الطويل لـ الجريدة: مركز متخصص لفحص السموم ومكافحتها وليس لدينا ما نخفيه وسنعاقب المقصرين مجلس الوزراء يطالب البلدية بوضع حد لاستغلال السكن الخاص

نشر في 28-12-2007 | 00:00
آخر تحديث 28-12-2007 | 00:00

وزير الصحة عبدالله الطويل يعلن إنشاء مركز متخصص لفحص السموم ومكافحتها، ويؤكد أنه لن يتوانى عن محاسبة المقصرين، ومجلس الوزراء يطالب وزير البلدية والأشغال العامة موسى الصراف بتنفيذ حملة أمنية، للكشف على سلامة سراديب السكن الخاص في جميع المناطق.

أعلن وزير الصحة عبدالله الطويل إنشاء مركز متخصص لفحص ومكافحة السموم والمواد الشديدة السمية، وذلك لتوفير مرجع لفحص السموم في الكويت يساعد في الكشف عن المواد المجهولة، والتأكيد على خطورتها من عدمها.

وقال الطويل في تصريح خاص لـ«الجريدة» لقد اوعزت للمسؤولين في الوزارة بدء دراسة متطلبات انشاء المركز، وفعلا بدأنا في الوزارة دراسة الأمر، وسيتم انشاء المركز عقب انتهاء الدراسة وتحديد متطلبات تأسيس مثل هذا المركز المتخصص.

وأكد أنه لن يتوانى عن محاسبة المقصر في حال ثبت ان هناك تقصيرا في الاجراءات التي اتخذتها الوزارة للتعامل مع ضحايا الحادث، قائلا انه ليس لدينا ما نخفيه بشأن الحادث وليس هناك أحد مُعفى من المحاسبة والعقاب، وان أي شخص يثبت تقصيره في الكشف عن المرضى وتقديم الرعاية اللازمة لهم سيحاسب بشدة.

وشدد الطويل على ان الوزارة ستتعامل مع الموضوع بشفافية تامة وسيعلن عن النتائج فور وصولها.

ورداً على سؤاله عن الاتهامات التي وجهت إلى وزارة الصحة بالتقصير في تعاملها مع حادث «عبدالله المبارك» قال: نحن جميعا نسعى إلى الحقيقة، وما حصل لا يخفى على الجميع ولقد شكلت لجنة تحقيق محايدة لتقصي الحقائق فورا وسيشمل التحقيق الاجراءات العلاجية والوقائية، وسنكشف عن اي تفاصيل تردنا.

وفي الإطار ذاته طالب مجلس الوزراء وزير البلدية والاشغال العامة موسى الصراف، بتنفيذ حملة امنية وفنية تتبناها البلدية بالتعاون مع الجهات المعنية مثل الصحة والتجارة والداخلية، للكشف على سلامة سراديب السكن الخاص في جميع المناطق للتأكد من سلامتها وخلوها من المحظورات التي توجد في السكن الخاص، او التي يستغلها المؤجرون واصاحب الاملاك في خدمات وانشطة قد تضر بالسكان.

جاء خلال استياء مجلس الوزراء من حادثة عبدالله المبارك التي راح ضحيتها اربعة اشخاص، حيث شدد مجلس الوزراء على ضرورة ان تضع البلدية حدا لممارسة ملاك المنازل او المؤجرين انشطة مشبوهة وغير قانونية، بهدف التكسب المادي من دون النظر الى ابعاد ذلك النشاط.

وأوضحت المصادر ان الحكومة تهدف من ذلك الاجراء الى ضبط الانشطة التي يقوم بها المؤجرون والحد من استخدام سراديب المنازل كمخازن غير قانونية، اذ ان استخدامها اي انشطة تجارية يعتبر مخالفة قانونية، وهذا ما حدث فعلا في قضية عبدالله المبارك.

ولفتت المصادر الى ان بلدية الكويت ستنفذ الضبطية القضائية في حال ايجاد انشطة تجارية في السراديب الخاصة، أو استخدامها كمخازن او شركات او مؤسسات.

