الكويتية... مبروك... ولكن..!!

نشر في 30-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 30-09-2007 | 00:00
 عبدالكريم السيد عبداللطيف الغربللي

عندما تحدث مخالفة -ولا أقول حادثاً لا سمح الله- تكون فيها الخطوط الجوية الكويتية طرفاً كيف يمكن للإدارة العامة للطيران المدني الجهة المختصة التحقيق والمتابعة والقيام بواجبها، ورئيسها عضو في مجلس إدارة الكويتية؟!

بداية نهنئ أعضاء مجلس الإدارة الجديد للخطوط الجوية الكويتية، بمناسبة تعيينهم، ونود أن نسجل ملاحظة عما إذا كان من الجائز أن يكون رئيس الإدارة العامة للطيران المدني عضواً في مجلس إدارة الخطوط الجوية الكويتية ونشاطها ينطوي تحت إشراف ومراقبة بل محاسبة الإدارة المستقلة التي يرأسها، وهي الإدارة العامة للطيران المدني؟!!

أما يمثل ذلك تعارضاً في الاختصاص يهدد الحيادية الواجب توافرها للإدارة العامة للطيران المدني، وهي الجهة المسؤولة عن أنظمة الطيران وأمنه وسلامته في الدولة؟!! بمعنى عندما تحدث مخالفة -ولا أقول حادثاً لا سمح الله- تكون فيها الخطوط الجوية الكويتية طرفاً، كيف يمكن للإدارة العامة للطيران المدني الجهة المختصة التحقيق والمتابعة والقيام بواجبها، ورئيسها عضو في مجلس إدارة الكويتية؟!! وإذا كان الحادث مرتبطاً بطائرة تتبع شركة طيران أخرى والكويتية، فالأمر سوف يكون أكثر صعوبة وتعقيداً، وهذا يتعارض مع سلامة الطيران وحيادية الرقابة الواجب توافرها للإدارة العامة للطيران المدني وحزمها، مع الاحترام الواجب لشخص رئيس الطيران المدني، الذي ما كان من المهنية أن يقبل بذلك.

أما في ما يتعلق بمجلس إدارة الكويتية السابق، فإنه من الواجب نشر ومعرفة سبب إقالته، والتصريحات التي صدرت عن جهات عليا بإحالتهم إلى النيابة العامة، ثم اختفاء أثر هذه التصريحات بعد الإقالة!! المعروف أن مجلس الإدارة السابق يضم شخصيات مشهوداً لها بالعفة ونظافة اليد والعمل المخلص، ومن الواجب ألا يتم تلطيخ سمعتهم بهذه الصورة، لذلك من الواجب وبكل شفافية إعلان سبب الإقالة أو إحالتهم إلى القضاء لإدانة المدان منهم وتبرئة ساحة البريء، وذلك يتوافق مع المنطق من ناحية ومع رغبة مجلس الإدارة السابق -المنشورة بالصحف- من ناحية أخرى.

فسمعة الكفاءات الوطنية يجب أن تصان من التعسف باستخدام السلطات، والشفافية مطلوبة لسد باب الأقاويل والإشاعات عندما يكون الغموض سيد الموقف، بسبب تبني هذه الإجراءات الدراماتيكية في ظل وزير بالوكالة!! ولماذا لم يتم الانتظار لإعطاء الفرصة للوزير الجديد حتى يتحمل مسؤولية قراراته؟!! ولماذا هذا الاستعجال؟!!

شركة الخطوط الجوية الكويتية مقبلة على تحديات كثيرة وكبيرة في مقدمها؛ التعامل مع الطريقة المثلى والنزيهة لتحديث أسطول الكويتية وسط اختلاف التصورات بين الحكومة والكويتية بالسابق، ومشروع تهيئة الكويتية للتخصيص، وتجاوز الصعوبات الإدارية والمالية المتراكمة للوصول إلى صيغة تضمن حقوق العاملين فيها ولا تبخس حق الدولة بالحصول على قيمة مناسبة وعادلة، لذلك أتوقع أن تبقى الكويتية تحت المجهر من قبل الجهات الرقابية بالدولة، وأخص بالذكر مجلس الأمة وديوان المحاسبة إضافة إلى المختصين والمتابعين، لذلك لا نملك إلا أن ندعو للمجلس الجديد بالتوفيق والنجاح في اجتياز هذه التحديات وخدمة وطنهم بكل تفان وشرف وعفة... والله ولي التوفيق.

back to top