الشيخ سيد حمدي لـ الجريدة: تفسير الأحلام معلوم من الدين بالضرورة

نشر في 26-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 26-09-2007 | 00:00
No Image Caption

يقول أشهر مفسر للأحلام في مصر الشيخ سيد حمدي إن تفسير الرؤى من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، لذا هي أمانة يجب أن تصل لصاحبها كما هي.

ويعتقد أن ما يفعله مكرمة من عند الله وليست طريقاً للدجل أو الشعوذة، لذا يرفض أمثال الألوسي وغيره ممن يصفهم بالدخلاء.

في مشواره أحداث يحكي عنها بصراحة ولم يحدث أن كذَّبه أحد ويقول: إن ملوكاً ورؤساء سألوه وسمعوا منه تفسيرات لرؤاهم، لم يحدد أحداً بعينه، لكنه تحدَّث عن نبوءته لرئيس مجلس الوزراء المصري د. عاطف عبيد بالخروج من الوزارة، كما فسر رؤيا لوزير الداخلية الأسبق زكي بدر بالخروج من الداخلية بفضيحة.

كما يحكي عن آخر حلم للفنانة الراحلة سعاد نصر قبل دخولها المستشفى حين فسره لها بأنه الموت الذي يكون موعده العام 2007.

عن عالمه في تفسير الأحلام وعلاقة ذلك بالشريعة، التقته «الجريدة» في الحوار التالي:

• متى بدأت علاقتك بتفسير الأحلام؟

- بدأت طريقي مع تفسير الرؤى عندما كان عمري عشر سنوات وأتممت حفظ القرآن الكريم في كتَّاب القرية، وبدأت أفسر للناس أحلامهم، واعتمدت بعد ذلك على حفظي للقرآن، إذ تفرغت لتفسير أي رؤيا.

• هل لتفسير الأحلام سند شرعي من الكتاب والسنة؟

- نعم من الناحية الشرعية نجد في القرآن سورة يوسف عليه السلام تبدأ برؤيا وتنتهي بتحققها بعد أربعين سنة، فالآية الرابعة صريحة وواضحة في هذا الأمر، وكذلك موضوع تصديق الرؤيا حدث من قبل مع سيدنا إبراهيم وهو ما ورد في سورة «الصافات» وفي الحديث الشريف كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا صلى الفجر حوَّل وجهه إلى الناس وقال: «من رأى منكم رؤيا فليقصها عليّ». هنا أجاز النبي (صلى الله عليه وسلم) القص، بمعنى أن الإنسان إذا رأى رؤيا عليه أن يسأل عن تفسيرها.

وقد ورد في حديث آخر أن الرؤيا معلقة في رجل طائر، فإذا فسرت وقعت، وفي حديث ثالث: «إذا رأى أحدكم رؤيا فلا يقصها إلا على عالم أو ناصح».

أيضاً عرفت الأمة الإسلامية مفسرين من الأعلام مثل ابن سيرين وهو من أئمة تفسير القرآن والإمام ابن شاهين وسيدنا جعفر الصادق، وغيرهم وجميعهم فسروا الرؤى والأحلام وأجادوا، ولو رأى هؤلاء في هذا النوع من التفسير أي غضاضة أو شبهة منكر أو بدعة ما فسروا.

كما يوجد في العصر الحديث من أجاد تفسير الرؤى والأحلام مثل الدكتور عبدالحليم محمود والشيخ الشعراوي وأحمد عمر هاشم.

• هل هناك فرق بين الرؤى والأحلام؟

- نعم، فالرؤيا من الرحمن والحلم من الشيطان، الرؤيا تدل على خير مثل رؤيا النبي عليه الصلاة والسلام، أو رؤيا القمر أو العسل أو شربه أو الطيران في الهواء أو أكل الفواكه، لكن ليس كل الفواكه بالطبع، وبإيجاز فإن الأشياء الجميلة التي تبشر الإنسان بالخير تعتبر رؤى، أما بالنسبة للأحلام فهى من الشيطان مثلما يرى الإنسان الذباب أو الحيات والعقارب، لكن جرى العرف أن يخلط عوام الناس بين الرؤى والأحلام من منطلق أن المرء يراهما في المنام.

• هل لتفسير الأحلام علم يدَّرس أو يعرف هنا أو هناك؟

- تفسير الأحلام منحة من عند الله، ولابد من توافر عدة شروط فيمن يُقْدم على هذا الأمر، أولها أن يكون حافظاً للقرآن الكريم عالماً بالسنة دارساً لعلم اللغة العربية والبلاغة والعروض والصرف، أيضاً لابد أن يكون على قدر وافٍ من علوم الثقافات الحديثة والقديمة، لكي يكون قادراً على تفسير الرؤى بصورة واضحة ونقله للسائل بسهولة ويسر، فهناك أحلام تتعلق بما يسمى صراع الغرب والشرق، وهناك أحلام تتعلق بالبيوع، أو الحج، أو السفر إلى الغرب، كيف لي أن أقدم على تفسير هذه الأحلام بدون علمي بأصولها.

