جابر المبارك... ونواب شنط المعاملات

نشر في 30-06-2007
آخر تحديث 30-06-2007 | 00:00
 سعد العجمي  

 

الشيخ جابر يحمل نفساً إصلاحياً... فاستهدفوه، وأغلق الباب أمام نواب «شنط المعاملات»... فترصدوا له، وبات ينزل كل نائب المنزلة التي يستحقها... فلم يعجبهم ذلك، أدركوا أنه أصبح بنهجه الذي يسير عليه رقماً صعباً في المعادلة السياسية... فقرروا استجوابه.

في موروثنا الشعبي جرت العادة أن يخوض الفرسان غمار المعارك، ونادراً ما يتحدثون عن بطولاتهم التي يسطرونها، بل يتركون غيرهم يتحدثون عنها، وهذا ما فعله فرسان معركة استجواب الجراح السياسية... معارك الميدان في السابق وما تخلفه من قتلى تشكل نهاية مثالية لبعض الكواسر والطيور والطفيليات في إطار توازن الطبيعة، ويبدو أن الحياة السياسية لدينا تتطلب هذا النوع من التوازنات، فمعاركهم تحسم بعدد الجثث، ومعاركنا بمواقف الكتل والنواب... وعليه، فبعدما رفع المستجوبون (العقل) والهامات في قاعة عبدالله السالم إثر نهاية الاستجواب، وما تبعه من هزات ارتدادية طالت الجسد الحكومي على صعيد أكثر من وزير، خرج بعضهم من صدمة لم يستوعبوها حتى هذه اللحظة بإعلان استجواب جديد بالوكالة سيوجه إلى وزير الداخلية والدفاع الشيخ جابر المبارك!!

قبل شهر يتحدثون عن ضرورة التهدئة استجابة لتوجيهات سمو الأمير، واليوم يلوحون باستجواب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، يوم الاستجواب قالوا إنه مسرحية هزلية، الهدف منها تأزيم العلاقه بين السلطتين لحل المجلس، والآن يجرون اتصالاتهم للالتفاف على مواد الدستور عبر حشد الدعم، والترويج لتدوير الجراح وعدم قبول استقالته لضرب الحكومة بقوى الإصلاح في المجلس... إذاً من الذي يبحث عن التأزيم يا ترى؟

عموماً لا أعرف الشيخ جابر المبارك عن قرب ولا هو كذلك، ولست بماسح جوخ لأحد أياً كان، لكن مواقف أبو صباح من أزمة تعديل الدوائر ودعمه لخيار الخمس كخطوة إصلاحية، تحتم علينا كشف بعض الحقائق، تقديراً لكل إصلاحي أينما كان اسمه أو موقعه.

الشيخ جابر يحمل نفساً إصلاحياً... فاستهدفوه، وأغلق الباب أمام نواب «شنط المعاملات»... فترصدوا له، وبات ينزل كل نائب المنزلة التي يستحقها... فلم يعجبهم ذلك، أدركوا أنه أصبح بنهجه الذي يسير عليه رقماً صعباً في المعادلة السياسية... فقرروا استجوابه.

اطمئن يابو صباح، لا من هددوا باستجوابك يستطيعون أن يفعلوها، ولا أنت مَن يخشاهم، ولن نتكلم هنا دفاعا عنك، فلست بحاجة إلينا في هذا الأمر، لكنني سأتحدث عنهم. لقد استمعت إليهم، إنهم ملقنون، ما ينطقونه بشفاههم شيء ونظراتهم تقول شيئا آخر، يعتقدون أنهم يستطيعون أن يفعلوا ما يفعله ما فعله النواب المخلصون، لكن القلوب ليست هي القلوب ولا الحناجر هي الحناجر، فمنصات الاستجواب تحتاج إلى نواب لم تقوِس ظهورهم كثرة الانحناءات...

* * *

مرة تلو أخرى، يثبت النائبان فيصل المسلم وعادل الصرعاوي أنهما أهم مكاسب العمل السياسي في الكويت، بل هما من أفضل النواب الذين كسبتهم الديموقراطية الكويتية منذ فترة طويلة، فالنائبان لديهما قدرة عجيبة على مد قنوات الاتصال مع التيارات كافة، والوقوف على مسافة واحدة منها، ودعمهما لقضايا التكتل الشعبي والعمل الوطني لم يثنهما عن الدفاع عن قضايا وأولويات كتلتهما الإسلامية... إنهما باختصار (جوكران) في المجلس.

back to top