مسلسلات السيرة الذاتية تغزو الدراما المصرية
يبدو أن نجاح مسلسل «الملك فاروق» الذي عرض في رمضان الفائت فتح شهية كتاب الدراما المصرية لتقديم أكثر من مسلسل ينتمي إلى دراما السير الذاتية. وتشهد البلاتوهات راهنًا مجموعة من الأعمال في مقدمها مسلسل عن حياة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر للكاتب يسري الجندي من إخراج باسل الخطيب، فيما تشهد الكواليس مشروع مسلسل عن الرئيس الأسبق لحزب الوفد فؤاد سراج الدين في عنوان «رجل لكل العصور»، بالإضافة إلى مسلسلين يتناولان حياة وزير الإسكان الأسبق عثمان أحمد عثمان.
لنجوم الفن الذين رحلوا عن الحياة نصيب الأسد على خريطة دراما السير الذاتية.ووفق الخطة الإنتاجية لمدينة الإنتاج الإعلامي ينتمي أكثر من عمل إلى هذه الظاهرة، في مقدمها مسلسل عن علي مبارك، أحد رواد التنوير في مصر، من بطولة الفنان كمال أبو رية وإخراج وفيق وجدي وآخر عن «سامية فهمي» للسيناريست بشير الديك، يستعرض حياة عميلة المخابرات المصرية سامية فهمي، بالإضافة إلى مسلسلين ما زالا ينتظران الموافقة، الأول عن حياة الرئيس الراحل أنور السادات والثاني عن حياة الرئيس مبارك، وكلاهما للكاتب وليد يوسف. تحفظاتفي هذا السياق لا تتحمّس الناقدة عزة هيكل لهذه الظاهرة مشيرة إلى أنها تعبّر عن إفلاس كتاب الدراما الذين يهربون إلى الماضي تحاشيًا لمواجهة الواقع الحالي. وتؤكد في هذا المجال أنّه لولا نجاح مسلسل «الملك فاروق» لما شهدت الساحة هذه الهرولة نحو دراما السير الذاتية خصوصًا أن أغلب الشخصيات التي تطرحها هذه المسلسلات لا تستحق أصلاً التناول وفي حال الخوض فيها يكفي بضع حلقات عنها فحسب. من ناحيته يرى السيناريست بشير الديك مؤلف مسلسل «سامية فهمي»، أن هذه الأعمال تشكل فرصة لعرض الواقعين السياسي والاجتماعي بشكل عام كما لا يعتبرها ظاهرة فنية رغم كثرة عددها. ويفرّق الديك بين المسلسلات التي تتناول حياة نجوم الفن وتلك التي ترصد سير السياسيين وغيرهم، حتى وان كان للفنان دور سياسي كأم كلثوم، على سبيل المثال. فالمسلسل كما يوضح الديك يعرض حياة الشخصية الخاصة بكل مراحلها بغض النظر عما اذا كانت سياسية أو فنية.وتأكيدًا للفارق الكبير بين حياة السياسيين والفنانين، يؤكد الديك أن مسلسلات المشاهير تتعرض لمشاكل كثيرة مع الورثة لا تواجهها مسلسلات السياسيين، لأنها في النهاية محكومة بظروف أخرى بعيدة عن أجواء الإثارة والفضائح المرتبطة بحياة الفنانين التي يستغلها المنتجون. ويقدم الديك مسلسل «سامية فهمي» مثالاً ويقول: «رغم أن بطلته الحقيقية مازالت على قيد الحياة، إلا أنّها لا تستطيع الاعتراض على المسلسل لأنه مأخوذ عن رواية مطروحة في السوق منذ ٣٠ عامًا، ولأن الرواية مأخوذة بدورها من واقع ملفات المخابرات المصرية التي تملك حق الاعتراض أو الموافقة على تقديمها، بالإضافة إلى الرقابة التي تأتي في مرحلة لاحقة».عناصر جذب يعتبر السيناريست وليد يوسف صاحب مسلسلي «السادات» و«مبارك» أن ّشخصيات السياسيين تحمل عناصر جذب تجعل أياً كان يهتم لها من دون تردّد رغبةً في التعرف على أسرار وملابسات تركت آثارها على الواقعين السياسي والاجتماعي.ويلحظ الكاتب محمد صفاء عامر مؤلّف مسلسل فؤاد سراج الدين أنّ كل كاتب يرى الأحداث وفق رؤيته الخاصة التي قد تتأثر بتوجهاته السياسية وانطباعاته المختلفة، مؤكدًا على أهمية أن يكون الكاتب أمينًا في نقل الأحداث، وضرورة اختيار شخصية مؤثرة في التاريخ تزخر سيرتها الذاتية بالأحداث الدرامية اذ لا تستحقّ كلّ الشخصيات التاريخية، كما يوضح سراج الدين، تقديم عمل درامي عنها.أبرز الأعمال- «يا مسافر وحدك»: يتناول حياة الموسيقار محمد عبد الوهاب ويجسّد دوره محمود حميدة.- «مداح القمر»: يعرض سيرة الموسيقار القدير بليغ حمدي ويجسّد دوره محمد نجاتي.- «ياسين» يتناول قصة الفنان الراحل إسماعيل ياسين ويجسّد دوره أشرف عبد الباقي.- «عوام بحر الغرام» يحكي حياة الفنان الراحل محمد فوزي وقد رشّح لبطولته مصطفى قمر.- «الأطرش»: يعرض سيرة فريد الأطرش ويجسّد شخصيته مجد القاسم.- «أسمهان»: تجسد دور البطولة فيه سولاف فواخرجي.- «كاريوكا»: مرشّحة لبطولته الفنانة نادية الجندي.- «رشدي»: يتناول شخصية فتى الشاشة الأول رشدي أباظة وهو من بطولة ياسر جلال.