تقرير: الثعلب مات... والكويت باقية

نشر في 14-02-2008 | 00:00
آخر تحديث 14-02-2008 | 00:00
No Image Caption
 عبدالله العتيبي عام 1988 انتهك «حزب الله» السيادة الكويتية ومرغَها في الدم، عندما خطف طائرة الخطوط الجوية الكويتية (الجابرية) القادمة من بانكوك، وتوجه بها الى مطار مشهد الإيراني، بقيادة «المناضل» عماد مغنية، والذي يعتبر بمنزلة رئيس الأركان في جيش «حزب الله»- فرع لبنان.

طلب «حزب الله» من الحكومة الكويتية حينذاك إطلاق 17 سجينا ينفذون أحكاما مختلفة بعد قيامهم عام 1983 بواسطة منظمة تابعة للحزب تدعى «الجهاد الإسلامي» بتفجيرات استهدفت، في يوم واحد، محطة الكهرباء الرئيسية، مطار الكويت الدولي، السفارتين الأميركية والفرنسية، مجمعا صناعيا نفطيا، مجمعا سكنيا، وبلغ عدد القتلى 7 أشخاص و62 جريحا جميعهم من المدنيين والفنيين العاملين في المواقع النفطية والسكنية.

1 مايو 1985 يقود سائق انتحاري سيارة محملة بالمتفجرات مستهدفا أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، الذي نجا من محاولة الاغتيال وأصيب اصابات طفيفة، وأسفرت المحاولة عن مقتل 12 شخصا من حرس موكب الأمير وبعض المدنيين، واتصل شخص ادعى مسؤولية «منظمة الجهاد الإسلامي».

25 مايو 1985 متفجرات عالية التركيز انفجرت في مقهيين شعبيين في مدينة الكويت، مخلفة 11 قتيلا و89 جريحا، معظمهم من الأطفال والنساء والمسنين الذين أنشئت المقاهي الشعبية لأجلهم.

29 ابريل 1986 أعلنت قوات الأمن الكويتية أنها أحبطت محاولة مجموعة مكونة من 12 شخصا لخطف طائرة 747 تابعة للخطوط الجوية الكويتية الى جهة غير معلومة في شرق آسيا.

الخامس من ابريل 1988 نجح مسلحون في خطف الطائرة الكويتية (الجابرية)، وتحويلها الى مطار مشهد الإيراني، ثم الى مطار لارنكا في قبرص، وقتل الكويتيين عبدالله الخالدي وخالد أيوب بإطلاق الرصاص على رأسيهما ثم رميهما من الطائرة، وأخيرا توجهت الطائرة الى الجزائر، حيث أطلق سراح الخاطفين (القراصنة)... نعم أطلق الخاطفون قبل المخطوفين، الذين خرجوا من المطار ليلا بعد إطفاء الأضواء بسيارة نقلتهم الى جهة غير معلومة...! وقالت مصادر بريطانية ان عماد مغنية أحد القياديين في «حزب الله» موجود منذ فترة في ايران، وقد يكون على علاقة بالخاطفين الذين سيطروا على الطائرة الكويتية.

سألت صحيفة الوطن الكويتية (6 ابريل 1988) الراكب سعدي يوسف قطينة (فلسطيني)، الذي أفرج عنه الخاطفون، بين مجموعة من 75 راكبا من جنسيات عربية وأجنبية، بعد أسبوع من خطف الطائرة، وأبقوا على الكويتيين فقط، وهذه بعض اجابات قطينة عن أسئلة الصحافي:

• كيف كانت طبيعة الأكل في مطار مشهد؟

- الأكل كان متنوعا ولكنني لم آكل منه أي شيء، وأذكر أن أحد الخاطفين نهرني وقال لي بلهجة لبنانية «تذوق قطعة الجاتو هيدي»، فقلت له وأنا مرعوب... نعم سوف آكلها، وفعلا تذوقتها وأكلت نصفها.

• هل لاحظت تغييرا في الأسلحة؟

- نعم لاحظت، كانت الأسلحة عبارة عن مسدسات صغيرة بيضاء اللون في مطار مشهد، وقد تغيرت في لارنكا وأصبحت رشاشات وقنابل يدوية لونها بني، والرشاش صغير به يد حديدية تنثني، ولاحظت أن الخاطف مرة يخرجها وأخرى يدخلها في الرشاش، ثم أخفوها وظهرت مسدسات أكبر من الأول.

وفي مقابلة مع صحيفة الوطن (16 ابريل 1988) بعد لقاء لا تختلف تفاصيله عند جميع ركاب الطائرة، والتي دلت على أن الخاطفين زاد عددهم في مطار مشهد، وحصلوا على أسلحة جديدة، سئل الكويتي محمد أشكناني:

هل من كلمة أخيرة؟

- أقول ان الإفراج عنا نحن الأربعة (من المذهب الشيعي) كانوا يريدون به خلق فتنة وبلبلة في الكويت، لكننا نؤكد أن أهل الكويت لن تنطلي عليهم هذه الأعمال، ورغم فرحتنا فإننا حزينون لإخوتنا الذين ما زالوا محتجزين على متن الطائرة، كما أؤكد أنهم سيفشلون في محاولة تفرقة الشعب الكويتي، ونقول لهم ان أهل الكويت سيبقون جسدا واحدا حول قيادتهم، بوقفتها الشجاعة والمشرفة برفض مطالب الخاطفين.

خطف «حزب الله» للطائرة الكويتية، اعتبره الكويتيون بمنزلة «خطف للكويت»، ولا يمكن للشعب الكويتي نسيان تلك الأيام السود في شهر رمضان عام 1988، خصوصا منظر إلقاء جثتي الشابين الكويتيين من الطائرة، بعد قتلهما في مطار لارنكا، بيد أحد كوادر «حزب الله»، «المناضل» الإرهابي عماد مغنية.

وهذا الإرهابي مغنية أو «الثعلب»، كما يسميه الإيرانيون، لديه جواز سفر دبلوماسي ايراني يساعده في التنقل، وهو المسؤول عن خطف عدد من الطائرات، وتفجير مقر السفارة الأميركية في بيروت عام 1983، وخطف عدد من الرهائن الأجانب في منتصف الثمانينيات، وتؤكد معلومات أنه غير ملامحه بعمليتين جراحيتين لأنه مطلوب في 42 دولة، ولذلك يوصف بأنه «بلا وجه» بفضل قدرته على التخفي، وأخيرا كان مسؤولا عن تنظيم سفر «جيش المهدي» الى ايران للمشاركة في دورات تدريبية، ويعتبر من القادة الأمنيين الأبرز، وبمنزلة رئيس الأركان في جيش «حزب الله» - فرع لبنان.

حافظ الكويتيون على وحدتهم وتماسكهم في تلك المحنة، ولا ننسى الموقف المميز للشيخة ابتسام الصباح، التي رفضت النزول ما لم يفرج عن كل الكويتيين، وشجاعة الطيار العراقي صبحي نعيم، وتصدي الكويتيين، سنة وشيعة، لمحاولات «زعزعة الأمن، وتفكيك الشارع الكويتي، وشطر الوحدة الوطنية»، كما كتب الدكتور أحمد الربعي آنذاك.

يمهل... ولا يهمل

back to top