليلة من الفيلم وفي مشاهد متقطّعة وقد تبدو حربًا سهلة من دون سفك دماء.

تظهر الممثلة كايت بلانشيت (بعد غياب 10 أعوام) كعنصر القوّة في الفيلم رغم أن هذا الفيلم ليس من أفضل أعمال هذه النّجمة. أمّا بالنّسبة إلى جيفري راش فكان دوره وحضوره أقلّ أهمّيّة من بلانشيت. في المقابل برز كلايف أوين كرجل جريء وأدت أبي كورنيش دورها ببراعة لكنّ أحدًا منهما لم يتمكّن من لفت انتباه المشاهد بشكل منتظم. رغم أداء الممثّلين الرّائع إلاّ أنّه من المُستَبعد أن يتمّ ترشيحهم إلى جوائز الأوسكار (من الصعب أن تترشّح كايت بلانشيت لجائزة أوسكار عن دورها في فيلم Elizabeth: The Golden Age لكن من الممكن أن تترشح عن دورها في فيلم I>m Not There للمخرج تود هاينز حيث أدت دور المغني بوب ديلان).

سيجد المؤرّخون بعض التّغيير في الفيلم لكنّ القصّة الواقعيّة تحدّ من جعله مبتكرًا كلّيًّا وتساعد في سير الأحداث. والمشكلة في فيلم Elizabeth: The Golden Age أنّ المخرج كابور حاول إقحام الكثير من الأمور في ساعتين من الوقت. لا ننكر ان الخيانات والأحداث المشابهة في الثمانين دقيقة الأولى من الفيلم تستحق أن يكون لها فيلمٌ خاصٌّ بها، كذلك الأمر بالنسبة إلى الحرب ضدّ اسبانيا إلا أنه من الظّلم إقحامهما في فيلم واحد. كانت الحرب بين الأسطول الإنكليزي والأسطول الاسباني جدّ مختصرة إلى درجة أنّه لم يكن للتشويق الوقت الكافي (ويساعدنا التاريخ على معرفة الجهة الرابحة).

باختصار٬ يعتبر فيلم Elizabeth: The Golden Age تتمّة ملائمة للفيلم الأصلي لكنّه لا يتفوّق عليه، ومن المتوقّع أن يرضي بعض محبّي هذا النوع من الأفلام التاريخية وهو يستحق المشاهدة بكل تأكيد.  

back to top