ما قبل الحرامية وما بعدهم!!

نشر في 07-03-2008
آخر تحديث 07-03-2008 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي

ازدهرت في مرحلة ما قبل الحرامية الصحافة الكويتية وكان يشار إليها بالبنان على مستوى المنطقة، وعنوان هذه المرحلة الالتزام والمصداقية والمسؤولية، أما مرحلة ما بعد الحرامية... فإن عنوانها الكذب وعدم الإخلاص وضياع الذمة والانتكاس.

منذ أن تسلل السارقون «خلسة» إلى عالم الصحافة بشكل أو بآخر وحال الشارع الصحفي مع شديد الأسف من سيىء إلى أسوأ، واستطاع «السارق الأكبر» أن يجمع عدداً من الكتاب «الشتامين» و«اللعانين» و«السبابين»، وأخذ الجميع بالردح على كل ألحان وأنغام الطائفية والقبلية والمذهبية، فحاولوا إثارة الخلافات والبلبلة والاضطراب بين فئات المجتمع الواحد... وأحمد ربي وأسجد له شاكراً أن الشارع لدينا لم ينجرف أو ينحرف مع تلك الحملة المسعورة التي شنها هؤلاء النفر، وأشكر ربي أيضاً أن لدينا الكثير من الحكماء والعقلاء من أمثال محمد الصقر الذين استطاعوا نزع فتيل وشرارة الفتنة في مهدها...

نستطيع يا سادة إذا ما أردنا الحديث عن الصحافة أن نتحدث عن مرحلتين من مراحل مسيرتها وتطورها، ويجب أن نضع خطّاً عريضاً فاصلاً بين هاتين المرحلتين: المرحلة الأولى سأطلق عليها مرحلة «ما قبل الحرامية» والمرحلة الثانية هي مرحلة «ما بعد الحرامية».

في مرحلة ما قبل الحرامية ازدهرت الصحافة الكويتية وكان يشار إليها بالبنان على مستوى المنطقة، وعنوان هذه المرحلة الالتزام والمصداقية والمسؤولية، أما مرحلة ما بعد الحرامية... فإن عنوانها الكذب وعدم الإخلاص وضياع الذمة والانتكاس. ولقد استخدم صاحب الفضائيات ألفاظاً نابية تخرج عن حدود النقد المباح، فضلاً عن شيوع استخدام كلمات جارحة وبذيئة وتشكل سباً وقذفاً... على شاكلة «خراف» و«نعجة» و«ألعن أمه»، فهل هذا هو نقد مسؤول وموضوعي؟ وأتساءل أيضاً: أهذه هي حرية الصحافة وهذه هي حرية النقد؟ بالتأكيد لا فأينما وجدت الحرية وجدت المسؤولية.

إن مناسبة هذا الحديث يا إخوة هو أن صاحبنا حسبما أظن كان يريد حرق الأخضر واليابس والانتقام من المجتمع والحكومة والناس وضرب الكل بالكل، وهكذا إذن نعثر على السبب الخفي الكامن وراء اتخاذه هذا الموقف... فمن سرق ونهب لا يمكن أن يكون وطنياً وتهمّه مصلحة الوطن، ففي هذا الحقل الواسع من الأعمال غير الأخلاقية انحدرت الصحافة وغابت الضمائر... لكن عزاءنا الوحيد أن هناك صحفاً وصحافة وكتاباً وطنيين مازالوا على قدر عال من المسؤولية والاحترام.

*****

بقليل من التدقيق سنجد أن دعوة الشيخ أحمد الفهد رئيس جهاز الأمن الوطني كانت وبحق «ضربة معلم» من جريدة «الجريدة» ومن القائمين على إدارة تلك الندوة الناجحة بكل المقاييس. فسماع الرأي والرأي الآخر هو السبب الأول والرئيس لنجاح أي ندوة وإلا ما فائدة الحديث عن أي موضوع في ظل غياب من هو معني ومسؤول؟!

back to top