• ما هى أكثر الرؤى التي تُعرَض عليك؟

- من أكثر الرؤى التي تعرض علىَّ، رؤى النبي صلى الله عليه وسلم، أيضاً رؤى الطواف والحرم، أيضاً رؤيا الأموات، هناك أناس كثيرون يشاهدون أقاربهم الذين توفوا مثل مشاهدة الآباء والأمهات وغيرهم من الأقارب، لكن هذا لا يعني أن تفسير الرؤيا واحد مهما اختلف الشخص الراوي لها، إنما لكل رؤيا تفسير حتى لو توحدت الرؤيا، لكن لابد أن يختلف الشخص الراوي لها.

• هل يمكن للأحلام أن تحدد مصير إنسان؟

- الأحلام لا تحدد مصير إنسان، لكن هناك رؤى تحدد مصير إنسان، فقد روي عن ابن سيرين أنه ذهب إليه رجل وقال له: يا شيخ أراني رأيت القمر ينزل إلى الأرض. هنا بكى ابن سيرين وقال لامرأته أحضري الماء كي أتوضأ، قالت امرأته لِم ، قال لأن القمر إذا غاب مات أعلم أهل القرية وأنا أعلمهم، ومات ابن سيرين في أسبوعه، فكانت هذه الرؤيا محددة لمصير ابن سيرين، فيمكن أن تنبئ الرؤيا عما سيأتي في الأيام المقبلة.

• إذن هل عالم الرؤى يعلم الغيب؟

- لا، هو يقوم بفك رموز فقط «مفسر» أما إن قال لأحد سوف يحدث لك كذا وكذا بدون رؤيا، هذا يعد جدلاً وشعوذة.

• هل توجد علاقة بين تفسير الأحلام وعلم النفس؟

- هناك علاقة قوية لكن هذه العلاقة بسيطة ومحددة جداً، ويفسر ذلك بأن بعض الأحداث التي تدور في النفس تخرج عند النوم وهو ما يعرف بـ «العقل الباطن» هذه أحداث تراود الإنسان وتميل في نفسه فيخرجها في شكل حلم، وغالباً هذه الأحلام ليست لها معنى، أما الرؤيا فهى تخبر عن أمر بالفعل حدث أو سيحدث، والنبي صلى الله عليه وسلم، يقول «لم يبق من النبوة إلا المبشرات؟ قالوا وما المبشرات يا رسول الله؟ قال الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له». هذا هو الفارق بين الرؤيا وعلم النفس.

• إذا عُرض عليك حلم تفسيره سيئ كيف تفسره للسائل؟

- كثيراً ما تؤلمني هذه المسألة، وأنا هنا أحاول جاهداً أن أفسر الحلم بشكل حميد، لا أجرح السائل بالألفاظ ولا أقدم على إشئامه والتعكير عليه، لكن أيضاً أحاول إيصال المعنى بدقة وأتخير ألفاظي جيداً وذلك لأن الناس لا يتحملون الموت أو المرض أو الأمور التي تعكر صفو حياتهم، إن تفسير الرؤى من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، وهى إذاً أمانة ومن أشد الأمانات التي يجب أن توصلها إلى صاحبها كما هى.

• إلى أي درجة تصل علاقتك بالمسؤولين وصناع القرار في العالم العربي؟

- علاقة سؤال وجواب، هم يستفسرون عن أمر بعينه لكنه غير واضح الملامح بالنسبة لهم، وأنا أجتهد بالقدر الممكن لتوضيح هذا الأمر، يستوي في ذلك رؤساء أو أمراء أو ملوك، لا يقتصر على أحد بعينه، وهم يلجأون إليّ من باب قوله تعالى: «فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون» ولا تمتد علاقتي بهم إلى الجوانب السياسية بأي شكل من أشكالها، وإذا كان الحلم سياسياً، أنا أقوم بتفسيره لكن لا أتدخل فيه، كذلك الأمر بالنسبة لأهل الفن، أتلقى منهم اتصالات كثيرة، من أبرزها تفسير حلم علاء ولي الدين والذي تحقق بوفاته بالفعل، أيضاً حلم الفنانة الراحلة سعاد نصر، وهناك أيضاً لاعبو كرة القدم يتصلون بي.

