قانون الاختلاط أفسد معرضاً طلابياً في الجامعة الأميركية وضع حاجزاً يفصل الطلاب عن الطالبات بينما يختلط الزوَّار
سجل قانون منع الاختلاط في الجامعات الخاصة حالة «هزلية» أخرى، حين اضطرت الجامعة الأميركية أمس الأول إلى وضع حاجز يفصل الطلاب عن الطالبات في معرض أعمال ومشاريع طلبة تخصص التصميم الغرافيكي، الأمر الذي أفسد المعرض وترك انطباعا سيئا لدى الزائر وسط تذمر الطلبة المشاركين وإحباطهم.
اضطرت الجامعة الاميركية امس الأول وضع حاجز يفصل بين الطلاب والطالبات في معرض مشاريع وأعمال طلبة تخصص التصميم الغرافيكي، الذي أقيم خصيصا للطلبة الذين أوشكوا على التخرج، إلا أنها لم تستطع منع الأهالي والشركات الحاضرة لاحتضان الطلبة من الدخول والتجول في كلا القسمين سواء للطلاب أو الطالبات، وعاد المعرض مختلطا في ظل وجود حاجز خلقه قانون فصل الاختلاط في الجامعات الخاصة والذي ثبت أنه لا فائدة منه سوى إفساد المعرض وترك انطباع سيئ عند طلبة الجامعة ولدى الشركات الحاضرة لاحتضان مهاراتهم، فضلا عن الأهالي الذين أتوا لمشاهدة أعمال أبنائهم والشد على أيديهم، فكان أول ما تقع عليه عين الضيف حين يضع قدمه داخل المعرض هو الحاجز الفاصل بين الطلاب والطالبات، في وقت ينتظر فيه الطلبة من القادمين زيارة الركن الخاص بهم، وبدلا من أن تسأل الشركة الزائرة عن تفاصيل أعمال الطلبة المعروضة أبدت تذمرها من وجود الحاجز، وبدلا من أن يفرح ولي الأمر بأعمال ابنه أو ابنته يسائل نفسه عن طبيعة العلاقة التي تربط الطالب بالطالبة داخل الحرم الجامعي، والتي دعم وجود «الحاجز» التفكير فيها وبشكل سلبي يمتد إلى خلق نوع من الشك في تربية الأب أو الأم لأبنائهما، الأمر الذي ابتعد بالمعرض عن أجواء الابداع والتفكير في ايجاد فرص للطلبة عن غرضه الأساسي.مغلوبة على أمرهارغم إعلان الجامعة الأميركية في الكويت رفضها استخدام سمعة طلبتها مادة لاستجواب وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي نورية الصبيح عبر أشرطة تعرض أنشطة الطلبة أو باستخدام قضية الاختلاط محورا للإطاحة بالوزيرة بأي وسيلة وعلى حساب علاقة الطالب بالطالبة، لم تستطع أمس الأول عمل شيء في وجه قانون الجامعات الخاصة «المخزي»، وتحديدا في وجه مادته السادسة المعنية بمنع الاختلاط في الجامعات الخاصة، وبدا ذلك جليا حين اضطرت الجامعة الاميركية وباسلوب «أحرجها أمام طلبتها» إلى الالتفاف على المادة السادسة من قانون 34 لسنة 2000، الذي وضع فقط لإرضاء نواب «منع الاختلاط»، وحتى لا تصبح الجامعة مادة برلمانية لاعضاء في مجلس الأمة وفي مناسبات قادمة.إساءة إلى الأمهات والآباءولم يعِ نواب «منع الاختلاط» الذين يستمتعون برؤية الحواجز الموضوعة بين الطلاب والطالبات وفي جميع الأنشطة الطلابية حتى ولو كانت على حساب مستقبل الطلبة الدراسي أو المهني، بأنهم ظلموا الطلبة وبددوا آمالهم بالحصول على بعض الاهتمام من الشركات الحاضرة في المعرض أو برسم فرحة على وجوه أولياء أمورهم، بل أهانت عاما دراسيا كاملا بني على الاحترام بين طلبة الجامعة، ولم يدرك نواب «الاختلاط» أنهم يسيئون يوميا إلى الآباء والأمهات، لأنه «ببساطة» بمجرد وضع حاجز في نشاط طلابي عام يعني إقرار نواب «الاختلاط» بوجود علاقات مشبوهة في الجامعة، وبالتالي هذه إهانة لا يقبلها الطالب ولا ولي الأمر ولا الجامعة ولا حتى المجتمع الكويتي، وهم لا يسعون في ذلك إلا إلى إرضاء أبناء دائرتهم الذين «تربوا» على صراخ نوابهم «المتأسلمين» ومطالباتهم السطحية من دون متابعة جدية تذكر لسلبيات القانون، وعلى حساب مستقبل الطلبة ويمتد «تأسلم» نواب الاختلاط إلى المساس بسمعة الطلبة واستغلالهم انتخابيا في أي فرصة تسنح لهم أثناء انتخابات مجلس الأمة، و«يتأسلمون أكثر فأكثر» كلما كانت هناك مساحة للطرح المخادع وللبقاء تحت قبة البرلمان.