على صعيد متصل بحادث «عبدالله المبارك» دعت وزارة الداخلية المواطنين والمقيمين الى التزام الحيطة والحذر بعدم تخزين أي مواد في منازلهم أو مخازنهم قد تلحق الضرر بهم أو بالبيئة. وأهاب الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العقيد محمد الصبر في تصريح صحافي أمس بالمواطنين والمقيمين الالتزام بقواعد الامن والسلامة، التي حددتها الجهات المعنية مثل وزارات الداخلية والصحة والتجارة والصناعة والبلدية، اضافة الى الادارة العامة للاطفاء، وناشدهم عدم اللجوء الى تأجير المساكن او المخازن او السراديب بالباطن حتى يكون مالك العقار او المؤجر له مسؤولا مباشرا عن طبيعة استخدام العقار، بشكل يضمن سلامة السكان والجوار والبيئة وعدم التسبب في الحوادث والحرائق. وشدد العقيد الصبر على اهمية عدم استخدام المساكن لتخزين مواد قابلة للاشتعال أو اسطوانات غاز أو عبوات غاز (الايروسول) أو مبيدات حشرية أو المواد الهلامية التي يمكن ان تتفاعل وتسبب أضرارا. وأوضح ان تخزين مثل هذه المواد يجب ألا يكون بأي حال من الاحوال في المناطق السكنية، مشيرا إلى انه في حال استخدامها لاغراض تجارية فإنه يجب ان يتم تخزينها وفق الشروط التي تضعها الجهات المعنية، معربا عن اسف الوزارة للحادث الاليم الذي وقع قبل يومين في ضاحية عبدالله المبارك وراح ضحيته أربعة اشخاص، مقدما أحر التعازي إلى اسر الضحايا، وداعيا العلي القدير ألا تتكرر مثل الحوادث المؤلمة، وان يحفظ الكويت واهلها من كل مكروه.

من جانب آخر، قال الاستشاري في طب الاطفال د. زياد قطامش لـ(كونا) ان استنشاق المبيدات الحشرية الخطرة يؤدي الى مضاعفات عدة على صحة الانسان، منها القيء الشديد والاسهال وانخفاض ضغط الدم وعدم انتظام التنفس. وذكر قطامش ان الاطفال اكثر عرضة من الكبار في مضاعفات استنشاق الغازات السامة، وذلك بسبب صغر حجم الاجهزة في اجسامهم مثل الكبد التي تعتبر من اهم وظائفها التخلص من هذه الغازات. يذكر ان الكويت شهدت حادثا أليما امس الاول راح ضحيته اربعة اشخاص إثر استنشاقهم أبخرة غازات، نتجت عن تفاعل مبيدات حشرية، كما حصلت حالة مشابهة في السعودية في الصيف الماضي إذ توفيت طفلتان اثر استنشاقهما غازات ناتجة عن مبيدات حشرية استخدمتها اسرتهما للقضاء على الحشرات في المنزل من دون ادراك لخطورة المبيدات على الصحة.

(كونا)

المبيد القاتل

كانت المبيدات الحشرية التي تسببت في وفاة الحالات المذكورة تحتوي على مادة فسفيد الألمنيوم وهو مبيد زراعي يُباع على شكل حبيبات أو أقراص، ويستعمل في رش المنتجات الزراعية، وعند تعرض هذه المادة للرطوبة تتفاعل مع الماء وينتج عن تفاعلها غاز الفوسفاين السام، الذي يؤدي الى مضاعفات خطرة وقد تؤدي الى الوفاة. واستخدم الانسان منذ القدم أنواعا عدة من المبيدات الحشرية لزيادة الإنتاج الزراعي فكان الصينيون مثلا يستخدمون المبيدات قبل عام 1200 ق.م، وكانت تتألف من الكلس والرماد وخلاصات نباتية. ويطلق تعبير المبيدات على المادة الكيميائية التي تقتل أو تمنع أو تحد من تكاثر وانتشار الكائنات الحية التي تنافس الإنسان في غذائه وممتلكاته وصحته.

back to top