• من هم أشهر السياسيين الذين قصوا رؤاهم عليكم؟

- وزير الداخلية الراحل زكي بدر اتصل بي وقت أن كان محافظاً لأسيوط، وقال لي إنه شاهد في المنام أنه يشرب كوب حليب وكوب دم، فقلت له سوف تصبح وزيراً للداخلية، ولكن ستخرج منها بفضيحة، وقد كان!

كما اتصل بي رئيس الوزراء السابق عاطف عبيد بعد أن طارده حلم لفترة طويلة، فقلت له سوف تترك الوزارة قريباً وقد كان!

• هل صحيح أنك تنبأت بموت الفنانة الراحلة سعاد نصر؟

- صحيح، لقد اتصلت بي قبل دخولها المستشفى بيوم واحد وقالت لي أنها شاهدت حذاءها يسقط منها ثم رأت والدها المتوفي يصطحبها إلى غرفة ضيقة، وجلست معه مدة سبعة أيام، وقالت له يا أبي أريد توسيع هذه الغرفة. قلت لها إن الحذاء يرمز إلى السير، فإذا سقط يعني الوقوع في ورطة أو مصيبة عاجلة، أما الغرفة التي تريد توسيعها فهى قبرها، والأيام السبعة، اكتمال الأسبوع أو العام وصولاً إلى عام 2007، وقلت لها أيضاً بأن توسعة القبر بالتوبة إلى الله والندم، وردت علي قائلة بأنها تنوي تغيير مسار حياتها، والبداية من جديد، وفي اليوم التالي دخلت المستشفى ثم غيبوبة طويلة انتهت بوفاتها، وهناك شهود على ما أقول.

أيضاً هناك أسماء كثيرة من المشاهير استمعوا إليّ واستفسروا عن أحلامهم لكن لم يحن الوقت بعد لذكر أسمائهم.

• هل قام أحد من رجال الدين بالاتصال بك لتفسير حلمه؟

- كثيرون جداً يتصلون بي لأفسر لهم أحلامهم، من علماء الدين حتى الدكتور أحمد عمر هاشم، الذي يتميز بقدرة كبيرة في تفسير الأحلام، كثيراً ما يتصل بي ويسمع مني، أما الباقون فليسوا خبراء في هذا الأمر ويلجأون لي.

• بماذا تفسر رفض البعض تفسير الأحلام؟

- الذي يقبل يجب عليه أن يقبل الوارد في السنة والأثر، أما الذي يرفض فهو لا يرفض الرؤيا ولكن يرفض الكوابيس وأخناس الأحلام، وهذا شيء آخر، فهو لا يستطيع أن يفرق بين الرؤيا والكابوس، هو إذن يرفض على العموم بدون الرجوع إلى الأسس الشرعية الدالة على صحة الرؤيا.

• ألا ترى أن الحديث الكثير عن الأحلام يأخذ الإنسان من عالم الواقع إلى الخيال؟

- إذا كان الإنسان يعي ويعرف جيداً أن الحلم الصادق لا يتكرر كثيراً، وأن الرؤيا الصادقة نادرة الحدوث كثيراً، أيضاً على الشخص أن يعي أن لا تكون الأحلام الخاصة به هي حياته، لكن لا يعيش في الأوهام، أنا لا أرضى عن هذا ولا آمر به، فلابد على الشخص أن يعي هذه الأمور لكي لا يذهب إلى الدجل والشعوذة والخزعبلات.

• ما تقييمك لمفسري الأحلام الموجودين الآن على الساحة؟

- الكثيرون منهم بخير وعلى أحسن حال، ولا أزكي أحداً على الله، لكن هناك من يأخذ من طريق تفسير الأحلام طريقاً للدجل والشعوذة من أمثال الألوسي، هؤلاء الناس دخلاء على التفسير ولا يفقهون فيه شيئاً، وأنا أقول لهم اتقوا الله في الناس، وأنا لا أقول هذا تعدياً عليهم، ولكن من باب إحقاق الحق، فهم لا يحفظون القرآن ولا عارفين بالسنة.

• هل كان لتفسيرك للأحلام مردود إيجابي؟

- أنا دعيت إلى أميركا وعدد من البلدان الأوروبية، وظهرت على شاشات التلفزيون في هذه البلدان، وأسلم على يدي أناس من فرنسا وبلجيكا وألمانيا، أسلمت على يدي مذيعة في التلفزيون الألماني كانت تحاورني في أحد البرامج الألمانية، قصت عليّ حلما وتحقق لها، وبعدها أشهرت إسلامها.

وأنا في الأساس تخرجت في الأزهر وأعمل في مجال الدعوة الإسلامية، ألا يكفي كل هذا مساهمة مني في نشر الثقافة الإسلامية عن طريق تفسير الأحلام، أيضاً أنا أعلّم الفضيلة عن طريق الأحلام مثل طاعة الزوج وطاعة الوالدين وهكذا. 

back to top