الإبداع والخطوط الحمركان حريا بنواب «الاختلاط» حين طالبوا بقانون «هزيل» مثل منع الاختلاط في الجامعات الخاصة، أن يعملوا على قوانين تلزم الجامعات الخاصة باتباع اسلوب أكاديمي وسياسات تدريسية تصنع طالبا ذا أفق واسع التفكير وعقلية مهنية منتجة، حيث إن الجامعة الاميركية عودتنا منذ تأسيسها، على أنها حرم راق ويخرج أجيالا تفتخر بهم الكويت من طلاب وطالبات، وعلى قدر عال من المسؤولية والابداع، لا أن تضطر إلى تأطير ابداعات الطلبة ووضع خطوط حمر لها في يوم من الأيام. هل نحن في غابة؟!هاجس الجامعة الاميركية من عدم تجديد اعتمادها الذي تنتظر مجلس أمناء الجامعات الخاصة الموافقة عليه، جعل منها «مجبورة» أداة لنواب الاختلاط لتساهم في وضع صيغة جديدة أرادها النواب، بل بات وضع الحواجز عادة اجتماعية طلابية ملتزمة بها جميع المؤسسات التعليمية، والتي تغرس انطباعا سلبيا يورث للطالب، ويخرج أجيالا مقتنعة بأن الحاجز الفاصل بين الطالب والطالبة سيمنع من وقوع الخطأ، وأن الطلاب والطالبات في غابة، وينتظر الطرفان أي فرصة للهجوم على الطرف الآخر! إلى نائب الاختلاطيا «نائب الاختلاط»، إن علاقة الطالب بالطالبة في جميع المؤسسات التعليمية في الكويت بنيت على الاحترام، وإن كان غير ذلك فهناك إدارات أمن وسلامة مسؤولة عن منع وقوع الخطأ، وهناك لجان تأديبية لمعاقبة المخطئين، أما «قانونكم» فلم يأت بجديد لأن الحاجز «المهين» الموضوع أمس الاول لم يغير ساكنا، فرجال الشركات يزورون ركن الطالبات ويلتقون بهن «لفهم» مشاريع الطلبة والسؤال عنها، وأمهات الطلاب وأخَواتهم كن يزرن ركن الطلاب لتشجيع أبنائهن وإخوانهن، وكان المعرض مبنيا على الزمالة والاحترام، ولم يضف الحاجز أي إضافة سوى تسجيل حالة أخرى لإهانة الطلبة الذين لا يملكون سوى اتباع القوانين واحترامها. وإذا كانت زيارة معرض وضع فيه حاجز فاصل بين الطلاب والطالبات تترتب عليه آثار سلبية كبيرة على الزائر وانطباعات سيئة، فما حال الطالب الذي عمل على بناء وتصميم ركنه الخاص في المعرض فترة لا تقل عن ثلاثة أيام، فضلا عن استعداده للمعرض قبل افتتاحه بساعة وبقائه إلى أن يرحل الجميع وبعد اقفال أبواب المعرض؟ليس رادعا عن الخطأ«الجريدة» شاركت طلبة التصميم الغرافيكي همومهم، وتعرفت إلى معاناتهم التي تركها «حاجز الاختلاط»، فقد علقت الطالبة عذبة النصف على وجود الحاجز قائلة «أنا غير مقتنعة بوجود الحاجز بل غير راضية»، واستطردت «كيف يتم فصلنا ونحن في حرم جامعي وجميع الطلبة يحترم بعضهم بعضا والجامعة ما هي إلا مكان للدراسة ولا شيء يتعداها أو يتعدى حدود الزمالة؟»، ورأت أن الحاجز لا يعكس واقع العلاقة بين الطالب والطالبة، وفي نفس الوقت ليس حلا أو رادعا لأي تصرف يشوه علاقة الطلبة، وتساءلت «هل يمنع حاجز وضع أربع ساعات تصرفا سيئا لم يقم به الطلبة عاما هو عمر وجود بعضهم مع بعض؟!».الحاجز مفسدمن جانبها، أكدت الطالبة ديانا الحسيبي عدم رضاها عن وجود الحاجز، وأضافت «المعرض خصص للابداع، والحاجز أفسد شكله وضيع قيمة الابداع الطلابي، الذي عملنا على انجازه فترة طويلة، ورغم احترامي لقوانين الجامعة أعارض وضع حاجز يفصل الطلاب عن الطالبات»، موضحة أن علاقة الطلبة في الجامعة بنيت على الاحترام والزمالة.وعلى الجانب نفسه قال الطالب عبدالله عبدالرحمن إنه لا يفضل وجود الحاجز في المعرض، مضيفا «نحن نأسف على وجود مثل هذا القانون، رغم احترامنا لقرارات الجامعة»، مؤكدا أن لا شيئ يثنيه عن الابداع.