مجموعة جديدة للشاعر شاكر لعيبي
صدرت المجموعة الشعرية العاشرة للشاعر العراقي شاكر لعيبي تحت عنوان «جذور وأجنحة- قصائد فوتوغرافية» لدى «دار محمد علي» في صفاقس التونسية. عنوان المجموعة على ما يشير الشاعر في نهاية الكتاب، مستعار من برنامج إذاعي فرنسي وَجَدَ الشاعر ضرورة لاستخدامه بسبب تعبيره عن الهواجس الأساسية التي تحكم المجموعة. والصور ليست بعدسة الشاعر بل لبعض المصوّرين العالميين.يسعي الشاعر العراقي إلى إدماج الصورة الفوتوغرافية في النص الشعري على نحو يستجيب لهواجس القصائد من ناحية ومن أجل فتح النص الشعري على مؤثرات بصرية، من ناحية ثانية. ينبغي التعامل مع كلمة أدب هنا في معناها العميق لأن المجموعة وهي تتعامل مع الفوتوغرافيا تتنبه إلى فعل الكلام وبنية النصّ التي تنفتح على أشكال أدبية عديدة من قصيدة النثر (المقفاة قليلاً أحياناً) إلى النص المفتوح الذي يتضمن في آن، الشعرَ والنثرَ والمعلومة الجغرافية والتاريخية وسواها.
هذا الاستخدام للصورة ليس جديداً في قصيدة شاكر لعيبي كما يحسب بعض الشعراء الجدد، إنما يُؤرخ له منذ عام 1991 فقصيدة «العمى ما الذي أبقيت للباصرة» محاولة لتعمير ذاكرة بصرية وقصيدة «الذاكرة… ملحاحة هي الذاكرة» نشرت في مجلة «الثقافة الجديدة». من قصيدة «هفوات الخطوة الأولى»:خسرتُ حصاني في سِبَاق الموتىالصاعقةُ ضربتِ الماعونَ الذي يأكلُ الأيتامُ فيهالبرقُ أضاءَ قبل ذلك عَوْراتِ الهاربينأضاءَ شبابيكَ الورّاقين المقوَّسَة على قلبيأضاءَ أزقةَ المغنّين الأَرِقِيْن في ليلٍ بهيمْالشعراء كانوا يطاردون الفراشات الخرساء من هواءٍ لهواءالصيارفة مازالوا يُقَلَّبونَ فوق جمجمتي تِبْرَ الزمانْ وكان الساسةُ يقودون ثورَ القريةِ من قرنيه في حقول الرز خسرتُ الأوزانَ من أجل مَشْية الحَجَلْخسرتُ اللذّةَ الصغيرةَ من أجل رَنّة الخلخال الكبيرةِ على العُرْقوْبِ الممتلئكنتُ بصيرةً تتكئ على عصا الراعي لكي لا تصلْارتعدتْ فرائصي مع ريحِ الشمال التي تخترقها النحلةُ الجسورةيا إلهي ها هي ذي الروائحُ تتبعثرُ من أجسادِ الصبيّاتبعد خروجهنَّ من الحُمْرة الأولىها هو ذا البرتقال ناعسٌ يتدلّى في هواء البستانها هم النُحاةُ يغمسون أصابعَهَمْ في سُكُونِ لغتيها هو الليمونُ يبكي أحمقَ في حرارة تموزحذائي الأبيض سعيدٌ وهو يجتاز الورقَ الساقطَ سهواً في الممْشىالكائناتُ ظلالٌ سعيدةٌ كذلك وهي تجيء وتمضي على الحائطلكي لا يشعرَ أحدٌ بـخواء هذا المكانِ.