نادر العوضي لـ الجريدة: خطتنا الاستراتيجية تركز على الطاقات البديلة والتكنولوجيا المتناهية الصغر أبحاث الطاقة المتجددة شديدة الأهمية... ولها انعكاسات مهمة على المستوى المحلي
يسعى معهد الكويت للأبحاث العلمية إلى توسيع أطر التعاون مع عدد من مراكز الأبحاث في عدد من البلدان المختلفة، للاستفادة من تجارب تلك الدول في مجالات الطاقة المتجددة، ويسعى أيضا إلى الدخول إلى عالم النانو تكنولوجي.
أكد مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية بالوكالة د.نادر العوضي أن المعهد يركز في جهوده البحثية الحالية والمستقبلية على برنامج الطاقة المتجددة والمبتكرة، كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وخلايا الوقود، بالإضافة إلى التكنولوجيا المتناهية الصغر «النانو تكنولوجي». وأوضح أن الخطة الاستراتيجية الحالية للمعهد (2006-2010) تهدف إلى تقييم وسائل تكنولوجية مختارة للطاقة المتجددة وخلايا الوقود والعمل على تطويرها بشكل يضمن المصالح العليا للدولة، وأشار إلى أن المعهد يسعى إلى توسعة أطر التعاون مع مراكز الأبحاث في عدد من البلدان المختلفة للاستفادة من تجارب تلك الدول في مجالات الطاقة المتجددة.انعكاسات مهمةوقال العوضي في حديث خاص لـ«الجريدة» إن أبحاث الطاقة المتجددة شديدة الأهمية، حيث سيكون لها انعكاسات مهمة على المستوى المحلي، وخصوصا أن الدولة تعتمد على النفط موردا رئيسيا للدخل، كما أن استهلاك الكويت للطاقة الكهربائية في تزايد مطرد.وأوضح أن معهد الكويت للأبحاث العلمية كان سباقا في مجال الطاقة المتجددة، منذ سبعينيات القرن الماضي، من خلال برنامج الطاقة الشمسية، ولمواكبة المستجدات المشار إليها، باشر المعهد خلال خطته الخمسية السابقة (2000-2005) إعداد الكوادر الوطنية، واستهدفت خطته الاستراتيجية الحالية (2005-2010) البدء في نشاطات بحثية تتعلق باستغلال مصادر الطاقة المتجددة المتوافرة في الدولة، والمساهمة في تطوير تطبيقات هذا النوع من التكنولوجيا، وبدأ المعهد أيضا في تطوير أطر للتعاون في هذه المجالات مع عدد من المؤسسات البحثية في الدول الصناعية. تكنولوجيا مرتفعة الكفاءةوأشار مدير عام المعهد بالوكالة إلى أن العالم شهد تطوراتمهمة، خلال العقد الماضي، في مجالات الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الكتلة الحيوية، وتم تطوير عدد من وسائل التكنولوجيا التي بدأت تسهم في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة. كما أحرز تقدما في تطوير تقنيات طاقة الرياح وطاقة الخلايا الشمسية الكهروضوئية وخلايا الوقود، مشيرا إلى أن هذه التكنولوجيا تتميز بكفاءتها المرتفعة، والتي تصل إلى نحو 70 في المئة، مقارنة مع الطرق التقليدية المعتمدة على حرق الوقود الأحفوري، والتي تقدر كفاءتها بنحو 35-40 في المئة.المعهد مهتم بتقنية النانووأوضح د.نادر العوضي أن المعهد أبدى استعداده للدخول إلى عصر تقنية النانوتكنولوجي، قائلا إن إيجاد شراكة حقيقية بين كل من المعاهد البحثية والقطاع الخاص سوف يشكل حجر الزاوية في أي مبادرة وطنية لتقنية النانو في منطقتنا العربية، مشيرا إلى أن دولة الكويت ظلت من الدول المتقدمة دوما بينما يتعلق بالبحث العلمي والتطوير التكنولوجي في العالم العربي. وأوضح أن معهد الكويت للأبحاث العلمية عقد ندوة دولية في الخامس من نوفمبر في عام 2006 لتقنية النانو، والتي يمكن القول إنها أهم ثورة علمية وتقنية منذ فجر العصر الصناعي الحديث.وقال إن معظم خبراء الاتجاهات المستقبلية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية العالمية يعتقدون أن المبتكرات التقنية التي تعتمدها تقنية النانو ستؤثر على جميع جوانب حياتنا، خلال السنوات الخمسين القادمة، بطريقة تفوق كثيرا أهمية جميع التغيرات التي حدثت خلال القرون الخمسة الماضية مجتمعة؛ بداية من الملابس الذكية و«النانوية» المتوافرة تجاريا، إلى بعض التطبيقات المذهلة للمواد المغطاة بمنتجات تقنية النانو، وما يطلق عليه اسم الأنابيب «النانوية»، ناهيك عن التقدم المذهل في تصنيع الأدوية.وأشار إلى أن أكثر ما يميز العمل في مجالات تقنية النانو، هو الدور الذي تلعبه الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، مضيفا أنه في الولايات المتحدة والصين، وحتى في دولة صغيرة مثل بلجيكا، فإن حصة القطاع الخاص في مجال تقنية النانو تبلغ نحو 50 في المئة.