مجموعة جديدة للشاعر شاكر لعيبي

نشر في 25-08-2007 | 00:00
آخر تحديث 25-08-2007 | 00:00
No Image Caption
صدرت المجموعة الشعرية العاشرة للشاعر العراقي شاكر لعيبي تحت عنوان «جذور وأجنحة- قصائد فوتوغرافية» لدى «دار محمد علي» في صفاقس التونسية. عنوان المجموعة على ما يشير الشاعر في نهاية الكتاب، مستعار من برنامج إذاعي فرنسي وَجَدَ الشاعر ضرورة لاستخدامه بسبب تعبيره عن الهواجس الأساسية التي تحكم المجموعة. والصور ليست بعدسة الشاعر بل لبعض المصوّرين العالميين.

يسعي الشاعر العراقي إلى إدماج الصورة الفوتوغرافية في النص الشعري على نحو يستجيب لهواجس القصائد من ناحية ومن أجل فتح النص الشعري على مؤثرات بصرية، من ناحية ثانية. ينبغي التعامل مع كلمة أدب هنا في معناها العميق لأن المجموعة وهي تتعامل مع الفوتوغرافيا تتنبه إلى فعل الكلام وبنية النصّ التي تنفتح على أشكال أدبية عديدة من قصيدة النثر (المقفاة قليلاً أحياناً) إلى النص المفتوح الذي يتضمن في آن، الشعرَ والنثرَ والمعلومة الجغرافية والتاريخية وسواها.

هذا الاستخدام للصورة ليس جديداً في قصيدة شاكر لعيبي كما يحسب بعض الشعراء الجدد، إنما يُؤرخ له منذ عام 1991 فقصيدة «العمى ما الذي أبقيت للباصرة» محاولة لتعمير ذاكرة بصرية وقصيدة «الذاكرة… ملحاحة هي الذاكرة» نشرت في مجلة «الثقافة الجديدة».

من قصيدة «هفوات الخطوة الأولى»:

خسرتُ حصاني في سِبَاق الموتى

الصاعقةُ ضربتِ الماعونَ الذي يأكلُ الأيتامُ فيه

البرقُ أضاءَ قبل ذلك عَوْراتِ الهاربين

أضاءَ شبابيكَ الورّاقين المقوَّسَة على قلبي

أضاءَ أزقةَ المغنّين الأَرِقِيْن في ليلٍ بهيمْ

الشعراء كانوا يطاردون الفراشات الخرساء من هواءٍ لهواء

الصيارفة مازالوا يُقَلَّبونَ فوق جمجمتي تِبْرَ الزمانْ

وكان الساسةُ يقودون ثورَ القريةِ من قرنيه في حقول الرز

خسرتُ الأوزانَ من أجل مَشْية الحَجَلْ

خسرتُ اللذّةَ الصغيرةَ من أجل رَنّة الخلخال الكبيرةِ على العُرْقوْبِ الممتلئ

كنتُ بصيرةً تتكئ على عصا الراعي لكي لا تصلْ

ارتعدتْ فرائصي مع ريحِ الشمال التي تخترقها النحلةُ الجسورة

يا إلهي ها هي ذي الروائحُ تتبعثرُ من أجسادِ الصبيّات

بعد خروجهنَّ من الحُمْرة الأولى

ها هو ذا البرتقال ناعسٌ يتدلّى في هواء البستان

ها هم النُحاةُ يغمسون أصابعَهَمْ في سُكُونِ لغتي

ها هو الليمونُ يبكي أحمقَ في حرارة تموز

حذائي الأبيض سعيدٌ وهو يجتاز الورقَ الساقطَ سهواً في الممْشى

الكائناتُ ظلالٌ سعيدةٌ كذلك وهي تجيء وتمضي على الحائط

لكي لا يشعرَ أحدٌ بـخواء هذا المكانِ.

back to top