غواصة نووية أميركية إلى الخليج عبر السويس

نجاد يحذر الأمم المتحدة من اللعب «بذيل الأسد الهادئ» ولاريجاني يمتصّ التصعيد الإيراني أوروبياً

نشر في 06-06-2007
آخر تحديث 06-06-2007 | 00:00
No Image Caption
في وقت حذر فيه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس مجلس الأمن الدولي من «اللعب بذيل الأسد الهادئ» عبر فرض عقوبات جديدة على طهران.
على خلفية رفضها تعليق برنامجها النووي لتخصيب اليورانيوم، كشف مسؤول في هيئة قناة السويس ان غواصة نووية أميركية عبرت القناة، في وقت مبكر من صباح أمس، في طريقها إلى البحر الأحمر، ومنه إلى الخليج العربي. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لـ(رويترز): «عبرت قناة السويس اليوم الغواصة النووية الأميركية «أوكلاهوما سيتي» ضمن قافلة الشمال القادمة من البحر المتوسط في طريقها إلى البحر الأحمر، مشيرا إلى أن قاطرات تابعة لهيئة القناة، رافقت الغواصة أثناء مرورها عبر قناة السويس».

ويرافق مرور القطع الحربية عبر قناة السويس إجراءات أمنية مشددة تشمل منع الصيد بالقوارب الصغيرة، ووقف حركة عبارات نقل الركاب التي تعمل بين ضفتي القناة إضافة إلى منع المرور على الطريق البري الموازي للمجرى الملاحي. وكانت حاملة الطائرات الأميركية «باتان» عبرت قناة السويس الجمعة الفائت ترافقها مدمرة وفرقاطة، ضمن مجموعتها القتالية قادمة من الخليج في طريقها إلى البحر الابيض المتوسط.

نجاد

وكان نجاد قال في مؤتمر صحافي أمس بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لوفاة مؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله الخميني إن «مجلس الامن يجب ان يكفّ عن العمل بشكل غير شرعي وغير عادل، وعليه الكفّ عن التصرفات الصبيانية وعن عناده»، مؤكدا أن «عليهم ان يدركوا ان إيران دولة كبرى، ويقال ان إيران اسد يجلس في زاوية ونقول لهم لا تلعبوا بذيل الاسد»، ومشددا على ان «الأوان فات» لوقف تقدم إيران في برنامجها النووي، قائلا «اجتزنا مرحلة، ولا يمكن ان يطلب منا العودة إلى الوراء».

وحول قلق بعض دول المنطقة من البرامج النووية الإيرانية أشار نجاد إلى ان «القوى العظمى تريد الاستحواذ على كل شيئ ليتحكموا في شعوبنا، من خلال تجربة أثبتت فشلها سابقاً»، معتبرا «أن الدول الكبرى تريد إثارة التفرقة بين الشعوب، وإذا ما اتحدت شعوب المنطقة فانها سوف تفوت الفرصة على الاعداء».

أضاف: «ان ترسانات القوى الكبرى ممتلئة بالاسلحة النووية، فهم ينشئون القواعد العسكرية هنا وهناك، ويعقدون الاتقاقيات الامنية من جانب واحد مع هذا الطرف أو ذاك، من أجل تعزيز وجودهم ونهب ثروات الشعوب، مؤكدا: «ان المشاريع النووية الإيرانية تقوم في اطار المعاهدات الدولية وقرارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي في خدمة التقدم ورفاهية وإعمار البلاد، كما انها ملك لجميع شعوب المنطقة والشعوب الحرة» .

وحول موقف حكومات المنطقة من المشاريع النووية الإيرانية قال «خلال لقاءاتنا مع مسؤولي بلدان الجوار والاصدقاء لم يبد أحد قلقه لنا عن تقدمنا العلمي ومشاريعنا النووية، وعندما تلتقي مع حكومات هذه البلدان، فانهم يبدون سعادتهم، ويقولون ان تقدم إيران هو لمصلحتنا، وهي قوة إلى جانبنا».

وتطرق إلى الأوضاع في لبنان، وأكد ان ما يقرره الشعب اللبناني، وما ينتهجه حزب الله أمور تهم طهران، فإيران لاتتدخل في الشؤون اللبنانية، وتؤكد دائما على ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة لبنان، وتدعم محاولات جميع الاطراف اللبنانية للدفاع عن سيادة وكرامة بلدهم .

وعن مصير المبادرة الإيرانية ـ السعودية بشأن لبنان وسبب توقفها قال نجاد ان «المبادرة توقفت، والاضطرابات الامنية التي تحصل حاليا، في لبنان تضر الشعب اللبناني وشعوب المنطقة، وعلى الجميع مساعدة لبنان للخروج من محنته»،

ولفت إلى ان بعض القوى الدولية جاءت بجيوشها إلى العراق وتدخلت في شؤون المنطقة، محملا عدم الأمن والاستقرار في العراق إلى «قوات الاحتلال من خلال الدعم الذي تقدمه للإرهابيين، الذين مهدت لهم الطريق لدخول العراق».

ورداً على سؤال حول امكان قيام إسرائيل بعدوان جديد على لبنان، قال نجاد «نحذر اعداء شعوب المنطقة من تكرار جرائمهم التي ارتكبوها في العام الماضي في لبنان، يجب الا يخطر على بالهم القيام بمغامرة جديدة»، مشيرا إلى أن «المعلومات المتوافرة لدي من هنا وهناك، ومن داخل إسرائيل تفيد ان لديهم مشروع حرب لتلافي هزيمتهم في العام الماضي».

لاريجاني

في غضون تصريحات نجاد التصعيدية يسعى أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى علي لاريجاني إلى التخفيف من حدة التوتر مع العالم الغربي باحثاً عن تسويات ما، في وسط الطريق ! و في هذا السياق أدرج مراقبون الجولة التي يقوم بها لاريجاني على دول أوروبية من ضمنها ألمانيا، في سياق البحث عن إمكان إحراز تقدم باتجاه اقتراح مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، الذي أشار أخيرا إلى إمكان «السماح» لإيران بممارسة التخصيب على المستوى العلمي، مقابل أن تتوقف عن المضي قدما باتجاه التخصيب الصناعي .

وفي هذا السياق يبدو أن المانيا تحاول أن تقدم ما يشبه «الطعم» أو المحفز الخاص لطهران، حيث تشير مصادر مطلعة إلى أن ألمانيا تقترب من قرار إطلاق سراح السجين الإيراني كاظم دارابي القابع في سجونها منذ عدة اعوام و المتهم باغتيال أربعة من المعارضين الأكراد الإيرانيين في حادثة مطعم ميكونوس الشهيرة في برلين منذ نحو 12 عاما. ويذكر أن لألمانيا مصالح طويلة الأمد مع إيران، وثمة علاقات تاريخية خصوصا بين البلدين غالبا مايستنفرها الجانبان في الأوقات الحرجة للخروج من الأزمات!

back to top