داء كرون... عوارضه وكيفية معالجته
آلام معوية مزمنة، إسهال ونحافة كلها عوارض داء كرون الذي يصيب الكثير من الأشخاص وهو عبارة عن داء التهابي مزمن في الأمعاء. تؤدي بعض الجراثيم الموجودة عادةً في القناة الهضمية إلى التهاب جهاز المناعة الذي يصيب تحديداً الجزء الأخير من الأمعاء والمصران الغليظ وأحياناً الشرج ويتطور على شكل بثور تتفاوت حدتها وفترة استمرارها.
يمتاز داء كرون بطابع وراثي، في ما عدا ذلك مصدره مجهول. إلا أن العلماء يملكون مؤشراً وهو نمط الحياة الغربية، إذ ينتشر في بلدان الشمال أكثر منه في الجنوب وفي البلدان الصناعية. يدخل في إطار المسببات، التدخين، التلوث البيئي والضغط النفسي، إلخ... إلا أن ذلك لم يثبت رسمياً. عوارض الالتهابلمواجهة استمرار العوارض وتكرارها، يؤكد الطبيب التشخيص عبر فحوصات مكمّلة ومنها فحص الدم للبحث عن عوارض الالتهاب، فضلاً عن فحوصات الأشعة والمنظار لتحديد مظهر الإصابة وامتدادها. استمرار المضاعفات تتطلب البثور الملتهبة الموجودة بكثافة علاجاً عبر حقن موزعة على بضعة أيام. لكن لا ينصح كثيراً بالتوقف عن تناول الطعام، خشية انكماش جزء من الأمعاء وبالتالي انسدادها. من المضاعفات الأخرى تقرحات على جدران الجهاز الهضمي تسبب ظهور الدمل. علاجاتتعالَج البثور الخفيفة عبر أدوية تحتوي بشكل أساسي على حامض الصفصاف. أما بالنسبة إلى الحالات الأكثر خطورةً، يسمح الهورمون الذي تفرزه القشرة الكظرية بخمود أعراض المرض في خلال ثلاثة أو أربعة أسابيع في أكثر من 90% من الحالات. كذلك، تستخدم علاجات مضادة للعدوى في الإصابات الشرجية. بالتزامن، عند ظهور البثور، ينصح باتباع نظام غذائي لا يحتوي على الكثير من الألياف وسكر اللبن لتخفيف حالات الإسهال.عند تفاقم المرضفي حال لم يقدم العلاج الطبي، عبر الأدوية، أي نتيجة فعالة لتعزيز مهام الأمعاء أو في حال المضاعفات، ينصح بالخضوع إلى عملية جراحية لاستئصال الجزء المصاب من الأمعاء ومن ثم تقطيب الجزئين من أجل إعادة وصلهما. عندئذ، ستخمد أعراض المرض لفترة طويلة إلا أن الشفاء لا يكون نهائياً في هذه الحالة أيضاً. الأولاد عرضة لهذا الداءيشكل الأولاد حوالي 15% من المرضى المصابين بداء كرون، لا سيما الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و17 سنة. غالباً ما تُكشف إصابتهم عبر تباطؤ نموهم وتراجع أدائهم المدرسي. احذروا المغص الذي يمكن الخلط بينه وبين ألم المعدة لدى التلميذ القلق، وتنبهوا أيضاً إلى الإسهال أو النحافة. أما العلاج فهو شبيه بعلاج الراشدين تضاف إليه تغذية عبر مسبار معدي خلال بضعة أسابيع، تساعد على تخفيف الالتهاب وتحفز النمو من جديد لدى هؤلاء الأولاد.