ساركوزي يتدخل لوقف الصراع بشأن مصارعة الثيران!

نشر في 21-08-2007 | 00:03
آخر تحديث 21-08-2007 | 00:03
ما تفرقه السياسة في فرنسا توحده مصارعة الثيران، هذا ما بدا حتى الآن من السجال الذي احتدم قبل أيام وأدى إلى تدخل الرئيس نيكولا ساركوزي من نيوهاميشير حيث كان يقضي إجازته السنوية مع أفراد عائلته وبعض أصدقائه في الولايات المتحدة.

وأثيرت القضية حين رفضت «مؤسسة التحقق من الدعاية» بث «سبوت» للمغني المعروف رونو يشير فيه إلى مساوئ مصارعة الثيران وانعكاساتها على الأطفال، فاحتج بقوة ضد «هذا الإجراء الرقابي غير المبرر» مع العلم أنه عدّل ثلاث مرات في مضمون «السبوت» لكي يتوافق مع شروط لجنة الرقابة.

وبرّر حملته ضد هذه اللجنة بقوله «إنها تنظر إلينا وكأننا أناس أغبياء لا يفقهون، بينما نرى على شاشات التلفزة مشاهد لمن هب ودب تثير المشاعر والأحاسيس. ولحماية المراهقين لابد من تحريم الدخول إلى حلبة مصارعة الثيران على مَن هم دون الـ 15عاما بسبب مشاهد التعذيب والسادية».

وتساءل: هل لجنة الرقابة مستقلة فعلا أم انها تخضع لنفوذ معين؟

وشدد رونو على أن «السبوت» يهدف إلى «التنديد بعملية التعذيب التي تمارس ضد الحيوان، وباستمرار هذا التقليد غير المقبول في بلد عصري؛ حيث لابد من أخذ مصلحة الحيوان العليا في الاعتبار».

أما مدير عام مؤسسة التحقق من الدعاية جوزيف بينينو فرد بقوله «لا نزال نعترض على بعض الفقرات الموجودة في الشريط الدعائي، التي من شأنها إثارة صدمة لدى الناس والمشاهدين، وتشوه سمعة قطاع مصارعة الثيران لاسيما أن رونو يصفه بالبربري».

لكن أنصار الرفق بالحيوان وعددا من الناشطين في هذا الميدان وفي مقدمهم بطلة العالم للرقص على الجليد ثريا بونالي والممثل جان كلود فاندام وعارضة الأزياء البريطانية المعروفة توفي لاورسن والممثلة الأميركية ألكسندرا بول بعثو برسالة مفتوحة الى الرئيس ساركوزي يطالبونه برفع الضيم، واحترام حرية التعبير والسماح ببث الشريط الدعائي على شاشات التلفزة الفرنسية.

ولهذا اضطر الرئيس الفرنسي الى الرد على هذه العريضة مشيرا الى ان «مسألة العلاقة بين الدعاية والبيئة ستدرس في إطار الورشة في الخريف لبحث كل جوانب البيئة والحفاظ عليها»، مضيفا ان الحكومة الفرنسية ستبحث فكرة منع الأطفال والاولاد دون الـ 15 بتمعن قريباً».

من جهتها دعت جمعيات الرفق بالحيوان الأحزاب الى اتخاذ موقف من القضية، ومن مستقبل مصارعة الثيران لكنها تحفظت على اتخاذ موقف صريح باستثناء «حزب الخضر». فالحزب الحاكم (اي حزب الرئيس ساركوزي) حض جميع الاطراف على «التروي والحوار باعتبار ان وراء مصارعة الثيران قطاعا اقتصاديا كبيرا يوظف مئات الناس، ولا يجوز ان يفرض الرأي بقوة سواء من أنصار الرفق بالحيوان او محبذي مصارعة الثيران؛ إذ لا بد من الحفاظ على التقاليد من جهة ومراعاة مشاعر القلق لمعارضي مصارعة الثيران من جهة اخرى، لكن منع هذه التقليد سيقضي على فصيلة من الثيران وهذا أمر يتناقض مع الحفاظ على البيئة من وجهة نظر عامة».

أما نائبته رئيسة الجبهة الوطنية المتطرفة مارين لوين فاعتبرت «أن مشهد مصارعة الثيران مرعب ومقزز للمشاعر، لكنه يشبه الصيد، وكلها تقاليد يجب الحفاظ عليها»، بيد أنها في المقابل تؤيد بث الشريط الدعائي الذي سجله المغني رونو وذلك لاحترام حرية التعبير والرأي الآخر.

أما الحزبان الاشتراكي والشيوعي فلا يرغبان في حسم موقفيهما لأنه «ملف ينقسم الفرنسيون بشأنه» فيما رحب أحد النواب الاشتراكيين ببث «السبوت» الدعائي، أما رئيس حزب الوسط فرنسوا بايرو ففضل عدم التعليق.

وعليه فإن الاحزاب السياسية التي تمهد إلى جولات في الصراع بشأن العديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية في الأيام القليلة المقبلة فضلت استمرار الهدنة بشأن مصارعة الثيران على الرغم من حملة الضغط القوية التي يمارسها أنصار الرفق بالحيوان.

back to top